إنّ ما يميز الدعوة إلى الله في شكلها التنظيمي الحركي أنها تمحص صفوفها باختيار أفرادها من حالة الانفراد الدعوي غير المنظم إلى تشكيل الفرد المسلم الداعية المنتظم في الجماعة والعامل على نشر منهاجها التربوي في رحاب الله. فالدعوة ليست ترفا فكريا تُخصص لها فضول الأوقات بل هي منهج الحياة و روحها الّتي لا تنضب إلّا في مرضاة الله سبحانه و تعالى. فالدعوة في أساسها تحتاج إلى رجال و نساء آثروا البناء الروحي التربوي الجماعي في حاضنة حركة الإحياء الأسلامي و ارتضوا بناءها الإداري الحركي كمنطلق للإبداع الحركي فهي المنطلق الأساسي لارتقاء الدعوة بالفرد و إرتقاء الفرد بالدعوة في ثنائية إبداعية أسستها عبقريات التربية في الحركة الأسلامية. فالداعية الأصيل لا يمكن أن يهنأ بخلاصه الفردي والمجتمع الإنساني يعاني من نضوب معين الهدي المحمدي. لا يمكن أن يستقيل الداعية عن حركيته الدعوية حتى و إن تغولت وحشية الجاهلية الحديثة، إن الربانية الّتي تصبو إليها قلوب الدعاة لا يمكن أن تكون إلّا راحلة خير و هداية في ربوع هذه الأرض. تحتاج منا الدعوة اليوم إلى تعديل إستراتجيتنا نحو تشريك وإدخال دماء جديدة ترى في رسالة الدعوة فلسفة حياة قبل أن تكون ترف حياة. و الله الموفق ياسر مراد ذويب: ناشط سياسي و حقوقي في المنتدى الإسلامي الكندي مونتريال كندا