استعدادا لعيد الإضحى.. وزارة الفلاحة توصي بتلقيح الحيوانات وتأمين أضاحي سليمة    عاجل/ البحر يلفظ جثثا في صفاقس    شبهات فساد: قرار قضائي في حق وديع الجريء ومسؤولين آخرين.. #خبر_عاجل    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    مصنف خطير محل 18 منشور تفتيش في قبضة الأمن.. #خبر_عاجل    أعلن المعهد الوطني للتراث عن اكتشاف أثري جديد بمدينة سبيبة من ولاية القصرين    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    سيدي بوزيد: انقطاع الكهرباء في هذه المناطق    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    بطولة الكويت : الدولي التونسي طه ياسين الخنيسي هداف مع فريقه الكويت    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    سعيّد يُسدي تعليماته بإيجاد حلول عاجلة للمنشآت المُهمّشة    الهند تحظر واردات كافة السلع من باكستان    افتتاح مهرجان ربيع الفنون الدّولي بالقيروان    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    التوقعات الجوية لليوم السبت    علماء يحذرون.. وحش أعماق المحيط الهادئ يهدد بالانفجار    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    تحسّن وضعية السدود    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    البنك المركزي التونسي: معدل نسبة الفائدة في السوق النقدية يستقر في حدود 7،50 بالمائة في أفريل 2025    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«لطفي زيتون» :«نداء تونس» تحالف لليسار الانتهازي و«التجمع» الفاسد ... تلقيت تهديدات بالقتل بسبب ملف القائمة السوداء للصحافيين لكننا لن نرضخ ..و «للهاشمي» الحامدي أقول: «روّح لبلادك.. راهي أمان»
نشر في التونسية يوم 31 - 08 - 2012


الغنوشي أنقذ البلاد من أزمة سياسية خطيرة
المعارضة تفضل هدم المعبد على من فيه
لا يشرّفنا التعامل مع من مدحوا دكتاتورية بن علي ورقصوا على جثث الشهداء



حاوراه :جيهان لغماري وتوفيق نويرة

دخلنا مكتبَه في القصبة ،لم تكن المسألة جديدة على إعلاميْين احترفا الغوص في دواخل المسؤولين رغم قدح وذمّ وبيْن بيْن !، الأسئلة كانت كثيرة بل زدنا عليها . قد تبدو الحكاية عَصِيَّة على غيرنا ولكن خطّ «التونسية» المهني لا يترك علامة استفهام إلاّ وسأل عنها لتصبح جوابا أو علامة تعجّب لا تُجيب!.هو نجم رغما عنه: نجم سياسي لا يمكن الحياد في تعريفه فلن تجدوا إلاّ يمينا على يمينه أوي سارا على يساره والحياد في إبداء الرأي فيه لن يكون إلاّ نفاقا أو تهجّما غير لائقَيْن. هو حديث الساعة بل الدقيقة بين «زيتونتيْن» إعلاميتيْن مُتّهَم بأبوّة أحدهما. ونحن في مكتبه كان علينا التأقلم مع مكتَب وزير مشَوَّش(ونقصد المكتَب)، مساعدون لا يكلّون عن الدخول والخروج،نُسَخ عديدة مُكَبَّرة لعديد المقالات التي يبدو أنها تتعلق بمرحلة ما بين 17 ديسمبر2010 و14 جانفي 2011. بخلاصة،نحن سألنا ما نريد ولطفي زيتون الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة أجاب بما يريد بل لم يرفض أي سؤال واسترسل بهدوء في الرد، فَلْيَفْعَلْ (عفوا) فلْيفهم القارئ وهو غايتُنا ما ..يُريد!، فكان هذا الحوار بلا رتوش مع من يلقبه جانب هام من الرأي العام التونسي ب «المستشار المشاكس»
سنبدأ بسؤال تقني لتبسيط الأمور لدى العامة: ما هو دوركم بالضبط كمستشار سياسي لدى رئيس الحكومة؟
أنا مستشار مكلف بالشؤون السياسية، وفي الأصل وزير معتمد بالشؤون السياسية خيّرتُ لاعتبارات تخصّني وتخصّ عائلتي ووَضْعي أن أكون مستشارا للحكومة ومن البداية كنت رافضا للمنصب الأول والثاني ولكنّ الحركة(النهضة) فرضت عليّ ذلك. أنا مستشار مكلف بإبداء آرائه في الشؤون السياسية، وعضو في المجلس الأمن القومي يشرف على العلاقة مع الأحزاب والجمعيات ويعطي تقديرات لبعض المواقف (مع العلم أننا لأول مرة نسمع بمجلس الأمن القومي على الطريقة الأمريكية).
