وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية لدعم التلاميذ وتعزيز الخدمات الرقمية..    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    ملف "التسفير": أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة والمراقبة الإدارية لخمسة أعوام    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !    أخبار الملعب التونسي : غيابات بالجملة والبدائل مُتوفرة    وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيسي النادي الإفريقي والنادي الرياضي البنزرتي    عاجل/ من بيهم علي العريض: أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة في حق المتهمين في قضية التسفير..    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    في افتتاح مهرجان الربيع لمسرح الهواة بحمام سوسة... تثمين للمبدعين في غياب المسؤولين    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا"    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب تونس الكرامة "لزهر بالي " ل"التونسية" :نؤسس لثقافة التداول السلمي للسلطة والمعارضة البناءة ... ولا مجال للانقلاب على الشرعية وكل من هو خارج السلطة مطالب بالعمل والنقد البناء
نشر في التونسية يوم 20 - 03 - 2012

تونس اليوم ليست اكثر اسلاما من الامس ... والخوف من ان نغرق في جاهلية وليدة نظرة ضيقة ومراهقة متحجرة
لا للمصالحة قبل المحاسبة ... والمجلس التاسيسي تسللت اليه القروش
توجهنا الى عديد الدول والمستثمرين لجلب 500 مليون دينار لا يكاد يعادل جزءا من عشرة مما ينبغي على هذه "القروش" ان تدفعه الى الدولة

ينعقد اليوم الثلاثاء 20 مارس 2012 بالعاصمة حفل توقيع بروتوكول اندماج حزب تونس الكرامة والتحالف الوطني للسلم والنماء وحزب الامانة في اطار حزب واحد هو حزب الامان مثلما ينتظم خلاله مؤتمر صحفي لتقديم تصورات الحزب الجديد ومواقفه والاعلان عن تسميته وشعاره والكشف عن مؤسساته كما ستنتظم بنفس المناسبة ايضا ندوة بعنوان " تونس بين التحرير المنجز واستكمال مهام التحرر " وبخصوص الانصهار الذي جاء نتيجة اتفاق وتوافق داخل الاحزاب الثلاثة مثلما تم التوافق داخل حزب الامان الجديد على ان يتولى رئاسة الحزب لزهر بالي واسكندر الرقيق رئاسة المكتب السياسي ومحمد نعمون الامانة العامة للحزب.
" التونسية " التقت الرئيس الحالي لحزب تونس الكرامة والرئيس الجديد لحزب الامان الذي سيرى النور في اطار انصهاره مع حزبي التحالف الوطني للسلم والنماء وحزب الامانة .
السيد لزهر لو حدثتنا عن موقع حزب تونس الكرامة منذ تاسيسه الى الان في المشهد السياسي ؟
اذا كان التصنيف اليوم للمشهد السياسي التونسي يقوم على وجود يمين يمثله التيار الاسلامي ويسار تمثله القوى اليسارية الشيوعية فان مركزنا في الوسط وتحديدا يمين الوسط يستند في المرجعية الى ثوابت الهوية العربية الاسلامية ولكننا نشدد على ان حزبنا ليس حزبا دينيا ولا عقائديا وانما هو حزب تنموي اصلاحي يتبنى شعار " احبكم الى الله انفعكم الى الناس " وهو حزب يعتبر ان محاربة الفقر والفساد والسير بالمجتمع نحو النماء والامكان من شانه ان يقوي دعائم الدين
وبعد الانتخابات التي اختار فيها الشعب التيار الاسلامي نعتبر ان تونس لم تصبح اكثر اسلاما كما ان العقيدة لم تصبح اكثر ترسخا وقراءتنا ان الشعب اعطى اصواته من باب العرفان للمناضلين لكن لا بد من الاشارة الى ان من الافرازات التي تمخض عنها هذا الاختيار وكان لها وقع سلبي على المجتمع ولعل فيه ايضا خيبة امل لمن اعطوا اصواتهم واستأمنوا التيار الاسلامي بروز بعض الممارسات التي كانت عكس ما هو منتظر ومنها الاحداث التي تقع في الجوامع من فوضى واستبدال للائمة الذين عرفوا بالوسطية وظهور السلفيين وخصوصا السلفية الجهادية على الملإ وبكل حرية وهو ما يخيف الناس ومنهم من اعطوا اصواتهم للتيار الاسلامي وهو خوف على حقوقهم ومن ان يتم سلبهم ثقافة توارثوها مبنية على التسامح والوسطية وخوف من ان يتم سلبهم الحرية التي لم يتمكن الدكتاتور الهارب من انتزاعها كما انه خوف من ان تغرق تونس في ظلامية وجاهلية تحت شعار تطبيق الشريعة وبغطاء ديني نرى انه لا يمت الى الاسلام بشيء وانما هو نظرة ضيقة ومراهقة متحجرة .
