قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخترع التونسي أنيس عويني ل «الشروق» - اختراع تونسي يحدث ثورة في مجال الطاقة

رُباعية تدفع به الى الأمام قدما: الخيال والمعرفة والحريّة والتاريخ... مفاهيم أربعة يُدخلها المهندس المخترع أنيس عويني في علاقة جدليةليلتحف بها وهو يقدّم الاختراع تلو الآخر...
خمس اختراعات الى حد الآن، ينجزها الشاب التونسي الذي تحوّلت اكتشافاته الى موضوع للجدل العلمي عبر القارات الخمس...عندما وقف الخميس 22 نوفمبر 2012 بقاعة المحاضرات بكلية العلوم بتونس، ليقدّم اختراعه ل «جهاز هوائي» لانتاج الكهرباء، لم يكن ممكنا غير الاصغاء لعرض المهندس أنيس عويني، فكانت قاعة المحاضرات يتناصف فيها الحضور بين الجلوس والوقوف...بتواضع شديد، قبل هذا الحوار مع «الشروق» بل هو خصّ جريدتنا كأوّل وسيلة إعلام تونسية تنجز معه لقاء صحفيا، لشخصية لا تزال تتهافت عليها وسائل الاعلام وأصحاب المؤسسات العلمية والاقتصادية والصناعية...قدّم اختراعه في مجال الطاقة البديلة: «التِّربينات» الهوائية... اختراع سوف يدوّي أكثر عندما يدخل حيّز التطبيق... لأوّل مرّة يقدّم أنيس عويني اختراعا له في تونس...

في مكتبه بالعاصمة، يتوسط المهندس المخترع ثلاث لوحات، واحدة استلهمتها رسّامة فرنسية من الاكتشاف العلمي لأنيس عويني فجسّدت عبر رسم بالألوان المائية وفيها الاه الرّيح القرطاجي «بعل سافون» وهو ينفخ الريح لتسير وتبحر الباخرة التي يُبحر بها حنبعل ويواجه عباب البحر...أما اللّوحة الاساسية فهي تلك التي نعرفها جميعا، حيث يركب أوليس باخرته ليتّجه الى جربة... في العهد القرطاجي، فيما عمّدت ريشة المهندس المخترع تلك اللوحة الثالثة والتي علّقت وراءه على يمينه... وتحمل نفس الموضوع: قرطاج... والريح... والمركب الشراعي...هو شاعر أيضا وليس رجل علم فقط، له 96 قصيدة، على بحر الرجز (صعب الحفظ) جُلّها.

يصدر له قريبا ديوان الشعر الذي يجمع قرابة المائة قصيدة بالعربية الفصحى، بل إنه اختار أصعب البحور لينظم على أساسه قصائده التي يحملها الديوان بعنوان: «ليالي السّمر لعاشق القمر».سألت مخترعنا الشاب، الذي كلّما اكتشفت ردود الفعل العالمية تجاه اختراعاته الا وانتابك شعور بالاعتزاز وشعور بالخجل في الآن نفسه... سألته عن قصّته مع الاختراعات التكنولوجية التي تفطّنت أن عددها وصل الى خمسة اليوم، على اعتبار أن آخر اختراع هو الآن قيد التسجيل لدى المنظمة العالمية لبراءات الاختراع، فقال (مبتسما ابتسامة الواثق): الاختراع الذي يتمثّل في نظام تحويل الطاقة الهوائية الى طاقة كهربائية هو نظام مختلف جذريا وكليّا عن النظام الكلاسيكي الذي يعتمد التوربينات الهوائية... Les éoliennesالاختلاف جذريّ لأن هذا الاكتشاف الذي حصلت مؤسستنا «Saphon-Energy» (تونسية مائة بالمائة) على براءة الاختراع فيه، ومكّنها من جائزة (KPMG) المكتب العالمي للمراقبة والاختبار، ليس فيه شفرة (La pâle) وفي نفس الوقت لا يعتمد حركة دوران مثلما هو حال طواحين الريح أو التوربينات الهوائية التي نعرفها.

