القصرين.. اصابة شخص بداء الكلب    البنك الدولي يخفض توقعاته لنمو منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ    زغوان.. حجز خنجر ذهبي وأحجار كريمة وايقاف 5 اشخاص    دورة بكين للتنس.. انس جابر تتعرف على منافستها في الدور16    قيس سعيّد: "تونس لا تقبل بما يشبه المنّة أو الصدقة.. ولا تقبل بالتعاطف إذا كان دون احترام "    سعيد لرئيس الحكومة.."كل من يتولى مسؤولية عليه الالتزام بالسياسة التي يضبطها رئيس الدولة"    بالفيديو: قيس سعيد: استقبال السياح بالرقص والزغاريد مظهر مخل بكرامة التونسيين    تحت السور…برنامج ناجح لماذا تم حجبه…سارة عبد المقصود    رئاسية مصر: السيسي يعلن ترشحه لولاية جديدة    نابل: إيقاف شبَان كانوا بصدد التحضير لعملية "حرقة"    منظمة الصحة العالمية تجيز لقاحا جديدا..    ادارة الترجي :تولي طارق ثابت الاشراف الوقتي    يروّجها بين الفئة الشبابية في سوسة ... القبض على مروّج مخدرات    أمام بشار الأسد : سفير سوريا لدى تونس يؤدي اليمين    افراغ باخرتين محملتين بالقمح قادمتين من روسيا    توفيق عبد الحميد يعلن اعتزال التمثيل    وزيرة البيئة: بسبب التغيرات المناخية تونس قد تتكبد خسائر بأكثر من 427 مليون دينار سنويا.    تقديرات صابة الزيتون في القصرين    تاياني: "الأموال المرصودة لتونس ستصل في الأيام القليلة القادمة"    الوافي معلقا : إنسحب الشعباني وإستقال وسهل على الترجي إيجاد البديل    ماذا في لقاء وزيرة الأسرة بسفيرة الإمارات؟    تونس: 13 % من قتلى حوادث المرور المترجّلين أطفال    أبطال إفريقيا: تعرف على تصنيف الترجي الرياضي والنجم الساحلي في قرعة دور المجموعات    زيارة وزير الشؤون الاجتماعية ونظرائه من 22 دولة عربية لمعهد رعاية الطفولة بمنوبة    الغرفة الوطنية لتعليب الزيوت: المشكل ليس في توفر الزيت المدعم ولكن في توزيعه.    سيدي بوزيد: تواصل تنفيذ برنامج خاص بالاحتفال باليوم العالمي للمسنين    نجوى كرم تحصد ملايين المشاهدات بجميع أغنيات ألبوم "كاريزما" السبعة    روع المارّة والتلاميذ: طفل ال18 سنة يحمل سلاحا ناريا خلال معركة أمام مدرسة إعدادية بالغزالة..!!    النيابة المصرية تصدر بيانا عاجلا عن حريق الاسماعيلية    نابل: حريق بمحل لبيع المواد الغذائية    سليانة: رفع 131 مخالفة اقتصادية خلال شهر سبتمبر المنقضي    الموقوفون في قضية "التآمر" يدخلون في إضراب جوع جماعي    تركيا.. تحديد هوية أحد منفذي هجوم أنقرة    لوكاكو وبليغريني يقودان روما للفوز على فروزينوني    الرابطة الأولى: النادي الإفريقي محروم من جماهيره في مواجهة مستقبل سليمان    وفاة طالبة بمبيت جامعي: فريد بن حجا يقدّم آخر مُستجدّات التحقيقات..#خبر_عاجل    سليانة: إصابة كهل ونفوق 17 خروفا في حادث مرور    الفنان التشكيلي التونسي الطاهر عويدة يحرز جائزة الأوسكار التقديرية    حادث في سليانة : إصابة راعي أغنام و نفوق 17 خروفا    دغفوس ينبه: يمكن أن يتقدّم موعد ظهور فيروس النزلة الموسمية..وهذا هو السبب..    احذروها: 7 أسباب يمكن أن تلحق الضرر بالبصر دون أن تدري..!!    الدورة 17 للصالون المتوسطي للبناء (صفاقس ): حضور أجنبي رفيع المستوى وثراء في الأنشطة الموازية للعرض    نابل: وفاة امرأة بالطريق العام    أتليتيكو مدريد ينتفض ليتغلب 3-2 على قادش بفضل ثنائية كوريا    البطولة الفرنسية: تعادل نيس مع بريست وفوز رين على نانت    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الأثنين 2 أكتوبر 2023    ذكرى المولد النبوي: الاحتفال والمسؤوليّة    ظواهر فلكية نادرة خلال هذا الشهر.. وهذه أبرزها    تقسيم خط ال«TGM»    في ندوة بجزيرة جربة: المعالم الأثرية من محفّزات التنمية    بدء محاكمة ترامب وأبنائه في قضية الاحتيال..    بن عروس: إقبال كثيف على خدمات خيمة بيطرية للتلقيح ضد خطر الاصابة بداء الكلب    الصحفية نعيمة الشرميطي تُطالب بطرد هذا الثلاثي    سليانة: تقدّم ملحوظ في دراسات مشروع إحداث مستشفى جهوي بمكثر    سهرة فنية تراثية في فضاء المارينا بجربة احتفالا بتسجيل الجزيرة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي    مواقف عظيمة في حياة الفاروق عمر بن الخطاب    خطبة الجمعة: حرّم الله الغش والجشع...أضرار الاحتكار وغلاء الأسعار !    الأمة العربية و الإسلامية تحتفي اليوم بذكرى مولد سيد الخلق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البروفيسور نزارالييف: "مشكلة الإدمان في العالم العربي وصلت الارقام المهولة"
نشر في الحوار نت يوم 29 - 03 - 2014

