_بدعوته الى تجريم الاشادة بالرئيس السابق بن علي ، ,وبحقبته التي كانت الادمى والأشق في تاريخ تونس المعاصر ، يكون زعيم النهضة قد استفز الدكتورة رجاء بن سلامة ودفعها الى الخروج عن صمتها و اجبارها على تعديد مناقب بن علي وما قدمه للوطن ، في الحقيقة لم تتهجم الدكتورة بن سلامة منذ مدة على الغنوشي ، خاصة منذ اعلن عن وقوفه ضد قانون العزل وقبوله بالتعاطي مع من يراهم القضاء وان كانوا تجمعيين ، بل وذهبت الدكتورة في بعض الاحيان الى الاشادة بخطورة الغنوشي ولو بطريقة محتشمة ، لكن ان يعود زعيم النهضة الى الحديث بشكل يمس من حقبة المخلوع ويلمح الى ان افعاله تضمنت القتل خارج القانون والقتل باستعمال القضاء والقتل تحت التعذيب و القتل في مقرات الايقاف وفي السجون ، فتلك سابقة وفارقة ومحدثة تستحق الرد..والرد القوي ، فالدكتورة تبدو شديدة الحساسية تجاه كل ما يمت لتلك المنظومة ومنظّمها بصلة. السيدة بن سلامة ربما تبنت رواية برهان بسيس وعبد الوهاب عبد الله وعبد العزيز الجريدي ..التي فندت شائعات الاغتصاب الجماعي ، وكذّبت اغتصاب عشرة من اعوان بن علي و بطريقة التداول لزوجة احد الموقوفين خلال ليلة من ليال رمضان سنوات العشرية الحمراء “موثق” ، بن سلامة ايضا قد تكون نيتها طيبة ولم يتناه لسمعها ان العشرات من الشباب والرجال “الذكور” وقعوا ضحية الاغتصاب والتحرش ، هذا اذا تجاوزنا التعذيب الوحشي ، ولو راجعت الدكتورة قليلا تقارير منظمة العفو الدولية ” amnesty international ” خاصة خلاصة سنوات 90- 2000 ، لوجدت ان نظام بن علي ووفق المنظمة اعتمد التعذيب باستهداف الاجهزة التناسلية والتعذيب النفسي عن طريق الابتزاز الجنسي “ابنة،زوجة،اخت، ام..” كطريقة رئيسية من ضمن الطرق التي استهدف بها معارضيه . السيدة بن سلامة قالت ان نظام بن علي لم يقم باغتيال معارضيه مثلما فعلت الترويكا ، ونحن نذهب الى تصديق الدكتورة ونجزم بعدم معرفتها بما وقع ، لان التعتيم كان سيد الموقف ولان السيدة بن سلامة لم تكن حينها قد انخرطت في المداولات السياسية ، وكانت تكتفي بالبحث في التراث الاسلامي و تتحرى في تغول الذكوري على الانثوي ، وتنقب خلف البخاري وابن حجرالعسقلاني وتقف طويلا عند رواية خالد بن الوليد ومالك بن نويرة.. ، واليوم لما اصبح بامكاننا الحديث في الكبيرة والصغيرة بفضل الله اولا ثم بفضل دماء الشهداء ، يمكن ان نعود الى تذكير السيدة بن سلامة بان فيصل بركات ، سحنون الجوهري ، رضا الخميري ، رشيد الشماخي ، عامر الدقاشي ، نجاة الماجري ، ابراهيم الرياحي ، جلال الجبالي ، جميل وردة ، الحبيب الردادي ، رضا البجاوي ، الشاذلي بن حريز ، عبد الجواد عبود ، عبد الرؤوف العريبي ، عبد العزيز المحواشي ، عبد القادر الصويعي ، عبد المجيد بن طاهر ، عبد الواحد عبيدلي ، عبد الوهاب بوصاع ، عزالدين بن عايشة ، على الدريدي ، علي المزوغي ، علي نويرة ، عمارة البوزيدي ، عمار الباجي ، فتحي الخياري ، فتحي الوحيشي ، كمال المطماطي ، لخضر السديري ، لزهر نعمان ، لطفي العيدودي ، لطفي قلاع ، مبروك الرياحي ، مبروك الزرن ، مبروك الزمزمي ، محمد ناصر الشارني ، المولدي بن عمر ، نورالدين العلايمي ، الهادي بن الطيب ، صلاح الدين باباي ، طارق الزيتوني ، ابراهيم عبد الجواد ، عبد الرزاق سعيد ، عدنان سعيد ، أحمد عمري ، مبروك رتيمة ، جمال الزموري ، محمد فتحي الزريبي ، مصطفي بن حسين ، عبد القادر الاخضر …والقائمة طويلة ، تعج باسماء اخرى ، منهم من قتل صبرا ومنهم من قتل عبر المطاردة او من خلال رحلة البحث عن المنفي المنشود ، نذكر السيدة بن سلامة بان جميع هؤلاء وغيرهم قتلتهم الدكتاتورية الآفلة . لائحة شهداء تونس طويلة اطول من ذلك بكثير ، واهل الشهداء واحبابهم لم ينسوا ولا هم تناسوا ابنائهم وإخوانهم ، وانما ارادوا ان تكون دمائهم بلسما لهذا الوطن ، لقد اختاروا ان تكون هذه الدماء عربونا للسلام والمحبة والألفة والوحدة والحرية والكلمة الجامعة ، تبرعوا بدمائهم لصالح الحرية ، لصالح الامل ، لصالح الغد ، ارادوا لدماء ابنائهم أن تحقن دماء تونس ، بينما اختار غيرهم التجارة باثنين من ابناء تونس ، وتم استعمالهما بطريقة مبيتة لم تراعي حرمة الاموات ، ووظفوا اغتيالهم الجبان في تخريب البلاد واشعال الفتنة واحياء الاربعينيات والخمسينيات والستينيات وهالة من الوقفات ، لقد عصروا دمائهم في اوعية سياسية خربها الحقد الاديولوجي . اقسم لك يا سيدتي ان قافلة الشهداء الطويلة التي لم ننته من سردها، لم يوثق وثاقهم علي العرض ولم يغمض عيونهم عدنان منصر ، ولم يكن سيافهم بن جعفر ، ولا احضر نطعهم سمير ديلو ولم يقتلوا في دهاليز قصر المنصف المرزوقي ، ولم تحول اوراقهم الى الغنوشي ليختم عليها ..قتلتهم الديكتاتورية التي اقتلعها الشعب وتحاول طوائف الهوان وقطعان العبيد استردادها ليشموها ، ليستنشقوها ، ليتناولوا جرعتهم التي ادمنوها .. قطعان ترتجف من شدة جوعها للخزي ، قطعان تشنجت اعصابها ..افتقدت دوزة الذل .. طاحت في ” المونك “. لا اعتقد ان الدكتورة الحقوقية التي تؤمن بكونية حقوق الانسان ، ستجنح الى ما جنحت اليه قوافل العبيد وقوى الاجرام وتجار المبادئ الكونية الذين اعتبروا دماء اطفال وصبايا وفتيان رابعة العدوية والنهضة والنصب التذكاري حلالا طيبا مباركا، واسبغوا على من سفكها رداء البطولة وتغنوا به ، وتمنوا لو تلد امهاتهم مثله ، وتحننوا الى الطبيعة كي تهب تونس توامه ، ليستفز الدبابات ويخترط الكلاش ، ثم يتحرك لتخليصهم من الحرية . نعم يا سيدتي عندما كنت انت مشغولة في ابحاثك ، حدث في تونس ان خرج من يشيد بالقتل الجماعي وحرق الجثث وتجريفها وتكديسها في المساجد ومن ثم اعادة تحريقها ، نعم يا سيدتي قالوا لنا بانهم يستحقون الموت لانهم فازوا في الانتخابات ولان لدى بعضهم لحي ولدى بعضهن خمر وجلابيب وقالوا فيما قالوا انهم يصلون كثيرا !!!