يأتي 21 مارس حاملا على جناحه فصل الربيع لقلوب تاقت لرؤية الجمال بعد فصل كئيب كان موسم انحباس للأمطار في عدّة دول منها أيضا من أصابه الضرّ في العديد من المواضع، أوطان أثقلت بالمواجع والظلم والقهر وفقدان الأمن والأمان، والحرمان من الراحة والاستقرار، ويتفتح مع أزهاره الحمراء جراحات أمّة لازالت تعاني من وطأة ظالم لا يرحم حتى الجنين في بطن أمّه. 21 مارس الذي اختير يوما لتكريم الأمّ لسبب من الأسباب لن ندخل في تفاصليها الآن، كانت بعض الأمهات أو أغلبهن ينتظرنه من العام للعام القادم، ينتظرن من أولادهن كلمة جميلة بحقّهن، هديّة بسيطة، قالب حلوى، منديل، أو حتى وردة واحدة مرفوقة بعبارة "كل عام وأنت بخير يا أمّي". اليوم رقعة الوجع والألم تزداد، مساحة الخوف تتمدّد، وكذلك عدد القبور يتكاثر.. وحكايات مآسي الشعوب التي كنّا نظنّها من نسج الخيال أصبحنا نشاهد تفاصيلها عبر الشاشات والصفحات الإخباريّة .... في سوريا ، ومصر ، وفلسطين، والعراق في تونس ولبنان وفي الكثير من بقاع الأرض ممن نسمع عنهم ومن لا ندري بهم، أمهات يبكين أولادهن ما بين شهيد قضيّة وشهيد ظلم، مشرّد، أو مفقود، أو معتقل، وأمهات يعشن على طيف أو ذكرى ابن مهجّر أو مهاجر حالت بينه وبينها بحار وجبال.
21 مارس بات موجعا للبعض أيضا ممّن فقدوا أمهاتهم يرون البطاقات والمعايدات والأغاني والأناشيد متراكمة إلى حدّ الفيضان على صفحات التواصل الاجتماعي مرفوقة بالعبارات الجميلة البرّاقة التي من شأنها أن تنقلب وجعا وألما على قلب يتيم الأم مهما كان عمره. لذا رفقا .. فهناك قلوب تتوجّع !.. تمام 21 آذار/مارس 2014