ونعتبر ان الحكومة مطالبة بان تتصدى لهذه الظواهر بكل قوة لانها الوحيدة التي لها شرعية القوة ولاننا استأمناها على ديننا وارواحنا واموالنا واعراضنا وان كنا ننزه الحكومة عن التواطؤ فاننا لا نرى لها اختيارا غير مجابهة هذه الظاهرة بالصرامة اللازمة وان لم تفعل او لم تقدر فعليها ان تعهد بالامر الى من هو اقدر على فعل ذلك ...
لكن من ناحية اخرى اريد ان اعبر عن ادانتنا القوية والشديدة للاعتداءات الشنيعة على مقدساتنا كحادثة تدنيس المصحف الشريف ببن قردان ورسم النجمة السداسية اليهودية على اللوحة الرخامية لجامع الفتح بالعاصمة ونؤكد انها اعمال دنيئة وخسيسة مستهدفة لبيوت الله ومقدساتنا تهدف الى زرع بذور الفتنة والعنف والفتنة اشد من القتل .
هل ترون حصر دور الحكومة في مواجهة التيار السلفي ؟
كلا هناك ظواهر اخرى نعتبرها خطيرة مثل الفقر والفساد والبطالة وهي لا تقل خطورة عن موضوع التحجر الفكري والذهني للبعض والرسول صلى الله عليه وسلم قال : " كاد الفقر ان يكون كفرا " وانا ارى ان من دور الدولة ان توفر ابواب الرزق وتفتح فرص العمل وتعالج المشاكل الحقيقية للمجتمع وتوفر الامن وان لم تقدر على ذلك فلترحل واستغربت ما قاله رئيس الجمهورية عندما تحول الى مكثر لما اعتبر ان توفير مواطن الشغل الان صعب جدا وان كان الامر كما قاله فنقول ضعف الطالب والمطلوب .
واشير الى ان الحلول لا ينبغي ان تكون على حساب الثوابت ولا على حساب كرامة الشعب التونسي او على حساب السيادة الوطنية كما لا ينبغي ان نسقط في الاستجداء والاستعطاف ...
طيب كيف العمل ودفع الاستثمار ؟ وهل يتم فتح صفحة جديدة مع كل رجال الاعمال ؟
لا مصالحة قبل المحاسبة مع رجال الاعمال الفاسدين وبمثل ما نقول حذار من التنازل عن دماء الشهداء فاننا نقول ايضا حذار من التنازل عن حقوق الضعيف والمسلوب ومن تم استغلاله من طرف اخطبوط متمثل في عدد من رجال الاعمال الفاسدين ممن تورطوا مع نظام الفساد وغير مقبول التسامح مع هؤلاء "القروش" بعنوان اعادة تفعيل الاستثمار ونحن نعرف ان من بين هذه القروش من تسلل الى المجلس الوطني التاسيسي عبر عملية ممنهجة قام بها هؤلاء الفاسدون مباشرة بعد الثورة عبر تمويل بعض الاحزاب والمستقلين واصبح لهم الان صوت مسموع ومراكز نفوذ هم بصدد تفعيلها لتركيع المنظومة الحاكمة وتركيع تونس مجددا امام رغباتهم واملاءاتهم واقول هنا ان توجهنا الى عديد الدول والمستثمرين لجلب 500 مليون دينار لا يكاد يعادل جزءا من عشرة مما ينبغي على هذه القروش ان تدفعه الى الدولة وانوه الى ان عديد رجال الاعمال " نظاف " وشرفاء لم تتلوث ايديهم في العهد البائد وتم ابقاؤهم على هامش العملية التنموية الاستثمارية وان من يتقدمون في كل الاجتماعات هم تقريبا نفس الوجوه التي كانت ترتع زمن بن علي فهل يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين !؟
ما قراءتكم لما اثير في المدة الماضية من وجود مؤامرة على الحكومة؟ وما هي ابعادها ؟
ينبغي الخروج من منطق الاشاعات ومنطق القيل والقال وندخل في عهد البراهين والحجج فالحكومة نفسها ممثلة في شخص المسؤول الاول عن الامن السيد علي العريض تنفي ان يكون هناك ما يكفي من الاثباتات والبراهين ما يمكن ان يكون دافعا للجزم بوجود المؤامرة .