في الكانون الثاني من هذا العام قمت بزيارة برنامج حواري نسائي "كلام نواعم" على القناة MBC1 . قالولي أن هذا البرنامج المشهور، وعادة يناقشون فيه الأسئلة الصعبة والموضوعات الساخنه. في قصة عن المركز الطبي في الجمهورية القرغيزية، التي عرضت قبل الحديث في الاستوديو كان التركيز على فترة إعادة التأهيل، وهي تستغرق 35 يوما. في وقت لاحق علمت أن في مركزاعادة التأهيل اللبناني "ام النور" يستمر العلاج سنة كاملة. قد اهتموا المذيعات في الأسلوب الذي يسمح للوصول إلى النتائج بسرعة عالية جدا. تبين أن في لبنان تستخدم النهج الغربي النموذجي. على سبيل المثال، منذ عام 2006 العديد من الأطباء يمارسون العلاج البديل .

وأضافت في نهاية الحديث واحدة من المذيعات: " نتمنى أن ننقل خبرتك إلى العالم العربي". بعد التصوير قمت بزيارة وزارة الأمن في لبنان، حيث قدمت وكالة مكافحة المخدرات اللبنانية تقريرا عن العمل المنجز في عام 2013 . مشيرا إلى أهميته، استقطب الحدث أكثر من 30 السفراء الأجانب. أليس من المستغرب - لأن على الحدود اللبنانية الحرب الأهلية السورية المستعرة، التي أدت إلى تفاقم الوضع بما في ذلك انتشار المخدرات. من عام 1975 إلى عام 1990 في لبنان، أيضا، كانت الحرب الأهلية. في عام 1991 أكثر من 90 ٪ من المساحة المزروعة في لبنان بالقنب و الأفيون، وليس بالحبوب والخضروات. حتى عام 1997، كان البلد في قائمة الدول التي تنفذ من خلالها الاتجار بالمخدرات. وبفضل الجهود التي تبذلها السلطات في منتصف التسعينات وقفت اللبنان في تزويد أوروبا وأمريكا بالمخدرات الخفيفة و الثقيلة. ولكن محنة سوريا تخلق مخاطر جديدة من انتشار المخدرات .
بعد الجزء الرئيسي من هذا الحدث، ألتقيت مع رئيس الوكالة اللبنانية لمكافحة المخدرات السيد غسان شمس الدين، ورئيس المنظمة JAD السيد جوزيف حواط. قمنا بتبادل المعلومات في مكافحة انتشار المخدرات. ولكن لم يتم النقاش في موضوع علاج الإدمان. ومع ذلك في المقام الأول انا متخصص في الإدمان، لذلك تقلقني النسبة - 6 ٪ من سكان العالم العربي يعانون من الإدمان.

على سبيل المثال، وفقا لأستاذ الطب النفسي في كلية الطب جامعة القاهرة الدكتور عماد حمدي، 7٪ من سكان مصر يتعاطون المخدرات. وفقا المشرف العام بمجمع الأمل للصحة النفسية في المملكة العربية السعودية الدكتور محمد الزهراني، ازداد عدد الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات في العامين الماضيين بنسبة 300٪.. من بين المخدرات الأكثر شعبية في الشرق الأوسط الأفيون، القات، الكبتاجون، والقنب والترامادول - المسكنات الأفيونية - سموم المراهقين.

إذا اعتبرنا أن في العالم العربي 20 دولة ويبلغ مجموع سكانها ما يقرب من 336 مليون شخص، و ثم نستنتج نحو 20 مليون مدمن المخدرات، ومعظمهم الشباب. حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي - أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين - لم يكون هناك الكثير من المدمنين، حتى في أوروبا والولايات المتحدة، حيث يوجد عدد مماثل من الناس.

