عندما يجد المظلوم حظه من الاهتمام و المساندة و النصرة. نصرته بكل الوسائل القانونية المتاحة كلّ من موقعه، دون تقصير ولا تردّد ولا حسابات ضيقة، ولا اعتبار لخلفية المظلوم الإيديولوجية، أو لجنسه أو لأي شيء آخر باستثناء أنّه إنسان مقهور. عندها يعلو الحق وتعلو القيم الإنسانية .
كثيرون هم المدافعون عن الحرية وعن حقّ الحياة وعن الانسانية. وإنّه لعمري عمل جليل يستحق التقدير والاحترام، لا شك أنّه مؤشر على أنّ الحقوق والحريات في العالم في خطر، وهو مؤشر من ناحية أخرى على يقضة أهل الحق. غير أنّ نسق تصديهم للانتهاكات يغلب عليه الاضطراب وعدم التوازن والكيل بمكيالين. حيث تعلو الأصوات المندّدة وتقوم الدنيا ولا تقعد، في مواضع كثيرة، وتخمد الأصوات في مواضع أخرى، ويضمر حراكهم حتى لا تكاد تلحظه وإن كان التعدي صارخا إلى حدّ الاجرام. ويضيع الحق ولا تسمع له جلجلة تطمئن المستضعف المظلوم. ونحن اليوم أمام قضايا كبرى تحاك ضدّ الحريّة وضدّ الحياة وضد الإنسانيّة، يقودها أعداء الحرية ويمررها القضاء الفاسد هنا وهناك، بارتهانه لقرار سياسي حاقد، بحرمان الأبرياء من حريتهم، و إخراجهم من دائرة الإنتاج والفعل في الحياة الاجتماعية إلى دائرة العطالة ودفنهم أحياء، أو بمساندته لسلطة غاشمة بإصدار أحكام جائرة تضع حدا لحياة الأبرياء في قضايا وهمية.
عشرات الأبرياء من قادة مصر المنقلب عليهم صدرت في حقهم أحكام جائرة بالإعدام، على مرأى و مسمع من العالم بمختلف منظماته الحقوقية، في جريمة تعدى على الحرية وعلى الديمقراطية وعلى العدالة نفسها، اعتداء مباشر من سلطة موكول إليها حفظ الحقوق ونصرة المظلوم و إشاعة العدل بين الناس، لكنها تواطأت خوفا وطمعا و إسنادا للظلم فضيعت أهم ركن يلجأ إليه المظلوم حين توصد أمامه الأبواب. تعدى من المجتمع المدني وكلّ من تصدّر مهمّة الدفاع عن الحقوق، وعن العدالة، وعن الحرية، ثمّ تحيّز لقضايا الذين يشتركون معه في الايدولوجيا أو للمسنودين من أي جهة كانت، و تخلى في المقابل عن الدفاع عن المظلومين لاختلافه معهم في الفكر أو في المعتقد.
رسالتي إلى الأحرار في المنطقة وفي العالم، إلى المدافعين عن الحرية وعن الديمقراطة في المنطقة وفي العالم، إلى الأحزاب والسياسين والحقوقين منظمات وشخصيات وطنية، إلى المثقفين والإعلاميين، إلى العلماء، إلى الحكماء في الأمة و في العالم أنّ تصدّركم لهذه المواقع المؤثّرة في المجتمع يحملكم مسؤولية وقف مثل هذه الجرائم. يحملكم مسؤولية رد الاعتبار لحق الحياة وللحرية و للعادلة. يحملكم مسؤولية مساندة المظلوم و إن كان ضعيفا، بل لأنه ضعيف. ولا تنسوا أنّ الظالم ليس له صديق، و لا تغرنّكم سطوته فعلى الباغي تدور الدوائر. و ما دامت للظلم دولة من ألمانيا رشيدة النفزي