وما عدا ذلك يبقى من باب التاويلات وهو هدر للوقت وغوص في متاهات نحن في غنى عنها ...
كيف تقيمون اداء المعارضة من خلال المجلس التاسيسي وتعاملها مع الواقع السياسي ؟
اننا نعتبر هذه المعارضة ابعد ما تكون عن البناء بل هي اقرب الى الهدم وهي بطريقة تعاطيها الضدية لكل ما يصدر وياتي من الترويكا الحاكمة تؤسس لثقافة سلبية خطيرة تجعل تموقع المعارضة دائما في مواجهة الاغلبية الحاكمة وربما ياتي يوم تجد فيه نفسها في الحكم وستجني عندها ثمرة ما تزرعه اليوم لانها لا تؤسس حاليا سوى لثقافة الضدية ومن يزرع الرياح يحصد العواصف ...
ونحن نعتبر ان الحكومة نظيفة واداؤها يتسم بحسن النية لكن مشكلها انها متذبذبة وغير قادرة على تامين دورها الى حد الان وما كان يجب ان تفعله مباشرة بعد ان استأمنها الشعب على نفسه هو ان تحشد كل القوى والخبرات والكفاءات ورجال الاعمال النزهاء والوطنيين حولها وتبني بهم تونس المنظورة لكن ما حصل عكس ذلك فقد انهمكت في توزيع الادوار ومعيارها في ذلك النضالية وعدد سنوات السجن فوجدت نفسها بطاقم بعيد عن الدراية الميدانية وفاقد للفاعلية والبراغماتية وغير قادر على مواجهة مشكلات البطالة والفقر والفساد والتنمية بحكم بعد هؤلاء المسؤولين عن المجتمع ومشاكله الحقيقية لعقود لانهم كانوا اما في المنفى واما في السجن .
اليوم الثلاثاء ينبثق حزب واحد هو حزب الامان بعد ان قررتم كحزب تونس الكرامة الانصهار مع حزب الامانة والتحالف الوطني للسلم والنماء ما الغاية والخلفيات من هذا الانصهار؟ وما هي القواسم المشتركة بينكم ؟
نحن اليوم نعرف انه لا مكان في تونس لحزب ضعيف ولا مجال للتشرذم ولا مجال ايضا للتذبذب في التموقع وكما اسلفت الذكر اذا سلمنا ان التيار الاسلامي يمثل اليمين فقد بقيت هناك حاجة ملحة لظهور حزب مدني يبني نفسه على حراك ميداني فاعل وبراغماتي يملك من الخبرات ورجال الاعمال والاليات ما يمكنه من مجابهة المشاكل الحقيقية للمجتمع كالفقر والبطالة والفساد والتوزيع العادل للثروات وما جمع حزب تونس الكرامة والتحالف الوطني للسلم والنماء وحزب الامانة هو القواسم المشتركة في الراي والرؤية من حيث التعلق بالعمل الميداني الواقعي والفاعلية والالتصاق بهموم الشعب الحقيقية وذلك في اطار ينبني على ارضية فكرية تستند الى الهوية العربية الاسلامية ولا تتنافى مع مقاصد الشريعة وتعطي الموروث الوطني مكانه والتمسك بمبادئ الديمقراطية والحقوق الاساسية والحريات العامة والاهتمام بقضايا المراة والشباب .
