الجمعة 27 حزيران 2014 جينيف خدمة قدس برس سخر مستشار الرئيس التونسي للشؤون الدولية أنور الغربي من حديث بعض وسائل الإ‘لام المصرية من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تجاهل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي على هامش القمة الأفريقية، واعتبر ذلك حملة لا تستحق الرد ولا التعليق. وقال الغربي في تصريحات خاصة ل "قدس برس": "القضية ليست مغالبة ولا من يتجاهل من، لن أرد على اعلام يدعو للأنقلابات ويسوق للفضاعات ويدعم الاعدامات ويصفق للأنهزامات ويعمق للأنشقاقات ويزغرد للهبات وما يعتبره اختراعات وابداعات. أحمد الله أن الثورة التونسية أنتجت تعددية اعلامية، وعلى الرغم من غلبة المشهد الماضوي والتركة النوفمبرية فانه باستطاعة الاعلامي في تونس اليوم أن يراقب ويحلل ويؤثر دون انتظار الأوامر من السلطة الحاكمة". وأضاف: "لقد أثارت تونس حركية كبرى بين الشعوب العربية التي تتطلّع إلى الحرية والديمقراطية وبعثت آمالا كبيرة لصحوة عربية جديدة سوف تساهم في القضاء على الدكتاتورية في الأقطار العربية. إنّ هذه الحرية ستجرّ إلى مراجعة أسلوب التعامل مع الشعوب العربية وتحتم علينا إعادة هيكلة المنظومة العربية حسب الواقع الميداني والتغيرات الجذرية في العالم العربي، وضرورة الإستماع لصوت الشعوب العربية والأخذ بعين الإعتبار المدّ العربي الجديد الذي ينادي بالتغيير، كما يرون أن الحكومات العربية لا بدّ أن تتفاعل مع التغييرات الجارية في العالم العربي". ورأى الغربي أنه من الأجدى أن يقع التواصل بين البلدان العربية والأفريقية وذلك لتنسيق المواقف والخطوط العريضة للسياسات الخارجية والداخلية في صلب المنظمات الدولية، وقال: "لا بد أن تتكثف كل الجهود لوضع حد لسياسة الأرض المحروقة وكل الدواعش، بما في ذالك الأنظمة التي تسعى لاسكات شعوبها بالحديد والنار والتفنن في التعذيب، وضرورة العمل على خطة عربية أو أممية لحقن الدماء مع استحالة ايقاف مسار الحرية، وضرورة تحقيق الوئام الوطني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال إقرار جملة من مشاريع الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل والارتقاء بعلاقات التعاون إلى مستوى شراكة إستراتيجية". واقترح الغربي تشكيل لجنة مستقلّة مكلّفة بتقديم مقترحات عملية بناء على درس الوضع الراهن في البلدان العربية وعلى توصيات وتصورات القادة العرب مع مساهمة فعالة من المجتمع المدني من أجل إعادة هيكلة الجامعة العربية والأطر الأقليمية الأخرى، كما قال.