لكن حضوركم نسبيا انحصر في الميدان الاعلامي، لماذا؟
لا، هذا ليس صحيحا،أنا مهتم بكل المسائل المناطة بعهدتي لكن موضوع الإعلام يعتبر موضوعا حساسا وجزءا من برنامج السيد رئيس الحكومة لأن القطاع مازال مسيّسا بسبب امتلائه بأزلام النظام السابق وكل خطوة تقوم بها الحكومة تُواجَه بوابل من التشويه ورغم أني لست المسؤول المباشر عن هذا القطاع فإن لي رأيا في المسائل السياسية التي تخص القطاع منها أداءه وتوافقه مع المعايير الدولية وهذا الأمر يجعلني محل هجوم وتهجم من قبل الاعلاميين!
لقد تحالفوا مع دولة الفساد وكان تحالفا وطيدا وعضويا وهو ما جعلنا نواجه العديد من الصعوبات لذلك اعتبر أن هذا القطاع لم يبدأ بعد معركة الإصلاح. هناك خلط كبير بين مقاومة الفساد وحرية التعبير وهذا الخلط امتد ايضا الى الخارج الذي لم يتعوّد على تونس جديدة ديمقراطية.
نحن نتمتع بشبه حرية مطلقة في هذه البلاد ليست لنا هيئات تتدخل في مقالات الصحفيين ولا في ضمائرهم ولا توجد املاءات. المسؤولون يعبرون عن آرائهم وفي الاخير الإعلام هو جزء من اهتماماتي كبقية المسؤوليات الأخرى.
مقاييس إعداد القائمة السوداء للصحافيين؟
هناك فئة شريفة نأت بنفسها عن دولة الفساد وقاومتها وهذه درجة عليا وهناك فئة أخرى لم تقاوم ولم تساند وهناك فئة أخرى ساندتها تحت الإكراه في لحظة ضعف لكن هناك فئة اصطفت على أبواب السلطة الفاسدة وهم الذين برروا التعذيب والقتل وسفك الدماء وبرروا الفساد وإغلاق المساجد بتطوع وعن قناعة وهؤلاء قلة قليلة.
لهذه الأسباب وضعنا معايير مختلفة للقائمات السوداء، المعيار الأول يتمثل في الذين ثبت تورطهم كمخبرين على زملائهم الإعلاميين، أما المعيار الثاني فأولئك الذين قبضوا مبالغ مالية من وكالة الاتصال الخارجي للعمل على تشويه زملائهم وهذا مثبت بالوثائق والبراهين. أما المعيار الثالث والذي اعتبره من أعلى المعايير، فيتعلق بأولئك الذين ظلوا إلى آخر لحظة أوفياء للعهد البائد ويطبّلون له، وهي فئة سخرت أقلامها وتلفزاتها وعلاقاتها كي تدين الثورة وتجهضها. وأعتبر أن الاعتداء على الثورة وعلى الشهداء هو أعلى المعايير.
لكنّنا لن نضع معاييرَ للأشخاص الذين انتقدوا المعارضة كي لا يتهمونا بأننا بصدد تصفية الحسابات. هذه القائمات وُضِعت لتصفية تركة الدكتاتورية فقط، ولن نحاسب الذين يتهجمون علينا الآن، هذه ليست مهمتنا.