وهو في كل الاحوال حزب حديث من مواليد الثورة والاحزاب الثلاثة التي تنصهر فيه هي احزاب 9 اشهر تاسيس واخترنا يوم الاستقلال للاعلان عن الانصهار كرمزية وهو حزب نرى انه سيكون له مكان مفصلي في المشهد السياسي ولن نتكلم انصاف الكلمات ولن نتبنى انصاف الحلول ...
والحزب الجديد حزب الامان بتموقعه قادر على ان يمثل جسرا للتواصل بين اليمين ووسط اليسار ولم لا كامل اليسار من ناحية ثانية ما دامت تجمعنا المصلحة العليا للوطن ورسالتنا ان نكون نصيرا للكادحين ونعاضد الشرفاء في بناء الوطن ونرسي ثقافة الاختلاف والحوار والتواصل بين مختلف التيارات والحساسيات .
وفي حزبنا الامان سيكون هناك حضور للشباب والمراة ونشدد على حماية مكتسبات المراة وعلى التوجيه الاخلاقي للشباب ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم .
هناك مبادرات اخرى لتشكيل ما يسمى بائتلافات الوسط ما تقييمكم لها ولشعار الوسطية التي طرحته؟ وما الذي يميزكم عنها ؟
الوسطية لدينا ليست شعارا للتسويق بل هي تجليات لمواقف امام امهات القضايا وهي فعل على الارض في مجابهة التطرف والغلو مهما كان ماتاه وانصهارنا ليس موضة نرتديها ونباهي بها وانما هو انصهار جاء نتاج تقارب بيننا حيث نشترك مع حزب الامانة والتحالف الوطني للسلم والنماء في السعي الى تذليل الفوارق بين الطبقات بغية انتاج مجتمع متقارب وسطي بلا تفاوت مجحف وحزبنا الجدي وسطي بفكر معتدل قابل للتفتح على الراي الاخر ويمد يده حتى لمن هو يختلف معه في اطار تنازلات حقيقية تقطع مع الانانية وحب الذات والسعي المحموم الى كرسي السلطة ونحن وسطيون متمسكون باسلامنا السمح بعيدا عن الغلو والتطرف .
وحزبنا وسطي لانه يؤمن بالتواصل بين الفرقاء ويرجح الكفة نحو المصلحة الوطنية وعلاقتنا مع اي سلطة مهما كان نوعها هي بناءة وايجابية ولا مجال للانقلاب على الشرعية ما دام الشعب انتخب ولا مجال لتصيد الاخطاء ونحن نعتبر ان كل مكونات المجتمع المدني من معارضة ومنظمات وجمعيات يجب ان تكون بناءة في تعاملها مع السلطة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا بالمساعدة وتوفير الاضافة وبالنقد البناء والتبصير البريء للاخطاء بعيدا عن الخلفيات السياسوية الضيقة والانتهازية في المواقف .
ولعل هذا ما يميزنا عن المعارضة كما هي عليه اليوم وكما هو اداؤها الحالي في التعاطي مع السلطة الشرعية المنتخبة وفي التعاطي مع مشكلات المجتمع .
تقييمكم لمبادرة الباجي قائد السبسي ؟
كل تونسي من حقه ان يقدم مبادرة وخاصة من نعتبر انه قدم لتونس الكثير في ظروف صعبة ولولا ما قدمه الباجي قائد السبسي بكل العيوب والاخطاء التي يمكن ان تقع لما كانت النهضة والمؤتمر والتكتل اليوم في الحكم والتحامل عليه غير مقبول ونفس الشيء لما قاله رئيس الدولة المنصف المرزوقي عنه " سكت دهرا ونطق كفرا " ونحن نعتبر ان الالتزام اساس المنطق السياسي والعرفان بالجميل هو اساس التداول واذا كانت للباجي قائد السبسي اخطاء يجرمها القانون فالقضاء موجود ولا يتم التعاطي مع مثل هذه الاشياء امام شعب لا ينقصه الشحن .
