أكدت مصادر ليبية أن سفنا تابعة للبحرية سيطرت الاثنين على ناقلة كورية شمالية بعد شحنها كمية كبيرة من النفط من ميناء السدرة غرب سرت دون إذن الحكومة. وجاء هذا التطور بعد ساعات من إصدار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) أوامر بشنّ عملية عسكرية لتحرير ثلاثة موانئ يغلقها مؤيدون للفدرالية منذ أشهر. وأكد مصدر عسكري أن عناصر من البحرية الليبية ومن الثوار صعدوا على الناقلة "مورنينغ غلوري"، مضيفا أنه يجري اقتيادها إلى ميناء مديمة مصراتة التي تقع شرق العاصمة طرابلس، كما أكد مصدر من المؤتمر الوطني أنه يتم اقتياد الناقلة إلى ميناء تسيطر عليه الحكومة. وفي مقابل تأكيد أكثر من مصدر حكومي السيطرة على الناقلة واقتيادها بعيدا عن ميناء السدرة، نفى مصدر من الحركة المؤيدة للفدرالية أن تكون الناقلة في قبضة البحرية الليبية والثوار. وكان المتحدث باسم البحرية الليبية قاسم أيوب قال في وقت سابق الاثنين إن سفنا تابعة للبحرية وقوات من الثوار طوقوا الناقلة لدى خروجها من ميناء السدرة الذي يسيطر عليه أنصار ما يسمى حكومة برقة منذ سبتمبر/أيلول الماضي. وأضاف قاسم أن الناقلة -التي شحنت خلال يومين نحو 350 ألف برميل من النفط الخام بقيمة ثلاثين مليون دولار- محاصرة في ما يعرف بمنطقة الانتظار خارج الميناء، وهي مخصصة للسفن التي تعتزم المغادرة. من جهتها، قالت قناة النبأ الليبية إن البحرية الليبية وجهت طلقات تحذيرية إلى الناقلة بعد فشل مفاوضات مع ربانها لحمله على التوجه نحو أحد الموانئ التي تسيطر عليها الدولة. وكانت تقارير إعلامية ليبية ذكرت أن سفنا تابعة للبحرية الليبية تحركت من مدن مصراتة والخُْمس وبنغازي لمنع الناقلة من مغادرة ميناء السدرة محملة بالنفط. وقبل ذلك، هدد رئيس الوزراء علي زيدان بقصف الناقلة في حال أصرت على المغادرة بعد شحنها النفط دون الحصول على إذن من الحكومة. وفي مقابل تحركات البحرية الليبية، أعلن قياديون في ما يسمى حكومة برقة أن قوارب مسلحة تابعة لهم انتشرت في محيط ميناء السدرة بالتزامن مع انتشار قواتهم البرية غرب مدينة سرت، بينما دعا عبد ربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي لحركة مجلس إقليم برقة "كل الرجال الشرفاء" للانضمام لقواته. وقد أبلغت ليبيا سفارة كوريا الشماليةبطرابلس احتجاجها رسميا على دخول ناقلة النفط التي تحمل علمها إلى المياه الإقليمية دون إذن من السلطات. وقال وزير النفط والغاز المكلف عمر الشكماك للجزيرة إن هناك معلومات غير مؤكدة بأن ملكية الناقلة تعود لشركة سعودية. وكانت واشنطن عبرت أمس عن قلقها الشديد من تحميل النفط الخام الليبي بصورة غير مشروعة من ميناء السدرة، وقالت إن عملية الشحن مخالفة للقانون. الناقلة الكورية الشمالية شحنت نفطا بقيمة ثلاثين مليون دولار (رويترز) عملية عسكرية وفي وقت سابق الاثنين، أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن رئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين أمر بصفته القائد الأعلى للجيش بتكليف رئيس الأركان بتشكيل قوة من تسع مناطق عسكرية لفك الحصار عن موانئ السدرة والزويتينة وراس لانوف التي يغلقها مسلحون مناصرون للفدرالية منذ سبتمبر/أيلول الماضي. ونصّ الأمر الصادر عن بوسهمين على أن تبدأ عملية فك الحصار خلال أسبوع من تاريخ اليوم. من جهته، قال الناطق باسم المؤتمر الوطني عمر حميدان في مؤتمر صحفي إن الأوامر صدرت بالفعل لوزارة الدفاع وهيئة الأركان بتشكيل القوة من تسع مناطق عسكرية، وتوفير كافة الإمكانيات العسكرية لمباشرة فك الحصار عن الموانئ النفطية وإرجاعها لسلطة الدولة. وأضاف حميدان أن القرار -الذي تلي في الجلسة التي عقدها المؤتمر الوطني بطرابلس اليوم- حدد مركز تجمع هذه القوة في مدن سرت والجفرة وأجدابيا (وسط وشرق). ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، يغلق مسلحون موالون لما يسمى حكومة برقة موانئ السدرة والزويتينة وراس لانوف بحوض سرت، مطالبين بزيادة حصة المنطقة الشرقية من عائدات النفط. وتسبب هذا الإغلاق في خسارة عائدات لخزينة الدولة بنحو 15 مليار دولار، وفقا لمسؤولين بقطاع النفط.