إذن ثمّة ثورة تكنولوجية غير مسبوقة؟

الثورة تكمن في أننا تجاوزنا العاملين الأساسيين والمحرّكين للنظام الكلاسيكي، وأعني الشفرة La pâle وحركة الدوران...فبالنسبة للتوربينات الهوائية الكلاسيكية ترتكز على نظام طاحونة الريح، لكن هذا الاختراع يتجاوز المكونات والمرتكزات القديمة... لنشهد انتاجا للطاقة الكهربائية بدون حركة دوران للتوربينات وبدون ضجيج أيضا...

تحدّثت في كلية العلوم عن قرطاج، وأنها ألهمتك في اختراعك هذا، وها أنت توشّح جدارمكتبك هذا بلوحات، فيها الريح والباخرة القرطاجنية... فهل توضّح للقرّاء هذا الأمر، بنوع من التبسيط؟

نعم، قرطاج ألهمتني كحضارة وكتاريخ في اختراعي هذا... أنا أنطلق من المقاربة الفلسفية الحضارية... أردت أن أواصل ما أمكن لقرطاج كحضارة، البدء فيه... تعرفين، أن الرومان دمّروا قرطاج... وذرّوا الملح على سطح أراضيها حتى يمنعوا الخصوبة... واليوم هناك قرار عالمي يمنع البحث وإعادة البحث في الحضارة القرطاجية... حتى الحفريات اليوم يجعلونها تتوقف عند مرحلة الرومان...هذا الأمر لافت... فعندما نقرأ ما كتبه «أرسطو» عن قرطاج وعن دستور قرطاج.. نفهم كيف تصرّف الرومان ومن يواصل مسك تلك السياط التي تضرب وتتصدى بل وتنكر كل فعل علمي متقدّم يخرج من هنا..«أرسطو» نعت دستور قرطاج بأنه يضاهي قوة ودقّة دستور اليونان..

طيّب هل تبيّن لنا كيف يكون اختراع توربينات هوائية لكنها لا تدور، فنحن نراها كثيرا من بنزرت الى بنقردان تدور وتحدث أصواتا؟

بل أقول لك أكثر من ذلك، التوربينات الكلاسيكية تشوّش على الرادارات ايضا... الاختراع يجعل التوربينات لا تدور... ولا تؤثر على البيئة.. وهي توربينات كما عبّاد الشمس، لا تحدث أصواتا مثل التقليدية وهي صديقة العصافير لا تقتلها كما تفعل الموجودة الآن.. ولا تشوّش على حركة الرادار.. حركة التوربينات الهوائية التي يعتمد عليها هذا الاختراع، تتمايل بل تتماوج مع الهواء لتستقطب عبر لاقط هوائي في شكل (بارابول) اي «قصعة».. وهي قصعة خفيفة (أنيس العويني يناولني القصعة التي بدت خفيفة مكسوّة بالقماش) ولكي تكون التوربينات متجانسة فعليا مع الطبيعة اخترنا لها تجسيد عبّاد الشمس..

أنت قلت إن كل هذا العمل او الاختراع هو تونسي مائة بالمائة، كيف؟

هذا اللاقط الهوائي هو المرتكز الأول، ثم هذه الآلة، هي التي تجعل انه ولأول مرة في تاريخ البشرية تستعمل في «الميكانيك» النظام العقدي وتسمي حركة ثلاثية الأبعاد عقدية بالانقليزية (3D Knot motion) .. فهذه هي أول مرة في تاريخ البشرية يستعمل مثل هذا النظام اي نظام «هيدروميكانيكي».طلبت من محدّثي توضيحا أكثر فقال: الطاقة الهوائية وفق هذا الاختراع يقع التقاطها عبر اللاقط الهوائي لتتحول الى حركة ميكانيكية على ثلاثية الأبعاد.. تتحوّل الى طاقة هيدروليكية (Hydraulique) ليحوّلها مرة ثانية الى طاقة هيدروليكية ثم في مرحلة ثالثة تتحول الى طاقة كهربائية... وهذا الاختراع المتمثل في «توربينات» هوائية بلا حركة دوران ولا أصوات، يوضع عكس «التوربينات» الكلاسيكية، في الارض.. وهي توربينات تحسّن المنتوج ثلاث مرات مقارنة بالكلاسيكي.

