قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة إنه لن يترشح لرئاسة الحركة في مؤتمرها القادم، شهر جويلية 2012، فهل يناشده أنصار الحركة وقياداتها للبقاء على رأسها، كما كان يناشد أنصار التجمع الرئيس المخلوع للاستمرار في الحكم؟ هكذا توجه المصدر بسؤاله إلى عامر العريض القيادي في حركة النهضة ورئيس لجنة النظام الداخلي في المجلس التأسيسي، الذي أجاب (برحابة صدر) بأنه "لا توجد أي علاقة بين هذه المقارنة".
وقال "هذه إسقاطات لا علاقة لها بحركة النهضة"، مشددا على أنّ "الحركة لها مؤسسات تحكمها وتقرر سياساتها وقانونها ينصّ على أن تكون منتخبة وحركتنا التزمت بعقد مؤتمراتها حتى في أشد المراحل التي مرت بها".
ومضى قائلا "المؤتمر سيكون سيّد نفسه. الشيخ راشد صحيح هو ملك لهذه البلاد ككل، ولكنه أيضا ملك لهذه الحركة ومن حق الحركة أن تقرر موقعه فيها".
وبسؤاله مزيدا من التوضيح، قال العريض "مؤتمر الحركة هو من يقرر موقع راشد فيها. هو ليس حرّا في نفسه. هكذا التزمنا في الحركة ولها أن تلزمه لتولي مهمة من المهمات وخاصة إذا تعلق الأمر برئيس الحركة".
ويقول العريض "صحيح الشيخ راشد جدد رفضه لرئاسة الحركة، لكنه لم يلغ حق الحركة أن تبقيه رئيسها إذا أرادت ذلك".
وجدد راشد الغنوشي رفضه خلال مؤتمر صحفي عقده بالمقر الجهوي لحركة النهضة بأريانة (يوم 23 فيفري 2012) الترشح لرئاسة الحركة، لكنه قال إنّ "المؤتمر سيكون سيد نفسه"، وهو ما يفتح الباب أمام المؤتمرين النهضاويين لإعادة انتخابه رئيسا للحركة.
ويرى مراقبون أنّ مؤتمر حركة النهضة، الذي تمّ تأجيله عدّة مرات، سيكون الأبرز في تاريخها باعتبارها مرّت بعد الثورة التونسية من حركة تعمل في السرّ إلى حركة قانونية ومن حركة كانت تعاني من التضييق السياسي إلى أبرز طرف سياسي في الحكومة.
وتعمل لجنة إعداد المؤتمر منذ أشهر على تنظيم مؤتمر الحركة المقبل، وقد شهدت تحويرا في تركيبتها، بعدما تمّ تعيين عبد اللطيف المكّي (رئيس هذه اللجنة سابقا) وزيرا للصحة في الحكومة الجديدة، وحلّ محلّه عضو المكتب التنفيذي للحركة رياض الشعيبي.
