من أكثر المعارضين لحكومات الترويكا محسن مرزوق القيادي بنداء تونس و المستشار السياسي الحالي لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بل أنه كان أول من حاول التشكيك في المجلس الوطني التأسيسي بعد إنتخابات 23 أكتوبر 2011 بتشكيله لمجلس تأسيسي موازي ناطقا باسم طرف إيديولوجي دون غيره كردّ على أغلبية حصلت عليها حركة النهضة آنذاك. مرزوق ظل طيلة فترة حكومتي الترويكا الأولى و الثانية و طيلة فترة حكومة التكنوقراط أكثر من يناصب حركة النهضة عداء إيديولوجيا ظاهرا لا يغض عنه البصر إلاّ من لم يرد أن يبصره عنوة و حتى بعد إنتخابات 2014 ظل متوجسا في البداية من إقحام حركة النهضة القوة السياسية الثانية في البلاد في الإئتلاف الحكومي الذي يقوده نداء تونس حزب الأكثرية البرلمانية و لكنّ يبدو أن الإنتقال من موقع المعارضة إلى موقع الحكم و المسؤولية أجبر الأخير على تعديل خطابه و أوتار ممارسته السياسيّة. في كلمة له في ندوة من تنظيم مركز السلام الامريكي يوم 7 ماي 2015 الجاري شدّد مرزوق على أنّ نجاح المرحلة و القيام بإصلاحات ضروريّة و منتظرة إلى جانب ضمان الحريات و إحترام الدستور جعل من خيار التحالف الحكومي مع حركة النهضة إستراتيجيا مبنيا على الواقعية السياسية التي تجعل نجاح البلاد مشروطا بنجاح كلا الطرفين، نداء تونس و حركة النهضة، في توفير السند السياسي. و مضى مرزوق بالقول أنّ الإختلافات بين النهضة و نداء تونس على مستوى البرامج ضئيلة جدا و أنّ الحزبان يلتقيان في نحو 75% من البرامج و أنهما يمثلان نحو 80% من تركيبة مجلس نواب الشعب. خطاب مرزوق المبني على الواقعية هو في الواقع التوجه الذي ينتهجه خط سياسي بأكمله داخل نداء تونس يمثله الباجي قائد السبسي نفسه بإعتبار أهميّة و حساسية المرحلة و ضرورات إنجاحها خاصة على مستوى إنجاز الإصلاحات و تنفيذ الوعود الإنتخابية المنتظرة