قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} النساء (148 – 149) بما أنّ الحملة الانتخابية قد انطلقت , و بدأ الغمز و اللمز على أشدّه من طرف ائتلاف الأمس و معارضة ما قبل الانتفاضة ,فلا غرو أن نردّ على بعض أساليبهم العرجاء, الغريب في الأمر هناك العديد من يريد اغتنام فرصة الأحداث الأخيرة ليصعد على أكتاف النهضة و ذلك شيء غير معقول,فأنا أنتقد كلّ من يخطئ و يحيد عن الحق , و ما أراه يتعارض مع أحلام الشعب الذي لا يزال جرحه دامي,لكنني متابع لمسيرة هؤلاء السياسيين خطوة خطوة و لن أهضم حقّ أحد , لكن الحقيقة يجب أن تقال بوضوح و شفافية لا أن لي الحق و لك الانصياع كما يقول المثل حلال علينا حرام عليكم ,فالحقيقة منذ القبول بفؤاد المبزع رئيسا للدولة, و الباجي قائد السبسي وزيرا أوّل على هرم السلطة و اسراع الجزائر بالتهنئة فسكوت الشعب على ذلك و هو الذي لم يستكمل الانتفاضة و إيصالها لدرجة الثورة حفاظا على الدولة ربما, سواء كان مرغما و تحت ضغط خارجي,أو ركونا إلى السلم و الهدوء أو عدم اكتراث و جهلا أو خوفا أو مرارة أصابت من اشتركوا في الحراك بالانتفاضة الشعبية و غالبيتها الشباب ذكورا و إناثا ,و قد ركب غيرهم الموجة و استولوا عليها , فتقديم رياض بن عاشور على مجلس حماية الثورة ليس عفويا التي نقلت الفكرة عن رجال حماية الثورة الذين أمّنوا الأحياء في غياب رجال الأمن, و لا أريد سرد كلّ الأحداث لكن لن أغفل سياسة التخويف و الترهيب في الفضائيات, و منها الوطنية و نسمة و حنبعل و التونسية,كلّها تبث استغاثات بعضها مسرحية مخادعة لتخويف الشعب وترهيبه ,و قد اتّبعت في مصر بعد ذلك على نفسل المنوال ,و كأنّ اللاعب و احد أو أحد العصابة المنفذة, و المتنفّذة عالميا و القناصة الذين أمسك بهم أفراد الشعب في قارعة الطريق ببنادقهم و تدخل وزير الداخلية احمد قويعة و أطلق سبيلهم , و قيل يومها أنهم صيادون أتو للسياحة و صيد الخنازير ,هم أوربيون و استجلبوا عنوة مرتزقة لقنص الثوار و بعضهم من الأمن و الجيش أطلق سراحهم في القصرين و هم معروفون بالاسم,و قال السبسي من يقبض على أحدهم فليأتني به ضحكا على الذّقون ,حيث أنّه الحاكم بأمره و قد تخلّص من الأرشيف بحرقه و إتلافه و قد شاهدا الشيط الذي يدينه,و ذلك يجرّم دولة الطاغوت,فهل النهضة كانت تدير الأمور وقتها ,أم حكمت لوحدها في الائتلاف الثلاثي؟و هل كانت الوحيدة التي تمثل الشعب في المجلس و أغلب المهجرين لم يرجعوا بعد ؟ فلماذا يا من تريدون اقتناص الفرص و تشقّوا طريقا لجلب الانصار من الناقمين على الوضع تتكالبون على النهضة اليوم لتزيدوا تشويهها و توريطها في ذنب اقترفتموه جميعا بعدم الثبات يوم كان البعض يتلقى الغازات و يهاجمون داخل المساجد , و أين كنتم لما تمترس اليسار في تلك الهيئة المستقلة لحماية الثورة متقدمين على النهضة ,و و قبلتم بالوضع الجديد و ترؤس عياض بن عاشور (الفرنكفوني و الفيلي )الذي اختارته فرنسا و المحفل الماسوني,و كنتم في أعلى القائمة ,و منهم قبلوا بدخول الوزارة كأحمد نجيب الشابي و محمد ابراهيم و مصطفى بن جعفر قبل تراجعه و كان كمال الجندوبي و حزب العمال و حتى حمة أولاد احمد و بشرى بن