لذلك أنا لا أخطىء لو اقول بأن الإدمان في العالم العربي هو التحدي الاجتماعي والسياسي الرئيسي حتى الآن. قبل السفر إلى لبنان زرت ما يقرب من 50 بلدا في القارات الخمسة . في كل واحدة منهم انا درست تجربة إيجابية لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بالمخدرات. في لبنان رأيت عملية متسلسة وفعالة من الوكالات المسؤولة عن مراقبة الاتجار بالمخدرات. ولكن لبنانيون لم يستخدمون الطريقة المحددة لعلاج الادمان. ولذلك يستخدمون العلاج البديل، والعلاج التقليدي الذي يأخذ الكثير من الوقت، ولا يسمح للمراكز الطبية ان يخدمون عدد كبير من الناس المحتاجين للعلاج. يمكنك أن تسأل سؤالا- ما الذي يجب القيام به؟ اولا الطب بحاجة الى تحديد الغرض المطلوب تجاه مدمني المخدرات.
في أوروبا والولايات المتحدة يأخذون موقف الحد من الضرر. وبالتالي ممارسة برامج الاستبدال، التي تبنى على الحقيقة أن المريض لا يمكن علاجه، ولكن يمكن نجعله أقل خطرا للمجتمع. ومع ذلك، عندما يتحول من تعاطي المخدرات الأفيونية ألى الميثادون هو لا يتوقف عن استخدام المخدرات. في رأيي أن برامج الاستبدال هي نصف التدبير. وهذه الطريقة تستخدم في ألمانيا، وحيث الى مركزي الطبي في قيرغيزستان غالبا يأتون المرضى غير راضين، المرضى الذين يريدون العلاج التام، ولكن هذه الطريقة هي الحد من الضرر، ولا تعطيهم الفرصة للصحة التامة . لذلك أنا استنتجت أن هذا ليس خيارا.

اثناء 24 سنة من خبرة المركز الطبي الخاص بي، استقبلت 17 ألف مدمن من روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، ونحن مع فريق الأطباء أظهرنا أن معالجة إدمان المخدرات شيء واقعي وحقيقي. في روسيا وأوروبا يتحدثون كثيرا عن طريقتي للعلاج الإدمان، لذلك نحن عرضنا بالتفاصيل عنها في الفيلم الوثائقي “Doctor Life”، وعن طريقه قمنا بتحديد معدل المغفرة ( ويصل 87.5 ٪). تم التصوير في عام 2012 لمدة 40 يوما باستخدام 86 من الكاميرات الخفية و كاميرات التلفزيون. الفيلم عن ثمانية متطوعين مدمنين من الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا. هذا الفيلم يمكن أن يرى أي شخص على الإنترنت www.doctorlife.tv، وهو متوفر بسبع لغات عالمية، بما فيهم اللغة العربية.
قبل سفري إلى لبنان الموظفين من الرابطة العالمية "العقل من دون المخدرات"، التي أسستها في عام 2001، قاموا بزيارة الأردن، حيث هناك أيضا مشكلة في التطوير طرق علاج الإدمان. في حزيران عام 2013، تلقيت عددا من الدعوات الخاصة أن اكون بمثابة المستشار وأن ابداء الممارسة الطبية في هذا البلد. بالإضافة إلى ذلك، منظمة يمنية لمكافحة المخدرات "أصدقاء الحياة" بعد التعارف مع أنشطتي قاموا بمبادرة ترشيحي لجائزة نوبل. كنت متفاجئ من الاعتراف والدعم من زملائي العرب. ما فعلوه بالنسبة لي أنا لا يمكن أن اتوقع من مواطنين قيرغيزيون.
يأتون المرضى للعلاج من الدول العربية بشكل متزايد. لقد شفي شاب من الجزائر واثنين من الإمارات العربية المتحدة. ولكن آمل أن في مكافحة الآفات الاجتماعية مثل إدمان المخدرات الطب الرسمي في دول العالم العربي لا يتبع طرق بسيطة وليست فعالة اعتمادا على الأوروبا، ومدعيا أن الإدمان لا يمكن علاجه ولكن يمكن فقط بتخفيف الضرر منه، وتبديل المخدر الثقيل بمخدر الخفيف. آمل أن الأطباء ومكافحون الإدمان على المخدرات في الدول العربية سوف يؤمنون ان الإدمان يمكن علاجه، كما انا فعلت في منتصف الثمانينات. " لقد حاولنا أن ننشر المعلومة، لكن هذا الشيء صغير جدا بالنسبة للعالم العربي." ، - واختتمت البرنامج إعلامية رانيا برغوث. ولكن أنا أكثر تفاؤلا وإيمانا - معلومات عن العلاج الفعال هي مجرد بداية الطريق الكبيرفي علم الإدمان العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.