لكنكم قلتم سابقا لن نعطي قائمة الصحفيين الذي تعاملوا مع البوليس السياسي احتراما للحُرمات ردا على طلب النقابة (زياد الهاني) واليوم تهددون بنشر قائمة سوداء، لماذا تغير موقفكم؟
دعوني أوضح نقطة: عندما تحدثنا عن البوليس السياسي قصدنا الأشخاص الذين هم موضوع مراقبة في حياتهم الخاصة وملفاتهم موجودة في أرشيف الداخلية وفَتحُ الملفات بشكل اعتباطي مسألة خطيرة وتمس من أعراض الناس وحرماتهم. والأكيد أن نقابة الصحافيين ليست وليّا صالِحا بل أشخاص يخطئون كبقية التونسيين. أريد أن احيي موقف السيد علي لعريض وزير الداخلية الذي مازال متمسكا بموقفه وهو رجل مؤتمن ودعا أكثر من مرة إلى ضرورة التروي والاستفادة من التجارب الأخرى والتعامل معها بكثير من السرية حتى لا نظلم أحدا أو نشوه سمعة أحد ،هذا هو قصدنا حول احترام أعراض وحرمات الضحايا وليس المجرمين.
أما بالنسبة للقائمة السوداء فهي مطلب أساسي من مطالب الثورة وهي أيضا من مطالب مؤتمر نقابة الصحافيين التونسيين وقام المكتب التنفيذي بتكوين لجنة لإعداد القائمة وعلى حد علمي هناك حوالي 300 اسم . وأريد القول إن أي شخص يقوم بمراجعة بسيطة للبرنامج الحكومي يلاحظ أنّ شهر أفريل كان الموعد المحدد لبداية معالجة هذه المسألة (تطهير الاعلام) كما أن الحكومة ليست مسؤولة بدرجة رئيسية عن هذا الملف فمسؤوليتها سياسية فقط لكن الذي يقع على عاتقه المسؤولية المباشرة هو نقابة الصحفيين خاصة أنها تمتلك القائمة وبقينا حوالي أربعة أشهر نطالب النقابة بنشر القائمة .فقط،اذا كانت هناك اعتراضات نلتجئ الى وزارة الداخلية للإثبات لكن نقابة الصحفيين امتنعت عن ذلك.
النقابة أكدت أن الأسماء تقريبا معروفة لديها ولكن الإثباتات لدى الحكومة، فلماذا لا يكون العمل جماعيا وفي توافق حتى يتم الالتجاء، إن ثبتت الاخلالات، إلى القضاء بوضوح؟
النقابة رافضة وتطالب الحكومة بالمعلومات والإثباتات التي لديها وبعد ذلك يحددون القائمة لكن تقييم الحجج ليس من حقهم. وربما يكون هناك لجنة مشتركة في إطار التشاور والتعاون وهي خطوة اعتبرها ايجابية في المستقبل.
ونحن أمام الضغوطات الشعبية واتهام الحكومة بالتراخي وعدم تحقيق أهداف الثورة، قررنا اعداد هذه القائمات بأنفسنا وفق المعايير المقترحة ووفق الاثباتات المتوفرة والحجج الدامغة. لن نتهم أحدا بالباطل ولن نتجنّ على أحد. هذه الخطوة أزعجت الصحفيين وأقامت القيامة ولم تقعدها. لكن الامر الايجابي في المسألة ان نقابة الصحفيين استجابت لدعوات الحوار التي أطلقناها وقبلت بالجلوس إلى طاولة التشاور والحوار لتطهير القطاع رغم ان مطلبها الأساسي والوحيد كان تفعيل المراسيم وهذه القضية من مسؤوليات المجلس التأسيسي. واليوم تبدأ أولى جلسات التشاور والحوار مع الإعلاميين والقائمة السوداء على رأس الاولويات. وتُرفَع التوصيات الى السيد رئيس الحكومة ولا أرى سببا لرفضها بما أن الحكومة ممثلة والنقابات ممثلة هي الأخرى. ورغم مبادرتنا بإعداد القائمات السوداء ، مازلنا على قناعة بأن النقابة هي المسؤولة والمؤهلة للقيام بهذه المهمة وتطهير بيتها الداخلي دون تدخل اي طرف.
