-خطاب التخويف والترهيب الذي تكرّسه بعض النخب اليائسة المسكونة بالارهاب الفكري والسياسي بالاستعانة بسحرة فرعون من إعلاميي المنظومة النوفمبرية أصبحت شريحة واسعة من التونسيين للأسف الشديد تجتره بوعي منها أو من دون وعي.. صناعة الخوف التي دأب هؤلاء على ترسيخها في شريحة واسعة من ضحايا القمع والاستبداد والاضطهاد قد نفذت للأسف الشديد إلى اعماق الكثيرين واستقرت وأصبح كل حديثهم منصب على التوجس من المستقبل والرهاب من عودة الاستبداد وتمترسه من جديد.. هؤلاء المشفقين على مستقبلهم وعلى مصير الحريات في تونس يجهلون للأسف أنّ صنّاع الخوف أقصى ما يتوقون إليه هو نجاحهم في زرع الخوف في نفوس خصومهم السياسيين والايديولوجيين وكسر معنوياتهم وترهيبهم حتى يسهل عليهم تطويعهم وعزلهم.. في حين هم على يقين من انّ تونس اليوم غير تونس الامس، والتونسي الذي تنشق الحرية لن يستسلم للاسر والقيود وان التونسي الذي صدح بالحق وجاهر به لن يرضى بتكميم صوته أو إلجامه مرّة اخرى هم يجهلون ان التونسي اليوم عصي عن أي تطويع او وصاية وانه تمرّس على مواجهة الظلم والاضطهاد واكتسب مناعة تحميه جيّدا من أن يكون عرضة للقمع والترهيب… من اجل كل ذلك كل التونسيين الأحرار مطالبون اليوم بالتنبه جيّدا إلى مخطط صناع الخوف وعدم الانجرار وراء هذا المخطط المكشوف وان يحافظوا على يقين راسخ وعزيمة قويّة في قدرتهم على حماية حقوقهم وحرياتهم وعلى تسفيه أمنيات وأوهام مرضى الاستئصال وأعداء الديمقراطية بتطويع التونسيين وتركيعهم وكسر عزائمهم أنتم صمام الأمان الحقيقي لحريتكم…