حميدة و سلمى بكار و قائمة أتباع الماسونية في الصفوف الأولى , عندها قبلت النهضة بالمشاركة و لم تنتقد أحدا في تصدره , و لنعرّج الآن على انتخابات 23 أكتوبر2011 ,و قد كنت أرى الفلول و الأزلام يومئذ ناكسي رؤوسهم خجلا, و منهم من كانوا في أحزاب الاسناد يساندون و يساعدون النظام كمعارضة كرتونية,من يسار و قوميين و كلّ الألقاب الزائفة ديمقراطيين اشتراكيين حداثيين و هلمّ جرّا,كانوا فعلامنكسي الرؤوس خجلين من ماضيهم الأسود الحالك,و فجأة بعد مؤتمر موسّع في العاصمة حضره الدساترة و التجمعيين و بعض موالاتهم انقلبت الصورة , و لما نجحت النهضة و جاءت في المقدّمة رغم الحسابات في القوائم النسبية و مناصفة المترشحين من نساء و رجال , و هرع الأصفار الخاسرون إلى الفلول و الأزلام إلى حضيرة المستائين,فكانوا ملتحمين صفّا واحدا قبل تسمية الائتلاف ,و تسلّم الوزراء لحقائبهم , و كان بن جعفر ممن أراد دخول الحكومة المزمع تأليفها في عهد المخلوع لكنه دخل في الائتلاف الجديد , و قبلوا به في الائتلاف الذي كان عائقا لحزب للنهضة خاصة , سواء التكتل أو الجمهوري الذي استقال بعض أعضائه كرها في النهضة و أوّلهم أم زياد و القطي و كسيلة و العديد الأسماء , و كان المؤتمر أقلّ خطورة من التكتل الانتهازي,وأذكر ما فعله المناضل الوزير عبّو كيف كان خروجه من الوزارة , ثمّ استقالته من منصبه الحزبي كأمين عام , و اتهموا بعض الاعضاء بانتمائهم للنهضة, وتحول النواب من حزب إلى آخر دون حقّ شرعي , ثم استقالة كانت استقالة الطاهر هميلة المدوية لإضعاف الرئيس و التهجم عليه و اتهامه بعدة مثالب , أمّا ما فعله اليسار و الفلول فحدّث و لا حرج و هو غنيّ عن التعريف , فما فعلوه كان جريمة في حقّ الوطن و حقّ الشعب ,نعم أنا انتقدت عدة مرّات النهضة على تساهلها و انحناءاتها أمام العواصف , و الحضور الشعبي في حملة إكبس لتشجيع الحكومة على التحرك بتأييد شعبي ,و أملا في تغيير موقفها ممّا يجري من فساد و تعطيل عجلة التنمية في البلاد, مما سبب هروب المستثمرين الأجانب و العائدين من الهجرة ,و قد اتُّهمت النهضة بكلّ الألقاب, منها الركوع و الانبطاح و الأيدي المرتعشة , و قد قبلت ما فرضه ائتلافها اليساري من أجل التسريع , كعدم تجريم التطبيع و حرية الضمير و تعطيل المجلس التأسيسي, و اعتصام نواب من المجلس التأسيسي بما أسموه اعتصام الرحيل , و من المفروض أنهم ممثلين للشعب يسهرون علة خدمته و إكمال ما انتخبوا من أجله , و كذلك الاغتيالات السياسية التي أرادوا بها اقالة الكومة ,و كذلك الضغوط الخارجية و المؤامرات المخابرتية , و القبول بالحمار الوطني على مضض , ثمّ الخروج من الحكم و قبول كلّ الشروط التي إن استفي فيها الشعب لرفضها جملة و تفصيلا , أمّا سامية عبّو فمسيرتها في التأسيسي و تدخلاتها في وسائل الاعلام تشهد عليها, و خاصة الانقلاب الكبير في مواقفها بعد استقالة زوجها من الؤتمر و ما كان شعبنا منصفا أن يلوم النهضة قبل أن يلوم نفسه,فالدولة العميقة راسخة في الادارة و الأمن و القضاء , و هي التي كانت تدير الأمور , و المحافل الماسونية من وراء الستار تفصّل و تُلبس, والشاهد على ذلك عدم القبض على كمال لطيّف و