البعض يتحدث عن ابتزاز من قبلكم للسيطرة على الإعلام من خلال استغلال المَعنيين أنفسهم بالقائمات السوداء ربما؟
نحن واعون بأننا نتحرك وسط حقول ألغام لأن حجم الفساد والمصالح التي تأسست في عهد بن علي ودكتاتوريته ليست بسيطة ولا هيّنة، بل هي بمثابة أخطبوط ضخم امتدت أذرُعَه إلى كافة المجالات والقطاعات. وقد اختار الشعب منذ البداية وهذا الأمر فيه الكثير من الحكمة، قطعَ الرأس ومعالجة أصابع الاخطبوط بقليل من الصبر والوقت لكي نتجنب القتل والفوضى والمشانق لان المصالح متشابكة جدا. ومن الأذرع الرئيسية لهذا الأخطبوط هو الاعلام ومنظومة الفساد الإعلامية التي ركزها بن علي في الداخل والخارج ليست بسيطة بل معقدة جدا وتفكيكها يتطلب جهدا ووقتا كبيرين.
وقد وصلتني رسائل تهديد بالقتل آخرها شخص هاتفني في وقت متأخر من الليل ناصحا إياي بالابتعاد عن هذا الملف والّا... وفي الأخير نحن واعون بالجهات التي نقوم بمواجهتها وهذا قدرُنا. ربما لم نكن واعين بحجم العراقيل والصعوبات لحظة وصولنا إلى الحكم. والآن، ونحن في الحكم، وقد تورطنا، لن تكون هناك عودة الى الوراء أو رضوخ للتهديدات إلا اذا كان هناك تحوير وزاري وتم التخلي عن خدمات بعض الاطراف. وأريد التأكيد على أن القيادات التي تحكم الآن لا تعرف الخوف ولا التنازل هم أناس عانوا السجن والتعذيب لمدة 16 سنة لكنهم لم يتراجعوا. لا تظنوا يوما أنهم قد يتنازلون عن حق الثورة التي أنقذتهم من الكابوس ولو أدى الأمر الى استشهادهم.
ماذا عن اتهامكم بالابتزاز؟
بالنسبة إلى السيطرة على الإعلام، فهذا الأمر مجانب للحقيقة. فنحن لم ولن نسعى الى تكريس اعلام بن علي مرة أخرى وهذا الأمر يتطلب الأشخاص أنفسهم الذين ذبحونا ونحن لن نلجأ الى هذه الأساليب القذرة التي تضررنا منها كثيرا «إلي مدحوا دكتاتورية بن علي وفرحوا لموت الشهداء ورقصوا على جثث إخواننا لا يشرفنا مدحهم للحكومة ولا يشرفنا التعامل معهم». في المقابل، يشرفنا التعامل مع الصحفيين النزهاء والشرفاء والجدد حتى لو عارضونا وانتقدونا لأننا نحتاجهم. وأنا متأكد أن تعامل هؤلاء مع الحكومة سيصبح شيئا فشيئا عقلانيا ومنصفا. كم اكون سعيدا عندما يضاف مولود جديد للعائلة الإعلامية لكني حزنت جدا لحظة اختفاء جريدة «الأولى» من الأسواق بسبب قلة الإشهار، في المقابل مازالت العديد من الجرائد التي رقصت على جثث الشهداء إبان الثورة، منتعشة وهذا لغم من الألغام المزروعة في الأرض التي نتحرك فوقها. والعديد يظن اننا نتحكم في الإشهار العمومي لكن أريد التأكيد أن هذا الأمر غير صحيح وهو من جملة القضايا المبرمجة للدراسة والنقاش فيها اي كيف نوزع الإشهار العمومي بما يضمن الحياة لكل الصحف والباقي يوزع حسب النجاعة.
