قطاع غزة الذي تشن عليه اسرائيل منذ الثامن من تموز/يوليو هجوماً عسكرياً اطلقت عليه اسم “الجرف الصامد” لوقف اطلاق الصواريخ منه كما تقول، جيب فلسطيني فقير ومحاصر ومكتظ بالسكان. ويعيش في هذا الشريط الساحلي الضيق الذي تبلغ مساحته 362 كلم مربعاً وطوله 45 كلم وعرضه بين ستة وعشرة كيلومترات، نحو مليون و800 الف فلسطيني، ما يجعله من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان.
ويقع قطاع غزةجنوب غرب اسرائيل، تحده مصر جنوباً والبحر الابيض المتوسط غرباً.
وبعدما انسحبت منه اسرائيل في 2005 بقرار أحادي الجانب، تحول القطاع منذ آذار/مارس 2006 فعلياً إلى مقر للحكومة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ فوزها في الانتخابات التشريعية، بينما انكفأت السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية. وفي نيسان/ابريل الماضي، وقعت حركة حماس اتفاق مصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية نتج عنها تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني، ما وضع حداً لأكثر من سبع سنوات من الانقسام.
وتشهد غزة وضعاً اقتصادياً وانسانياً سيئاً تدهور خصوصاً بسبب عقوبات فرضتها اسرائيل بعد طرد حماس حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع وسيطرتها عليه في حزيران/يونيو 2007.
وفرضت الدولة العبرية حصاراً على القطاع استثنت منه المواد الأساسية. وهي تفرض رقابة صارمة على مجاله الجوي ومياهه الاقليمية وحركة التجارة والتنقلات.
وفي ايار/مايو 2010 هاجم جنود اسرائيليون ناشطين دوليين في اسطول صغير لنقل مساعدات انسانية إلى غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه، ما أدى إلى سقوط تسعة قتلى من الناشطين. والمنفذ الوحيد لهذه المنطقة الذي لا تسيطر عليه اسرائيل هو معبر رفح على الحدود مع مصر. ومنذ عزل الرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو عام 2013، اغلقت السلطات المصرية معبر رفح الذي لم يعد يفتح إلا في حالات استثنائية. وللالتفاف على الحصار تنقل كميات كبيرة من البضائع عبر انفاق حفرت للتهريب تحت الحدود مع مصر لكن الجيش المصري قام بهدمها كلها تقريباً العام الماضي. ولا تملك هذه المنطقة الساحلية أي موارد طبيعية. فبعد الاحتلال أصبحت نصف الأراضي الزراعية و85 بالمئة من الثروة السمكية غير قابلة للاستعمال، كما ورد في تقرير للأمم المتحدة في ايلول/سبتمبر 2012.
ويعاني القطاع من نقص مزمن في المياه ولا يملك أي صناعة. ونظراً لنقص المحروقات، يعاني القطاع من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي. ويعتمد أكثر من ثمانين بالمئة من سكان غزة على المساعدة الدولية بينما يعيش أكثر من أربعين بالمئة منهم تحت عتبة الفقر. وقد شنت اسرائيل هجوماً جوياً على قطاع غزة في حزيران/يونيو 2006 بعد خطف الجندي جلعاد شاليط، ثم شنت هجوماً واسعاً ومدمراً في كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 أسفر عن مقتل اكثر من 1400 فلسطيني، حسب مصادر فلسطينية. وقطاع غزة وضع بعد أول حرب عربية اسرائيلية في 1948 تحت الإدارة المصرية. وقد احتلته اسرائيل خلال حرب السويس في 1956 ثم انسحبت منه عام 1957 قبل ان تحتله مجدداً في حرب حزيران/يونيو 1967. وقد انسحبت منه صيف 2005 بقرار أحادي الجانب، مع نحو ثمانية آلاف مستوطن اسرائيلي عاشوا بحماية الجيش الاسرائيلي في 21 مستوطنة فيه.
وشنت اسرائيل عملية عسكرية أخرى على القطاع اطلقت عليها الدولة العبرية اسم “عامود السحاب” من 14 إلى 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، لوقف اطلاق الصواريخ أيضاً، أسفرت عن سقوط 160 قتيلاً فلسطينياً. وتمكنت الفصائل الفلسطينية خلال هذه العملية من اطلاق صواريخ على القدس وتل ابيب، بما في ذلك صواريخ فجر 5 الإيرانية من قبل الجهاد الإسلامي وصواريخ من طراز ام 75 والتي تقول حماس بان مداها يصل الى نحو 75 كيلومتراً. **** استشهاد 4 أطفال فلسطينيين وإصابة 15 آخرين بغزة ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الجمعة، مجزرة جديدة شرق مدينة غزة، وذلك بعد قتلها 4 أطفال فلسطينيين، وإصابة أكثر من 15 آخرين. وقال راصد ميداني، أن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفت بعد الإفطار منازل المواطنين بعدد كبير من القذائف في حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة موقعة بذلك عشرين مواطنا فلسطينيا أكثر عشرين فلسطينيا بين شهيد وجريح. وقالت مصادر طبية فلسطينية انه وصل إلى مستشفى الشفاء 4 شهداء أطفال وهم الشقيقان الطفلان: عماد وقاسم علوان، والشهيدة سارة محمد بستان (13 عاما)، والرضيع رزق احمد الحايك والذي يبلغ من العمر عامين فقط، فيما أصيب في هذا القصف أكثر من 15 مواطنا بجراح. كما أصيب أربعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنازل المواطنين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة