المعروف أن الصين لها تاريخ مشرق و حضارة عظيمة ، ساهمت دون شك في تقدم البشرية جمعاء . وقد خاضت الصين مقاومة عنيفة ضد الامبريالية العالمية و الغزاة اليابانين الذي غزوا الصين و عاثوا فيها فسادا ، مما استوجب بعث اذاعة تعرف بنضالات الشعب الصيني . ذات يوم انطلق صوت أثيري من إحدى كهوف يانآن ، مع مطلع الأربعينيات ، ليعلن للعالم باللغة اليابانية أن الصين موجودة . كانت أول مذيعة هي اليابانية هارا كيوشي التي عرفت بالمجازر البشعة التي ارتكبتها اليابان في حق أبناء الشعب الصيني ... في الواقع كانت ظروف العمل صعبة و شاقة و فيها مخاطر و لكن "هارا " كانت مؤمنة و مقتنعة بنضال الشعب الصيني ضد الغزاة اليابانيين هذا الصوت الأثيري الذي انبعث من يآنان كان صوتا من ذهب يبعث الحماسة في صفوف الجيش الصيني المقاوم للغزاة و للامبريالية ... في عام 1947 بدأت تبث إذاعة الصين الدولية برامجها باللغة الانكليزية و في يونيو 1949 بدأ بثها باللغة الصينية و انتقل مقر الإذاعة إلى العاصمة بكين و خلال حفل تأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر 1949 نقلت المذيعة دينغ يي لان مباشرة من ميدان تيان آن من وقائع الحفل ثم بعد سنوات أصبحت دينغ أول رئيسة لإذاعة الصين الدولية و التي كانت تسمى اذاعة بكين العالمية . هي تأسست في الثالث من ديسمبر عام 1941 ، و تبث برامجها للخارج بهدف دعم التفاهم وبناء جسور الصداقة بين أبناء الشعب الصيني والشعوب الأخرى ،.ناشرة السلام باعتبارها جسر للتعارف و الصداقة .
وتعتبرمن أهم الإذاعات الدولية في العالم ، تبث برامجها ذات مائتين وثماني ساعات ونصف ساعة يوميا بثماني وثلاثين لغة أجنبية وأربع لهجات صينية واللغة الصينية الفصحى. أما القسم العربي فهو يعد من أهم الأقسام بإذاعة الصين الدولية ، و قد تأسس في اليوم الثالث من نوفمبر عام 1957 تغطي برامجها مواضيع مختلفة ، مثل الأحداث الجارية داخل الصين و تقدم تقارير إخبارية ذات مصداقية و منوعات و برامج أسبوعية مختلفة و هو ما جعلها تتطور ، حيث ازداد عدد مستمعيها في العالم و تأسست العديد من نوادي المستمعين ، لعل ابرزهم النادي التونسي بمدينة صفاقس الذي ساهم في مزيد انتشارها و تألقها في المنطقة العربية و هو أول ناد تأسس خصيصا للاذاعة الصينية . ومن ضمن المذيعين و المذيعات الذين عملوا فيها نذكرعلى سبيل المثال لا الحصر الأستاذ سليم ليو يوان بي و الأستاذ صلاح قوان روي و الأستاذة درية وانغ وي تسو و السيد شيرانكو و السيد تيان و غيرهم من الذين تركوا بصماتهم في برامجها و كانت علاقتهم بالمستمعين وطيدة مراسلة و اتصالا وقد حصل لنا شرف استقبال وفد الاذاعة بمدينة صفاقس في عديد المناسبات مثلما حصل لنا شرف زيارة مقرها في العاصمة الصينيةبكين في عديد المرات . رضا سالم الصامت كاتب صحفي بشبكة الحوار نت و مراسل صحيفة آسيا بريس – مستشار اعلامي