عندما تخرجّت مهندسا سنة 2002 وكنت على رأس اول دفعة من المعهد الوطني للدراسات التكنولوجية INSAT عملت بشركات عالمية في مجال النفط، وانسحبت من أجل البحث العلمي ألم يكن ممكنا انجاز اختراعاتك وأنت تعمل في كبرى الشركات؟ ألم يكن أفضل لبيئة مشروعك.

واختراعك هذا، وأقصد من حيث الشهرة والتسويق؟

(يبتسم... ثم يبحر للحظات في التفكير).. أنا اردته أن يكون اكتشافا تونسيا مائة بالمائة.. وعندي رسالة في هذا الصدد... نعم كنت أعمل مسؤولا في شركات عالمية للنفط... وقد كنت مسؤولا على منطقة هامة هي الجزائر وتونس وليبيا.. ان في «شال» Shell او في احدى اكبر الشركات الامريكية Shlumbergers وسبب خروجي من الشركتين كان البحث العلمي لأنك عندما تمضي عقدا شغليا مع مثل هذه الشركات فإن هناك شرطا قانونيا يقول إن اي بحث علمي او براءة اختراع يمكن ان تتوصل اليها وأنت مهندس تعمل صلبها فإنه يكون باسم الشركة لا باسمك انت وطبعا هذا الأمر ينعكس على جنسية الاختراع ليصبح اما أمريكيا او بريطانيا..المهم انه لن يكون تونسيا... وبصراحة، أنا مستعد للتضحية بكل أموال الدنيا وكل الاغراءات التي يمكن ان ترتبط بمشروعي هذا وبقية الاختراعات الاربعة الاخرى في سبيل ذينك الحرفين الذين يرافقان براءة الاختراع عند تسجيله لدى الهيئات العالمية المختصة وأقصد حرفيْ (TN) والذين يرمزان الى تونس..

أعتقد انه في احدى المرات هناك من طلب منك ان تغيّر جنسية الاختراع؟

نعم، هي جهة خليجية حيث اقترحت عليّ ان أغيّر جنسية اختراعي هذا موضوع التوربينات الى بريطانيا فرفضت بشدة... وقلت في نفسي لو طلبت مني تلك الجهة أن يحمل اختراعي جنسية عربية لوافقت... لكنها طلبت مني ما لا يمكن ان أقدم عليه... عندما طلب مني هذا الطرف الخليجي تغيير جنسية الاختراع أحببته بأن لا رابط بيني وبين البلد المقترح... أصلا أنا في حياتي رأيت بريطانيا عبر مطارها عندما كنت في رحلة عبور Transit... لا أكثر ولا أقل... قلت له أيضا: أفضّلها تونسية وتُسرق على ان تكون براءة اختراعي سببا لأرقي.. فأنا إنسان أحبّ النوم الهادئ وأخاف ان لا أنام مجددا عند اللزوم لشدة ندمي في يوم ما... (يضحك).

في تقرير لاحدى الجرائد الالكترونية باللغة الفرنسية لاحظت وقرأت تقديما لاختراعك حول «التوربينات» وفق عبارة ان هذه التوربينات هي صفر شفر Zéro pâle ما علاقة ذلك بالصفر في نعت الاختراع؟

للصفر قصة مع العرب... يعرف الجميع ان العرب هم من خلق الصفر وكثيرا ما يقول لنا الآخر : آه، نعم ان العرب اكتشفوا الصفر (في الرياضيات) ولكنهم جثموا فيه... ولم يتقدّموا .. وفي هذا نوع من الاهانة الحضارية... قال لي احدهم (غربي) ألم تقولوا ان العرب اكتشفوا «الصفر»... فلماذا بقيتم في مستواه ولم تفارقوه... فكان جوابي عبر هذا الاختراع ان تضمّن اهم تجديد أو ثورة: توربينات بصفر شفرة éolienne

-Zéro - Pâle.