المجرمين الدين قتلوا و عذّبوا و حرموا الشعب حتى من عمل شريف بعد طرد العديد منه, وتسريح كلّ من أدخلوا السجون خوفا على حياتهم من الانتقام و هم من دواليب الحكم و الحزب الذي خدعونا بحله قضائيا,و كانت خدعة شربها الجميع و لعبها السبسي بجدارة و هو يجيد الخزعبلات,حيث مكّن الفلول و الأزلام من تأسيس العشرات من الأحزاب, بما فيهم أحمد قويعة قبل تسليمه لغيره, و كمال مرجان وزير خارجة المخلوع و محمد جغام و سمير بالطيب و غيرهم ,أمّا البناء الأكبر الذي علّمهم السحر الباجي,فقد أسّس حزب النداء قبل خروجه من الوزارة في شهر سبتمبر2011 , و هذا الحزب اسمه على جسمه كان نداء لعشرات الاحزاب الدستورية التجمعية و هو ما نراه اليوم ,و قد جمع العديد منهم في مؤتمر فوق العادة , كالغرياني الأمين العام للحزب و تتداعى أعضاء الشُّعب و العمد و المعتمدين و الاطارات الهامة للالتحام و توحيد الكلمة , إذا هذه هي ابعض الحقائق لمن أرادها و تفهّمها , و تونس فوق الجميع بعيدا عن الوطنية الزائفة و الخداع و الوصولية و الالتفاف و الانتهازية , لم يتم انصاف الشهداء والمعاقين و الجرحى و لا تحصين الثورة و لا العدالة الانتقالية و لا حتّى اعتذار للضحايا , و هناك من هم عملاء للداخل و الخارج و مرتزقة و سرّاق, كيف يجيز السبسي لنفسه و ضع أموال الدولة بحساب خاص ؟ و لو شئنا لذكرنا غيره فردا فردا ,و قد ذُكر بعضهم في وثائق و أشرطة , فاليسار و الفلول تظاهروا ضدّ تحكيم الشريعة و ضدّ الدعاة , و نشروا اشرطة و بثوها على بعض الفضائيات "لا ربي لا سيدي " تجسيد الخالق سبحانه و تعالى في فلم إيراني ,و منهم من أدرج كاركاتير يستهزئ بالرسول الكريم ,و تمّ مؤخّرا اطلق سراحه ,و طالبوا بتحييد المساجد و هم يستعملون المدارس و المعاهد و كليات التعليم العالي , و القائمة طويلة تملأ كتبا و دوواين , و في الأخير هذا النقد اللاذع للنهضة و الشيخ الغنوشي و سايرناكم فيه ,و انتقدنا ما رأيناه حيفا يظلم الثورة و الثوّار و بين قوسين أصرّ على أنّها انتفاضة , لكن اليوم يكفي تلاعبا بعقول النّاس و تشويها للحقائق فشعبنا مثقف و فاهم و السياسة تجري في عروقه,إن تضحكوا على البسطاء فهناك من يصطادون في الماء العكر,وقصة الجوازات و تأشيرات الكيان الصهيوني كانت مقصودة و جسّ نبض ردّة الفعل ,و كان لها ما قبلها ,و هو وصول طائرات العال من تل الربيع إلى جربة , صرخنا يومها وكتبنا استنكارنا و لو من خارج البلاد,و كانت أصواتنا أعلى من أصوات أدعياء القومية آنذاك , فاليوم يكفي من الصراخ و الاتهامات الفارغة , إمّا أن يكون نقدا بنّاء يخدم البلاد و العباد و إلاّ فلا فائدة من من اجتذاب الأصوات و الخلفيات الانتخابية ,و لنكفّ عن التجاذبات و التلاسن, أمّا إذا لم يستمع البعض إلى صوت العقل , فسنفضح كلّ متطاول بما مضى من تاريخه في الصمت في الصمت إذا كان الكلام لازما و غير مباح, و نعلم من كان يتعاون مع الطواغيت من أجل مصلحته الخاصة و الشخصية , ضاربا عرض الحائط بالاخلاق و الوطنية و الانسانية , و بالقرائن و الدلائل و الثوابت و البراهين لا تعجزنا دون حيف و لا بهتان و لا تجنّي على أحد . كتبه أبو جعفر العويني في الاحد 04 مايو 2014