أعلن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة خلال الندوة الفكرية التي نظمتها الحركة نهاية الاسبوع الماضي في اطار التحضير لمؤتمرها العاشر أن "عدم ترشحه خلال المؤتمر القادم وارد".. فرضية تبدو مستبعدة جدا بالنظر إلى الدور الذي اضطلع به الرجل داخل الحركة حيث كان على الدوام الحلقة التي تجمع العقد.. والراي الذي يأخذ بزمام الامور ويفصل في كل الخلافات والاختلافات.. وهي مهمة طالما وعى بها رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي. الموقف الذي صرح به الشيخ يعكس حسب راي القيادي عبد اللطيف المكي "موقفا مبدئيا أخلاقيا يريد أن يقول من خلاله ان لا وجود لموقع ابدي ويرسخ عبره ثقافة الديمقراطية.. كما يعبر عن استعداد مبدئي للشيخ للتخلي عن موقعه." واشار المكي الى انه "عمليا الحركة مازالت في حاجة الى راشد الغنوشي في هذه المرحلة وخاصة في ظل التحول الفكري والسياسي الذي تمر به.." وحول امكانية تعويض الشيخ راشد الغنوشي قال:"زعامتيا لا يمكن تعويض الشيخ.. اما مؤسساتيا فالحركة تعمل في كل الظروف." واعتبر المكي ان "مناقشة الامر سابق لأوانه فالحركة بصدد التحضير للمؤتمر العاشر.. ولا شك سيتم اخذ القرارات في اوانها بما نراه وما نقدره لصالح الحركة" ويعني بذلك الرئيس والقيادات على حد السواء. البحث عن المناشدة.. أما بالنسبة للمحلل وأستاذ علم الاجتماع طارق بلحاج محمد فان إعلان الغنوشي لإمكانية عدم ترشحه للرئاسة، يحمل اكثر من تأويل وقراءة ووجه خاصة انها ليست المرة الاولى التي يصرح فيها راشد الغنوشي بإمكانية عدم ترشحه لرئاسة الحركة، وان الشيء ان تكرر دون ان يترافق بانجاز فهو يفقد جزءا من جديته.. وهنا يمكن ان يفهم التصريح على انه "آلية من آليات تجديد الزعامة والبحث عن المناشدة كما انها طريقة للكشف عن خصوم الغنوشي المحتملين اللذين قد يخوضون معركة الخلافة.." او"جس النبض للقاعدة النهضاوية بعد التقارب الذي حصل مع نداء تونس وبعدما شهدته الحركة من شروخ لم تتعود عليها". وان تم ربطه حسب بلحاج ب" الجدل الحاصل في المؤتمر الفارط للحركة والداعي الى ضرورة الفصل بين الدعوي والسياسي وحدود كل منهما في مواقع القرار على انه تصريح يزين لبعض القيادات البارزة في الحركة التموقع في الشق الدعوي والخروج من الساحة السياسية." زهد في السياسة اما عن تقديم راشد الغنوشي نفسه كزاهد في القيادة والسياسة وحريص على وحدة الحركة فرأى طارق بلحاج محمد أن "العكس هو الصحيح فالرجل خلق للسياسة والقيادة والدليل انه ازاح واقصى كل منافسيه تاريخيا من جيله ومن الجيل الذي تلاه انطلاقا من كركر وصولا الى حمادي الجبالي.." واعتبر انه وبعد هذا التاريخ الطويل من الصراع والقيادة يبدو من العسير أن نصدق انه سينسحب بهذه البساطة خصوصا انه يقدم نفسه كرجل الوحدة الوطنية ومهندس مدنية النهضة والاسلام السياسي. واعتبر انه حتى لو كان الغنوشي جادا في الاستقالة فانه سيستقيل لإيجاد التداول على المسؤولية داخل الحركة لكن سيكون له مناصب اهم على المستوى الدولي فالرجل يصنف على انه "دابة سياسية " بمعنى خلق ليكون سياسيا ويحافظ على موقعه سواء في حزبه او المشهد السياسي مصدر الخبر : الصباح التونسية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=27495&t=إعلان الغنوشي " عدم الترشح" لرئاسة حركته: تجديد ل"زعامة".. أم بحث عن "المناشدة"؟ &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"