المهم ما أريد التأكيد عليه أننا آخر الأطراف (كحكومة وحتى كحركة) التي تسعى للسيطرة على الإعلام أووضعه تحت الوصاية. والأكيد أن الذين حضروا مؤتمر «النهضة» اكتشفوا ان حرية التعبير داخل الحركة شبه مطلقة وتكاد تقترب من الفوضى. واطمئن الإعلاميين وخاصة الشباب منهم اننا لن نسعى إلى السيطرة على الإعلام لسبب بسيط جدا هو أننا خائفون ليس من الإعلام ولكن من القضاء وحريصون على عدم القيام بتجاوزات ولأنّ أية تجاوزات نقوم بها سيكشفها الأشخاص الذين سيستلمون الحكم من بعدنا، أدعو هؤلاء الى صحوة داخل القطاع الإعلامي وإقصاء كل من يتكلم باسمهم ليدافع عن الفساد وقولوا لهم «كفوا ايديكم عنا» . أنا متفائل لأن الثورة بدأت تنتج جيلا من الإعلاميين الذين سيدافعون عنها رغم أن الأمر يحتاج الى الكثير من الوقت.
نريد أن نبتعد عن الاشاعات ،لذلك نسألكم مباشَرَة، هناك دعوات فايسبوكية لجمعة 31 أوت نصرة للحكومة في القصبة، ويقال إنكم تدعمونها ؟
انا أساند هذه الدعوات وأطالب الشارع بالعودة الى حيويته لأن فلول النظام البائد وبقايا الفساد استضعفونا بسبب خمود الحراك الشعبي فلا بد من عودة هذا الحراك لمساندة الحكومة والثورة، هؤلاء تجرؤا حتى على المؤسسة العسكرية التي هي شريك في الثورة ،انتم تنظرون اليوم ماذا فعلت المؤسسات العسكرية في شعوبها لكن مؤسستنا العسكرية بقيت محايدة وحقنت دماء التونسيين لكن ما راعنا اليوم إلاّ وأصوات التخوين تنطلق نحوها وتجرها الى عالم السياسة. ولماذا كل هذا ؟ لان بعض الاطراف ظنت ان الشارع اختفى وأصبح البعض ينادي بعودة بن علي. انا لم افقد صفتي كمواطن وأشجع شباب الثورة على العودة إلى الشارع. هي ليست مظاهرة هو تجمع !وإن شاء الله يكون مليونيا.
لكن ألا ترون أن لجوء فرقاء السياسة إلى الشارع قد يزيد من حالة الاحتقان والانفلاتات غير المحسوبة؟
انا انتظر كل الخيّريين من كل الأحزاب والتيارات والجمعيات، هو ليس تجمعا حزبيا بل شعبي للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة وهناك العديد من الاحزاب المنافسة عبّرت عن رغبتها في المشاركة لأن المسألة تهم كل الشرفاء الغيورين على الثورة وأهدافها.
قضية قناة الزيتونة؟ لو توضّحون المسألة أكثر؟
أنا إعلامي وزوجتي صحفية، اشتغلنا لسنوات ببريطانيا في الصحافة المكتوبة والتلفزيون. بعد الثورة قررنا انشاء مشروع إعلامي، لهذا السبب أسسنا الشركة على أساس مساندة من بعض الأصدقاء وبعض الممولين في افريل 2011 .