ولكن قائد السبسي متهم بالتورط في جرائم قتل وتعذيب اليوسفيين ؟
مر على تونس منذ الاستقلال 23 وزير داخلية ومر على تونس الاف الوزراء والمسؤولين منذ الاستقلال الى اليوم ومر على تونس الاف الرؤساء المديرين العامين المختلسين للشركات العمومية ومر على تونس مئات القضاة الفاسدين ومئات الاعلاميين المرتشين ومر على تونس ايضا ما لا يحصى ولا يعد من الانتهازيين والسماسرة فاذا كنا سنحاسب كل هؤلاء فان الامر سيعتبر انتحارا لتونس وان كنا سنختار الباجي قائد السبسي وبعض الاشخاص ليكونوا اكباش فداء فهو اجحاف في حقهم وللوطن حق علينا ولا اظن ان النبش في القبور وفي دفاتر العقود السابقة هو ما يطمح اليه جائع في ربوع البلاد او عاطل في جهة مهمشة ...
تقييمك لاداء الاعلام والدعوات الى تطهيره ؟
الاعلام كسلطة له 3 مرتكزات اساسية فيكون سلطة طاهرة ومسؤولة ومستقلة واذا استثنينا احداها فقد حكمنا على الاعلام بان لا يضطلع بالدور الذي وجد لاجله ولا مجال لترويض الاعلام ولا لشراء الاقلام ولا مجال ايضا لان يكون الاعلام في خدمة حزب او حكومة او فصيل بل الاعلام ينبغي ان يكون في خدمة الشعب وهو عينه التي ترى ولسانه الذي يسرد الحقائق وضميره الحي المطالب باعطاء التفسيرات بما في ذلك الافتراضية منها وفي بعض الاحيان يعطي التحليل للاوضاع بشرط عدم التوجيه للراي العام والابتعاد عن استغلال موقع النفوذ .
والاعلام هو قوة مستقلة تتفاعل بديناميكية في داخلها وتاخذ الاتجاه المتوازن والصحيح بطبيعة المسار الذي تعيشه ولا مجال لان يفرض عليها اي طرف اتجاها معينا بل هو سلطة مستقلة حرة وعليه ان يتحلى بالمصداقية والنظافة والنزاهة والاعلام هو قاطرة للمساعدة على تحقيق التنمية والتقدم والتطوير وقد عبرنا عن ذلك بوضوح عندما رفضنا خروج الاعلام من اجتماع بين الحكومة والاحزاب التي كانت خارج السلطة وهو اجتماع تشاوري طلب خلاله وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو خروج الاعلاميين لكننا قمنا بالاحتجاج وامام تعنت الوزير انسحبنا وانسحب اثرنا نصف الاحزاب ...
واننا نعتبر ان تونس تتعلم في الديمقراطية وبالتالي فان الاعلام يعيش سنة اولى ثورة والاهم من الاداء الحالي للاعلام هو مراميه واهدافه فاذا وضع الاعلام هدفا له ان يكون طاهرا ونزيها ومسؤولا فسوف نبلغ ذلك ولو بعد حين.
من ناحية اخرى نحن الى الان نتظر صدور القائمة السوداء للصحافيين التي طال الحديث عنها ولا زالت بعض الممارسات التي تعود عليها بعض الاعلاميين لعقود ولم يتحرروا منها بعد وما زالنا نعيش على بعض الاعلام الموجه لفائدة بعض الاحزاب او الاشخاص وما دام بعض رجال الاعمال الفاسدين يمتلكون جرائد ويشترون اقلاما فاننا ما زلنا بعيدين عما نصبو اليه من ثلاثية الثوابت : طاهرة ومستقلة ومسؤولة .
ما رايكم في التقارب بين الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ؟
هو تقارب محمود ينبغي ان يكون هيكليا اذ بالتقاء الحكومة واتحاد الشغل ومنظمة الاعراف يمكن تامين هيكل مؤسساتي يعود بالنفع على البلاد وعلى الشغالين وعلى الاعراف ونحن نستغرب كيف ان هذا التقارب اقلق البعض واعتبروه مؤامرة في حين انه على غاية كبيرة من الاهمية والحكومة لا بد ان تكون طرفا فاعلا وبذلك يتم تامين التواصل الجيد بين السلطة والاعراف والشغالين وينعكس ذلك ايجابا على المناخ الاجتماعي وعلى تحقيق التنمية ورهاناتها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.