هذه أول مقابلة صحفية مع وسيلة إعلام تونسية، والمخترع تونسي... بيئته العلمية والعائلية تونسية الجغرافيا والانتماء والاختراع هو ثورة تكنولوجية بأتم معنى الكلمة، فهل نحن أمام علم وعالم غريب في وطنه؟

اتصل بي، وما إن صدرت براءة الاختراع وسجلت علنا في جينيف بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ألمان وأمريكان وجنسيات أخرى.. أذكر قصة لافتة في هذا الصدد ان فريقا ألمانيا، لما كنا نتحاور عن طريق وسيلة الكترونية، وعندما سألوني عن التوربينات الهوائية، وأعلمتهم أنها لا تدور وانما تتماوج وأنها لا تحدث صوتا... وواصلت التفسير.. أذكر أنهم أخذوا دقائق وهم يضحكون... ضحكا هستيريا.. ليس مني أو من المشروع وانما ما فهمته انه كيف يتوصل شاب مهندس من جنوب المتوسط، ومن بلد مثل تونس أين تغيب البنية التحتية التكنولوجية والعلمية لتأمين مثل هذا الاختراع الذي يعد ثورة تكنولوجية غير مسبوقة.من جهة أخرى، وفي برنامج فرنسي على احدى الشاشات العلمية دعيت لأشارك عبر الهاتف المصوّر، في برنامج «24H sur la terre» وكان البرنامج يتنقل كل ساعة الى بلد، الحوار من باريس اختاروا ثلاثة باحثين واحد انقليزي والثاني اسباني وأنا تونسي، من مكتبي هذا (يضع الشريط لأستمع وأشاهد مشاركته) كان ذلك يوم 12 أكتوبر المنقضي وكان من بين الحضور للسؤال والمناقشة باسكال بيك Pascal Picq هو عالم وباحث في الانتروبولوجيا صدر له 24 كتابا عن الانسان والعلم. كان المدخل الذي اخترته هو التفكير الفلسفي تحدثت عن قرطاج وان هذا الاكتشاف كما اسم المؤسسة التي أرأسها هي من الإرث القرطاجي...الانبهار وسؤال الحيرة لم يفارقا هذه الأطراف، حول كيف ولماذا يأتي تونسي من أرض تونس بإبهار علمي هو ثورة سوف يكون لها التأثير الكبير على مجال تجديد التكنولوجيا او التكنولوجيا البديلة.كما أن التعاليق عن طريق «اليوتوب» youtoube والانترنيت، أصبحت تأتيني من أمريكا مثلا، وقد ازداد حجم الأسطر التي تكتب بها التعاليق... أصبح المحاورون والمتدخلون يناقشون هذا الاختراع... انها تكنولوجيا تقطع مع التقليدي لكنها تحيي الماضي القرطاجي وتستلهم منه.قائمة من الأسئلة تصلني كل دقيقة، في ما جاءني احدى المرات مدير ثالث شركة في العالم في مجال انتاج الطاقة.

هل جاءك خصيصا.. أم كان هنا لأغراض أخرى؟

أبدا، تحوّل الى تونس خصّيصا ليقابلني فقال لي : لدينا أربعة مخابر للبحث عبر العالم في اسبانيا وفي كوستاريكا وفي ايطاليا وبالولايات المتحدة بالطبع... مخابر للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي... ننفق عشرات الملايين (أورو) ولدينا 600 مهندس... ثم توجه لي بالسؤال: هل هذا الانجاز بطريقة ذاتية؟ فأجبته: بالطبع دون شك... تونسي مائة بالمائة، فرد قائلا: سوف أقوم باجتماع عبر الهاتف conférence call مع ال600 مهندس، لنضع قيد البحث: كيف وصل شاب تونسي الى هذا الاختراع وهنا طبعا اعتذر لي بالقول ليس استنقاصا من بحثك ولا من قدراتك وكيف خرج الاختراع من تونس، البلد الذي لا يتمتع ببنى تحتية علمية ولا تكنولوجية وأيضا تونس لا تمثّل وجهة أو قبلة للاستثمار في البحث العلمي.وأضاف محدّثي : سيد عويني سوف تشهد وترى خلال 2012/2013 مغادرة العديد من مؤسستنا (أنيس عويني رفض ان يسمّي المؤسسة لأنه تبين أننا نضع أموالنا هدرا...)

