مطران تونس ل آكي: الاسلام في اوروبا يصارع ومنع المآذن لا يؤذي المؤمنين رأى مطران تونس مارون لحام أن منع بناء المآذن لا يؤذي المؤمنين وأن المسلمين في أوروبا مطالبين بالتأقلم مع الاكثرية واعتبر لحام في حديث مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن "الاسلام الاوروبي في حاجة اليوم الى دعاة يدافعون عن الاسلام المعتدل في اوروبا العلمانية، ويقدمون صورة اكثر اشراقا عنه فضلا عن الحاجة الى جهدي فقهي اسلامي في هذا الاطار"، حسب قوله وقال لحام في رده على سؤال حول نتائج الاستفتاء السويسري بخصوص منع بناء المآذن وحظر ارتداء الحجاب و الرموز الدينية في اكثر من دولة اوروبية "يجب على المسلمين في اوروبا ان يتعلموا من المسيحيين العرب الذين استطاعوا ان يعيشوا لقرون كأقلية وسط اكثرية مسلمة"، منوّها الى ان "الاسلام لم يخرج بعد من عقلية الاكثرية التي تحكم"، حسب وصفه. وقال "يجب على المسلمين ان يصلوا الى التمييز بين ماهو اساسي و ماهو ثانوي لأنك لا تستطيع ان تعيش في اوروبا مسلما مائة في المائة" وهو ما يستوجب "جهدا فقهيا اسلاميا"، وفق تعبيره. وذكّر لحام بزيارة البابا الى الاراضي المقدسة خلال شهر ايار/مايو الماضي والتي مثلت "تحديا كبيرا". وقال "إن البابا بندكتس السادس عشر أبدى خلال هذه الزيارة ألما كبيرا لوضع المسيحيين في الاراضي الفلسطينية وتاثر أيما تأثر بالجدار الفاصل في وقت كانت فيه اكثر من جهة في اسرائيل غير راضية عن زيارته وعن تصريحاته رغبة منها في دعم اكثرمن قداسته لسياسة الدولة العبرية"، على حد وصفه من جهة اخرى، قال مطران تونس "إن الاسلام في اوروبا يصارع لأنه يجد نفسه لاول مرة في تاريخه في وضع اقلية"، ودعا المسلمين الى ان "يجدوا لأنفسهم طريقا يعيشون فيه كأقلية مؤمنة"، منوها إلى أن رفض البعض لفكرة الاختلاط في المدارس او المسابح "يناقض مبادئ اوروبا العلمانية التي اجبرها الاسلام على التعامل مع الشأن الديني الظاهر سواء فيما يتعلق بالصلبان في المدارس او الحجاب او البرقع أو المآذن". هذا وانتقد المطران لحام قول البعض بان التعرض الى الحجاب او للإختلاط هو تعرض للاسلام، وقال "لا يجب ان يعتقد المسلم المقيم في اوروبا ان ما يريده كمسلم سيطبق بصفة آلية نظرا لكونه مسلما"، على حد تعبيره وحول اللقاءات والحوارات التي جمعت المسيحيين و المسلمين خلال العام الجاري، قال المطران لحام إن الكثير من المراحل تم تخطيها، وان الطرفين بلغا مرحلة الحديث بجدية عن امور خلافية ثلاثة يمكن الوصول فيها الى حلول وسطى . واضاف نيافة المطران ان الأمر الاول يتمثل ب"المرور من حرية الممارسة الى حرية المعتقد"، اما الامر الثاني فهو اعطاء "حرية الممارسة الدينية" ولو بشكل بسيط جدا لنحو مليوني كاثوليكي يقيمون في السعودية. اما الوجه الثالث، حسب رأيه فيتمثل في الزواج المختلط والذي قال عنه إنه "امر صعب ولكن يجب يوما ما ان نصل كأناس بالغين الى تخطي حدود التعصب الديني وايجاد اتفاق حول هذه المسألة خصوصا و ان الزواج حق طبيعي"، حسب قوله و في سياق مغاير انتقد لحام سياسة الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس، وقال إنها "سياسة رهيبة لأنها لا تحد من الحرية الدينية بل تمنع المؤمنين من الوصول الى الاماكن المقدسة لاسباب سياسية". واضاف "إن اليهود اليوم هم في طور كتابة فصل آخر من تاريخهم المؤلم وهو ما يزيد من تجميع الكراهية ضدهم"، حسب تعبيره نقلا عن وكالى الأنباء الايطالية (آكي