ولكن الانخراط في العمل السياسي حال بيني وبين المواصلة فانسحبت من المشروع في مارس 2012 وحافظت زوجتي على الشركة دون ان يكون لها نشاط أو أن تتجسد عمليا في قناة تلفزية وتحصلت على الترخيص ولا أرى عيبا في ان يمتلك صحافي او اعلامي وسيلة اعلام وليست جريمة أو تهمة بل طموح مشروع ومازلت احتفظ بهذا الحلم وأملي أن يتحقق يوما ما اذا توفرت الموارد وإذا تخلصتُ من الاعباء السياسية ..
«علاش» الاسم نفسه؟
عادي جدا.. هناك العديد من الشركات تحمل اسم الزيتونة.
لكن علي القرقوري رجل الاعمال قال في اتصال مباشر بموجات «شمس.أف.أم» من فرنسا بأن الوثائق المتعلقة بامتلاككم لقناة الزيتونة وهي المعلومات التي نشرها موقع «Business News» وثائق حقيقية وغير قابلة للدحض قائلا «هي وثائق إثبات مطلقة»؟
كما سبق وذكرت، زوجتي تحصلت على ترخيص لتأسيس قناة اسمها «الزيتونة» في جويلية الماضي وهذه الشركة لا علاقة لها بقناة الزيتونة كما ان هذه الأساليب لن تثنينا عن المضي قدما في مقاومة الفساد والفاسدين وتحقيق اهداف الثورة لان هذا الشخص، القرقوري، هو صديق حميم لجلال بن بريك وهؤلاء هم بقايا الفلول والدكتاتورية التي كانت تطاردنا وتجمع عنا المعلومات كما كان يفعل نظام المخلوع بالضبط. انا وزوجتي متمسكان بمقاضاة نزار بهلول، وسأتتبع أيضا علي القرقوري وسأحاكم جريدة يومية بتهمة الثلب وهذا ليس بغريب عليها فهي ساهمت زمن المخلوع في جَلْد اخواننا والمساهمة في الافتراءات وتشويه السمعة .
حلمي الشخصي ليس منصبا سياسيا وأبشر الذين انزعجوا من هذا الخبر اني سأقوم بتحقيق حلمي بعد الاطمئنان على مسار الثورة وسأؤسس قناتي الإعلامية ولِمَ لا تأسيس إمبراطورية إعلامية ( يضحك). وأقول لهم كل ما اشتدّت الهجمة زاد التعاطف.
كيف ترون المشهد الاعلامي حاليا وهل يعبّر عن تونس ما بعد الثورة؟
لا ... مازال يحتاج للكثير من الجهد، لكن هناك بعض التطور الذي يشهده المشهد الاعلامي خاصة المجال السمعي والصحافة الجديدة التي وُلدت من رحم الثورة وتلفزاتنا التي وُلدت أيضا بعد الثورة أعتقد أنّها قادرة على الإضافة والتطور على أمل اختفاء العناوين القديمة التي طبّلت لبن علي وعلى أمل ان يشهد الاعلام العمومي والتلفزة الوطنية نقلة نوعية من خلال ادخال إصلاحات مواكبة للثورة. لا نملك في تونس صحافة الأعمدة ولا الصحافة الاستقصائية ومقالات رأي محترمة.
هل ترون أن قطاع الاعلام بعد الثورة لا يزال محتاجا الى وصاية؟
لا يمكن بأية حال من الأحوال.
