جدة- على قصر المدة التي مضت عليهم منذ اعتناقهم الإسلام، وبعد أوطانهم الأصلية عن الأراضي الحرام، فإن اللاعبين المسلمين الذين يلعبون بدوري كرة القدم الفرنسي لأندية الدرجة الأولى حريصون على قضاء إجازاتهم في زيارة الحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية. وقالت الصحيفة في تحقيق نشرته في عددها الصادر الجمعة 18-12-2009 إن عدد اللاعبين الفرنسيين الذين يدخلون الإسلام في ازدياد، مع تسارع مستوى انتشار الإسلام في فرنسا بوجه عام، سواء عن طريق الهجرة أو عن طريق جهود نشر الدعوة التي تقوم بها جهات عدة في صفوف الفرنسيين. وبحسب مسئولين في مكتب الهداية السعودي فإن هناك 17 لاعبا يلعبون للدوريات الفرنسي والأوروبية اعتنقوا الدين الإسلامي خلال الموسمين الماضيين، فيما بلغ عدد من اعتنق الإسلام في فرنسا أكثر من 60 ألف فرنسي في غضون السنوات العشر بين العام 1999 وحتى العام 2008، بحسب إحصائية رسمية فرنسية. ونقلت الصحيفة شهادات عن بعض هؤلاء اللاعبين أوضحوا فيها الظروف التي اعتنقوا فيها الإسلام، وتأثيرات اعتناقهم الإسلام على حياتهم. راحة نفسية وقال جاك فاتي، مدافع نادي سوشو والسنغالي الأصل، إنه اعتنق الإسلام قبل سبع سنوات على يد داعية يدعى عبد الرشيد، ثم غير اسمه إلى داود فاتي، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة لمكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة هي الثالثة له. وأضاف: "أشعر بسعادة غامرة وراحة نفسية لا مثيل لها في بيت الله الحرام، هناك روحانية لم أشعر بمثلها في أي مكان في فرنسا برغم الشهرة والمادة والنجومية، أكرمني الله بنعمة الإسلام، وحرصت على استغلال الفرص للمجيء إلى هنا، وهذا أول ما فكرت أن أقوم به في إجازتي". من جهته، قال عمر داف -الذي قاد المنتخب السنغالي في مونديال عام 2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان وحقق فيها منتخبه نتائج جيدة أبرزها الفوز على حامل اللقب في ذلك الوقت المنتخب الفرنسي- إن حياته تغيرت بشكل كبير بعد اعتناقه الإسلام، متمنيا أن يكمل بنجاح مسيرته مع نادي بريست الفرنسي الذي انتقل إليه مؤخرا من نادي سوشو. وقال: "بدأت حكايتي مع الإسلام عندما بدأت أتعرف على شريعته السمحة وشعائره الدينية، ووفقني الله لكي أكون مسلما بعد تيقني أنه دين الحق، ونحن حريصون على زيارة البيت الحرام والمسجد النبوي لأداء مناسك العمرة وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه أمنية لكل اللاعبين المسلمين الذين يتمنون زيارة المشاعر المقدسة". من جهته قال مدافع سوشو فريدرك دوبلس، البالغ من العمر 19 عاما، إنه اعتنق الإسلام قبل عامين، وأشار إلى أن الأمر كان بالنسبة لي يمثل تحديا كبيرا. وقال: "بطبيعة الحال هناك من يوافقك على توجهك الجديد وآخرون يعارضون، ولكن بحمد الله أعلنت إسلامي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، ووجدت مع ذلك اختلافا كبيرا جدا، سواء على صعيد حياتي الشخصية أو العامة، ووجدت قيمة نفسي في ذلك، الأمر أكبر من وصفه أو شرحه، هناك راحة نفسية وروحانية عظيمة، لاسيما عندما نكون في الأماكن المقدسة". أما اللاعب موسى سو، البالغ من العمر 23 عاما ويلعب مهاجما لنادي رين، فقد تمنى أن يتمكن من أداء مناسك الحج في الموسم المقبل، مبديا سعادته بتواجده في مكةالمكرمة والمدينة المنورة لأداء مناسك العمرة. وأشار إلى أنه وجد في الإسلام "راحة لا مثيل لها"، وعن احترافه في الدوري الفرنسي قال سو: "أملك خبرة جيدة في الملاعب الفرنسية، واستطعت تسجيل العديد من الأهداف، وأطمح في الانضمام للمنتخب الفرنسي في المونديال الإفريقي [المقرر في جنوب إفريقيا في 2010]، والانتقال لأحد الأندية العالمية الكبيرة مثل برشلونة الإسباني، أو أحد أندية فرنسا المشهورة". جهود دعوية من جانبه، قال صالح باهويني، ممثل مكتب الهداية التابع لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية السعودية في فرنسا: "هناك 17 لاعبا في أوروبا أسلموا خلال الموسمين الماضيين على يد الداعية عبد الرشيد الذي استفاد من تجربته الاحترافية في الدوري الفرنسي لدعوة اللاعبين للإسلام، وتمكن بتوفيق الله من إقناع كثيرين، ومنهم المهاجم [ديفيد] تريزجيه". وقال إن من بين أهداف المكتب تسهيل وصول اللاعبين الذين دخلوا إلى الإسلام حديثا إلى المشاعر المقدسة بالتنسيق مع الداعية عبد الرشيد، ومرافقتهم لتأدية مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي، مشيرا إلى أنه قد سبق أن قام بعض مسئولي المكتب بمرافقة لاعبين أوروبيين كبار دخلوا الإسلام خلال الأعوام الماضية لأداء مناسك العمرة والحج مثل سيباستيان أنيلكا مهاجم تشيلسي الإنجليزي، وفرانك ريبيري لاعب بايرن ميونخ الألماني.
