ليس سهلا أن يعود السيد أحمد بن صالح أشهر رجال الدولة والحكومة في الستينات والقيادي السابق في الاتحاد العام التونسي للشغل للحديث بعد حوالي 40 سنة أمام النقابيين والكثير منهم كان يسمع عن الرجل ولا يعرفه... أحمد بن صالح صاحب «الوزارات الخمس» في عهد بورقيبة وواحد من أشهر السياسيين في تاريخ تونس المستقلة والرجل الذي ارتبط اسمه بفترة «التعاضد» وما تعنيه هذه الفترة في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لتونس، تحدث صباح أمس أمام النقابيين في ندوة حول تاريخ الحركة النقابية عن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد. أحمد بن صالح تحدث عن بعض تفاصيل إعداد وتطبيق البرنامج في حين تحدث الاستاذ الجامعي والعميد حسين الديماسي عن خلفيات البرنامج وظروف تطبيقه واعتماده والاهداف التي حققها... أحمد بن صالح واحد من أكثر رجال السياسة المثيرين للجدل وصاحب أخطر المناصب في حكومة الستينات يتحدث أمام النقابيين. «الشروق» تابعت الحديث... بتفاصيل مهمة تحدث أحمد بن صالح الرجل الذي يثير اسمه الكثير من الاشياء عن ما أسماه بقصة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي وقال لقد انطلق العمل لاعداد البرنامج في ظروف مختلفة تحت إشراف فرحات حشاد في ظل الظروف والمشاكل الاجتماعية التي كانت تعرفها تونس كما تم الانطلاق في إعداد برنامج التعليم من طرف الجامعة العامة للتعليم بإشراف المرحوم محمود المسعدي. وتابع «بن صالح» قوله لقد تم تكوين لجنة اقتصادية في مؤتمر 1951 تتولى النظر في بعض القضايا الاقتصادية لكن لم تكن مهمتها بلورة نظرة الاتحاد للاقتصاد غير أن الظروف تغيرت بعد مؤتمر 1951 وخطاب «مونداس فرانس» الذي أعلن فيه أن فرنسا مستعدة للتفاوض وانطلق حينها التفكير في ضرورة الاستعداد لتونس المستقلة وقرر الاتحاد تكوين لجنة من الكفاءات الموجودة ومنهم أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وتم وضع برنامج شامل اقتصادي واجتماعي وتواصل العمل عدة أشهر. لكن يقول السيد «أحمد بن صالح» في ذلك الوقت انطلق الخلاف داخل الحزب بين الرئيس والكاتب العام وكان حينها البرنامج الاقتصادي والاجتماعي جاهزا وتم تكليف مصطفى الفيلالي لتقديم البرنامج في مؤتمر الحزب في صفاقس سنة 1955. بورقيبة وقال «بن صالح» إن الحزب وافق على البرنامج ودعاني «بورڤيبة» أنا وأحمد التليلي ووجدنا البرنامج في يده، وشرع في تمزيقه وتوجه لي بالقول بالفرنسية: «هذه شيوعية يا أحمد» وواصل «بن صالح» قوله: «كان بورڤيبة» في بعض الوقت يضرب رأسه، وسألت التليلي الذي كان يعرف بورڤيبة أكثر مني لماذا فعل بورڤيبة هذا فقال لي التليلي «آش يهمك فيه». وبيّن «بن صالح» في مداخلته أن الاتحاد العام التونسي للشغل كانت له نظرة مستقبلية ودخل في معركة المستقبل. وبعد ذلك دعا «بورڤيبة» «أحمد بن صالح» وقال له سأتولى تكليفك بالشؤون الاقتصادية لكن «بن صالح» رفض ثم دعاه من جديد وقال له سأكلفك بملف الصحة. وفي بداية الستينات دعا بورڤيبة من جديد «بن صالح» وقال له سيتم تكليفك بالتخطيط ودام اللقاء حوالي ساعة لكن «بن صالح» طلب من «بورڤيبة» مهلة شهر ليقدم له مذكرة تفسر التوجهات وإذا وافق «بورڤيبة» على المذكرة يوافق «بن صالح» على العرض. وبعد شهر أعلن بورڤيبة موافقته على مذكرة «أحمد بن صالح» وهي المذكرة المستوحاة من توجهات البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي وصفه «بن صالح» في ذلك الوقت بأنه برنامج ثوري. التعاضد وخلال حضوره في ندوة تاريخ الحركة النقابية كشف «أحمد بن صالح» خفايا وأسرار علاقته مع «الحبيب عاشور» خاصة أنه في فترة التعاضد تم اتهام «عاشور» بحرق باخرة. «أحمد بن صالح» قال إن علاقتي مع «الحبيب عاشور» كانت جيدة وعندما كنت في الحكومة كان «الحبيب عاشور» يأتيني مرتين أو ثلاث في الشهر لزيارتي. وقال: هناك من أتى الى «الحبيب عاشور» وقال له إن «بن صالح» قال فيك كلاما لكن «عاشور» لم يصارحني بالامر حينها. وواصل قوله: «في جينيف العاصمة السويسرية دعاني «الحبيب عاشور» الى غداء معه وقال لي «يا سي أحمد انسى هدرة البابور والتعاضديات راهو كل شيء كان بالّوطْ». وأضاف بن صالح: «قلت للحبيب عاشور هل فعلت لك شيئا فرد عليّ «يا سي أحمد انسى كل شيء» وقال لابد من البحث عن حقيقة النوايا في ذلك الوقت وفي تلك المرحلة. وقال «بن صالح» إن تاريخ تلك المرحلة لم يكتب بعد. ودافع بن صالح عن تجربة التعاضد وكشف أن هناك من عمل على إفشال التجربة... وقال كنت ضد تعميم التعاضد في 7 أشهر فقط...