ما هي مقاييس الإعلام الحر والنزيه والمحايد؟
لا ولن نطالب بالحيادية لأن النخبة لا يمكن أن تكون محايدة، لكن الإعلام المثالي والمهني هوالإعلام المنصف الذي يسمح للصحفي بالتعبير عن رأيه دون تغوّل في التعبير عن رأيه. كما يجب أن يتوفر فيه نوع من التوازن الكامل خاصة في الفترات الانتخابية. عندي ثقة بأن تونس قد تتجاوز بعض الدول الأوروبية في مجال الديمقراطية والحريات، المهم بذلُ مزيد من الجهد والمسؤولية. واعتبر أن صعود الإسلاميين المعتدلين سيعزز الحريات ويقلّص من التطرف. والى حد هذه اللحظة تونس مازالت تقود الربيع العربي لكن الخوف هو فقدان الريادة بسبب معارضتنا التي تفضل هدم المعبد على من فيه وبسبب تمترس بعض الصحافيين وراء ممارسات العهد السابق وإصرارهم على الدفاع عن الفساد. يجب على الإعلاميين التفريق بين الدولة والبلاد والثورة والحكومة. وأؤكد لكم أن أية جريدة تحاول الخروج عن السائد وتقول لا وتحدد أجندتها بنفسها وتؤسس صحافة جديدة حرة، بعد قليل ستتبعها بقية المؤسسات الاعلامية وستكون تلك جريدة الثورة الى سنوات قادمة.
ما حقيقة قضية سامي الفهري وهروبه؟
لا أعلم شيئا عن هروبه أو بقائه في تونس (هذا الحوار أجري يومين قبل تسليم سامي الفهري نفسه)، هذه المسألة مسؤولية السلطة القضائية ويبدو أن الفهري كان ينتظر لحظة ايقافه لهذا السبب حاول اخراج مسرحية الضغوطات الحكومية لإيقاف برنامج «القلابس» وقد نجح في ذلك وهذا غير صحيح فمعز بن غربية الذي احترمه هو من اتصل بي لمعرفة رأيي في برنامج «القلابس»، قلت له بصراحة « يا معز انت عانيت كثيرا بعد وفاة والدك والغنوشي اب روحي للعديد من التونسيين فكيف تصورونه وهو يرقص في الراب مع فتاة شقراء في رمضان وفي وقت الإفطار؟، هذا عيب وغير لائق».
لكن «القينيول» مهمتها التنكيت على السياسيين؟
صحيح «القينيول» صُنعت للتنكيت على السياسيين لكن لم يتم ولو مرة تصوير شيراك وهو يغني أو ساركوزي وهو يرقص... القينيول دورها التركيز على هفوات السياسيين فقط دون تهكم مبتذل او مشط.
قلت له رأيي كمواطن لا كمسؤول قال لي «بارك الله فيك وهاو سي سامي يحب يكلمك» سامي الفهري سألني هل صحيح أن الحكومة ستعين عدنان خضر مديرا عاما على «كاكتوس» قتلو ما ثماش منها ها الحكاية ..آش كون قلك ها الكلام؟».
ثم طلب مساعدتي على عدم تغيير المؤتمن العدلي فأجبته قائلا لم اسمع ان هناك تغييرا وسأحاول مساعدتك في حدود استطاعتي. وانتهت القصة وهذه هي المكالمة الشهيرة التي ضغطتُ بها (يضحك) على سامي الفهري.
وأتساءل هنا، لماذا لم تضغط الحكومة على القناة الاخرى التي تبث برنامجا مشابها «نسمة»؟، في الاخير اقول هو أراد إخراج مسرحية جيدة لكن يبدو أن حظه سيء لان القضاء لم يعد يتأثر بذلك ومازال لدي بقية من الامل في أخلاق هؤلاء الشباب (معز بن غربية وسامي الفهري ) في قول حقيقة الاتصال الهاتفي والضغوطات.
لكن السيد رضا الكزدغلي قال في قناة «فرنسا 24» انه شبه متأكد من أن عدنان خضر سيكون على رأس شركة كاكتوس؟
سي رضا مسؤول عن الاعلام في الحكومة وهو أعلم مني بهذه المسألة.
قلتم انكم ستدينون كل من تسوّل له نفسه الدفاع عن سامي الفهري؟ ألا ترون انها مصادرة للحريات الشخصية ؟
نعم ادين أي شخص يدافع عن سامي الفهري في قضية الفساد. ومازلت متمسكا بذلك واعتبر التظاهر أمام المحكمة للتأثير على القضاء تخلفا كبيرا.