هل هناك ردود فعل لافتة مثل هذه تجاه اختراعك؟

نعم، أذكر أيضا ان مسؤولا ألمانيا في مؤسسة ذات صلة بالتكنولوجيا البديلة في مجال الطاقة، وعندما قدّمت العرض دخل في عملية ضحك شبه متواصل... وكأنه أيضا غير مصدّق لما كان يسمع... والحقيقة لابد من التنويه هنا، انه وفي تاريخ الاكتشافات العلمية، خرجت جلها من حيث لا ينتظر ان تكون وأعني الاكتشافات العظمى التي أسست القطع من السائد والموجود، وتُنعت بتكنولوجيات القطع les technologie de rupture.

كيف تترأس مؤسسة للبحث التكنولوجي والعلمي، وتقول إن لا شأن لذلك بالإدارة؟

أنا حر... وحريتي جزء أساسي من عملية الابداع والخلق.. الادارة ليست شأني.. وليس لي برنامج عمل... أنا توصلت الآن الى انجاز خمس اختراعات... في مجالات متقدمة تكنولوجيا.. ولكن تم هذا لأنني لست مقيّدا... لا ببرنامج.. ولا بإدارة.. أعود وأقول ان محرّكي الوحيد هو الرباعي: الخيال والحرية والمعرفة والتاريخ... وكلها مفاهيم متساوية وفي علاقة جدلية.

نأتي الآن الى مسألة الاعتراف... هل أتاك من الخارج قبل الداخل؟ وما معنى أن يكون الاعتراف من الداخل من بين وطنك؟

أول مرة أحصل فيها على ميدالية وكُتب عليها الجمهورية التونسية، كانت يوم الخميس 22 نوفمبر المنقضي (أي منذ أسبوعين تقريبا) وكان ذلك من رئاسة جامعة المنار وقد كتب عليها «مع خالص الاعتزاز والتقدير»... هذه اللفتة جعلت الدمع يغزو عيني.. أحسست أنها وهي فعلا كذلك أغلى وأعلى من كل تكريم.. وصلني عبر العالم.. وهي تكاريم واعترافات عديدة.. من جهات علمية دولية مرموقة.ولكن ما أذكره انه عندما تسلمت جائزة «KPMG» وقد أرادوا ان يسلّموها لي في باريس فرفضت وأصرّيت ان تكون في تونس، كان اعتزازي ايضا كبيرا.. لأن راية بلادي شرّفها اكتشاف علمي...هذا لا يعني أنني في كل مرة تتصل بي جهات علمية دولية، ان لا أحس ب«الضيم» من ذوي القربى.. بلدي.. عندها وكلما اجتاحني مثل ذاك الشعور أضع أغنية لفيروز...باختصار علم البلاد لا يرفرف في الكرة فقط.. وانما في مجال الثورة العلمية...

عندك براءة اختراع قيد التسجيل الآن؟

نعم... في مجال محرك السيارات.. يعد ثورة أيضا لأنه يقلص جذريا من استهلاك الطاقة... سوف أخص «الشروق» بالجديد حالما تمر الفترة المحددة لذلك...عندي ايضا براءة اختراع تخص موجات البحر.. وتتطور الى كهرباء... سوف يضيء الساحل ويعوّض «الصقالة» البحرية. كان ذلك في 05/07/2010. مما حدا بأحد الأمريكيين الى القول انه اختراع يمكن ان يتصدى ل«تسونامي»كذلك هناك جهات سياسية أمريكية وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية الاخيرة، بالولايات المتحدة الامريكية، استشهدت بتكنولوجيا «SAPHON Energy» اي اكتشافنا التونسي...

أنيس عويني في خمسة تواريخ1996 : حصوله على شهادة الباكالوريا رياضيات تقنيةجوان 2002:تخرّج مهندسا على رأس دفعته (l›aureat) من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا INSATجوان 2010 : حصوله على أول براءة اختراع حول تحويل أمواج البحر الى طاقة كهربائية تضيئ الساحل9 ديسمبر 2008 : ميلاد ابنته فيروزأكتوبر 2010 : حصوله على براءة الاختراع لتحويل الريح الى طاقة كهربائية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.