وصفكم الإعلاميين باليتامى بطريقة ساخرة «هم يعيشون حالة من الحزن الشديد لغياب ولي نعمتهم بن علي، ونحن نتفهّمهم ونعزيهم ولكن أنا أسألهم، إلى متى سيظلون حزانى»، لماذا هذه الأساليب الاستفزازية في التعامل مع الصحفيين؟
(يصمت برهة) ثم يقول : المعالجة بالصدمة يُعطي أكله في الكثير من الأحيان لكن هذا لا يمنع اني اقدّر كثيرا العديد من الإعلاميين وأكنّ لهم الاحترام وادعوهم الى الانتفاض على الأقلام التي شاخت في مدح بن علي ولكنها مازالت متمسكة بالبقاء (يحبو ياكلو في عهد بن علي ويحبو ياكلوا زادة توا).
صراحة ما هو رأيكم في تصريحات الرئيس المرزوقي عن «النهضة»؟
سحابة صيف ستتجاوزها «الترويكا» ونحن حريصون كل الحرص على هذا الائتلاف، والتوافق شرط مهم من شروط نجاح هذه الفترة الانتقالية. وادعوا السيد الرئيس الذي يحتفظ بالموقع الاول في البلاد الى الحفاظ على هيبة الدولة وممارسة واجب التحفظ. واحيي الشيخ راشد الغنوشي على موقفه الذي يُحسَب اليه في عدم خروجه من القاعة وإلقاء كلمة لأنه لو خرج لا نفرط عقد الائتلاف وانجرت البلاد الى أزمة سياسية خطيرة.
متى تقع الانتخابات تقريبا؟
إن شاء الله في مارس 2013، هذا التاريخ نحن متمسكون به وأوفياء له إلا اذا وقعت أحداث غير عادية، هذا التاريخ بموافقة رئيس المجلس التأسيسي ورئيس الحكومة وأحزاب «الترويكا». وإذا حصل تأخير فلن يكون كبيرا.
ما هي حظوظ «النهضة»؟
اقول أن الشعوب لا تمنح ثقتها في يوم وتسحبها سريعا في يوم آخر، والشعب لن يسحب ثقته من حركة «النهضة» والأكيد أن هناك قادمين جدد وإذا اختار الشعب تجديد ثقته فينا فسنكون له شاكرين وإذا كان العكس فسنكون في المعارضة وسنحافظ على استقرار البلاد وأمنها كما فعلنا في حكومة الباجي قائد السبسي. وتلك هي الديمقراطية.
وحظوظ «نداء تونس» الذي دخل على الخط؟
هؤلاء أزلام النظام البائد ومازالوا يحنون الى الدكتاتورية، هذا النداء تحالف لليسار الانتهازي و«التجمع» الفاسد وأعِدُ هؤلاء الذين يبشرون انصارهم بإعادة المعارضة الى السجن أن هذا التصريح سيكون شعارنا الرئيسي في الحملة الانتخابية القادمة لكشف مستوى هذا النداء.
في جملة، ماذا تقول لهؤلاء؟
الاعلاميون: انتم في العموم على الطريق الصحيح لكن لابد من القيام بعملية التطهير
الترويكا: «ربي يحنّن القلوب على بعضها»
المعارضة: تكتّلوا، تجمعوا
الهاشمي الحامدي: «روّح لبلادك راهي أمان»
قائد السبسي: «ربي يكبّرنا في طاعتو»
حمة الهمامي: صديقي ،»لا تترك الصراع السياسي يمسّ من نضاليتك»
شكري بلعيد: «ربي يهديه!»
المرزوقي: «ادعوك الى الحفاظ على نقائك»
أنصار «النهضة»: «انتم خزّان الثورة والشعب يعول عليكم»
الشعب التونسي: تاج رؤوسنا وهو الذي انتخبنا وأنقذنا، يكفيه انه يقود هذه الموجة التاريخية العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.