متابعة ملف دعم المهرجانات    وزير السياحة يعلن عن إحداث منطقة سياحية بمدينة الكاف    قريبا تحديد أسعار الأضاحي    وزير السياحة: الموسم السياحي الحالي سيكون استثنائيا    الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني رمزي عودة ل«الشروق»..هذه ملامح الخطة الأمريكية في قطاع غزّة    مع الشروق :عاجل إلى وزارة التربية    القيروان ...الدورة الثانية لمسابقة المطالعة بالوسط الريفي    تصفيات كاس العالم للسيدات 2026 (U20): المنتخب التونسي يتعادل مع نظيره الطوغولي 1-1    المرصد الوطني للطاقة والمناجم: ارتفاع اجمالي عدد التراخيص سارية المفعول الى 15 رخصة موفى مارس    وزارة الصحّة تتقدّم بجملة من النصائح الصحية للحجيج    بطولة الرابطة 1: الترجي الرياضي يحسم اللقب بخماسية نظيفة أمام الأولمبي الباجي    الحبيب عمار يكشف: 5 % هو نصيب إفريقيا من السياحة العالمية    زيلينسكي.. سألتقي بوتين في تركيا الخميس المقبل    طقس الليلة.. امطار مؤقتا رعدية وغزيرة بعدد من الجهات    لاليغا الاسبانية.. برشلونة ينتصر على ريال مدريد يقترب من حسم اللقب    بلاغ وزارة الصحة إلى الحجيج سلامتكم مسؤوليتنا الكلّ    المهدية: جولة جديدة لمصارعة المجالدين بالمسرح الأثري بالجم ضمن مهرجان الايام الرومانية    الخارجية الفرنسية : ''علاقاتنا مع الجزائر ما زالت مجمدة''    النادي الصفاقسي ينتصر ويقدّم مردودا مقبولا    شركة تونسية ناشئة تجدّد حلا من أجل تيسير النفاذ إلى المياه والحدّ من التلوث البلاستيكي    ندوة إقليمية حول جرائم قتل النساء في تونس والمغرب والأردن يوم الإربعاء القادم بالعاصمة    ورشة عمل بعنوان "الذكاء الاصطناعي في خدمة الانترنات" وأنشطة متنوعة في إختتام تظاهرة ثقافية بدار الثقافة النموذجية ببن عروس    الملك سلمان يوجه دعوات لقادة هؤلاء الدول    وفاة القاضي شعبان الشامي ,صاحب أول حكم بإعدام رئيس مصري سابق    نحو إعداد منصة رقمية خاصة بالترخيص للتصرف في الملك العمومي للمياه    خولة سليماني: "اليوم أشعر أنني حرة أكثر من أي وقت مضى"    مرصد سلامة المرور: ارتفاع عدد قتلى حوادث الطرقات    تطور كبير في صادرات القوارص التونسية    جمعية "آلارت" تقترح مبادلة القمح الصلب لتفادي ضياع المحصول وتدعو إلى إصلاح شامل لقطاع الحبوب    مركز النهوض بالصادرات ينظم يومي 23 و24 جوان القادم لقاءات شراكة افريقية في 5 قطاعات خصوصية    التونسي نصر الدين نابي يقود كايزر شيفز نحو التتويج بكاس جنوب افريقيا    الأولمبي الباجي ضد الترجي اليوم : التوقيت    وفاة "كروان الإذاعة" عادل يوسف    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    مداهمة وكر لصنع مواد مسكرة..وهذه التفاصيل..    النادي الافريقي ينعى المحب ومغني الراب "كافون"..    نابل: وزير البيئة يؤكد استكمال انجاز مشاريع محطات تطهير وتوفير الاعتمادات لمشاريع حماية الشريط الساحلي    رئيس وزراء باكستان: سيذكر التاريخ كيف أسكتنا الجيش الهندي    الجمهور بصوت واحد: النجم فخر الانتماء    مواجهات حاسمة في الجولة 29 للرابطة المحترفة الأولى: لقاءات مشوّقة اليوم!    حالة الطقس ليوم الاحد    اكتشاف أنفاق سرية تحت مبنى الكابيتول الأمريكي (فيديو)    في تظاهرة هي الأولى من نوعها في ولاية سوسة: «حروفية الخط العربي»من أجل تربية فنية وتعزيز الهوية    وداعا كافون    المرض الذي عانى منه ''كافون''    مغني الراب احمد العبيدي المعروف ب"كافون" في ذمة الله    عاجل : أحمد العبيدي '' كافون'' في ذمة الله    القصرين: أكثر من 1400 تلميذ ينتفعون بخدمات قوافل طبية حول صحة الفم والأسنان    اختصاصي أمراض القلب: قلة الحركة تمثل خطراً صحياً يعادل التدخين    إصلاحات ثورية لتحسين خدمات تصفية الدم: نصوص قانونية و هذه التفاصيل    المهدية: إيقاف 3 أعوان بمستشفى الطاهر صفر بشبهة السرقة    جريمة مروعة تكشف بعد 8 سنوات: قتلت زوجها ودفنته في المنزل بمساعدة أبنائها..!    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    معهد البحوث الفلكية في مصر.. لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأضحى والأمر متروك للسعودية    الحكومة الألمانية الجديدة تواجه إرثاً من الصعوبات الاقتصادية    مجلس نواب الشعب ينعى الفقيد النائب نبيه ثابت    ملف الأسبوع: مهلكة عظيمة: لا تتتبعوا عوراتِ المسلمينَ... عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ    منبر الجمعة: واعرباه. وا إسلاماه. هل من مجيب؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أردوغان...زعيم العرب
نشر في الحوار نت يوم 17 - 06 - 2016

لأن العرب أرهقهم التقلب في أعطاف الهزائم وغابت عن دنياهم النماذج الجيّدة والقدوات الحسنة في عالم السياسة والقيادة وسئموا حكم العجائز والمستبدين والفاشلين ، ولأن رجب طيب أردوغان يمثل نقيض هذه النقائص فقد احتلّ مكانة البطل عند الرأي العام العربي ، وهو بذكاء حادّ ومعرفة وافية بقيمة الكلمات والحركات les gestesيحسن تبليغ رسائله للعرب الذين يعرف غبنهم المستديم وتطلّعهم للزعيم الذي يتميز بالرجولة وليس بالذكورة وحدها.
وقف بصلابة في وجه العدوّ الصهيوني رغم خطورة ذلك عليه كما لم يفعله واحد من حكام العرب .
أعلن وكرّر في غير مناسبة اعتزازه بالانتماء الاسلامي ، كفرد وكدولة وشعب ، وافتخر بالحقبة العثمانية ، في حين يعُدّ الحكام العرب انتماءهم الحضاري منقصة بل جرما يتبرؤون منه ، ويتفاخرون هم بالتبعية للمنظومة الغربية عسى أن يرضى عنهم رموزها ، ولن يرضوا عنهم ، لأن العلاقة بين السادة والعبيد لا يحكمها الرضا بل الخضوع التام هنا والصلف هناك.
أخرج الصلاة من دائرة الحظر ثم منم دائرة البروتوكول إلى رحاب الإقامة الشرعية كمسلم عادي وكقائد يفعل ما يقول ويكون في مستوى شعبه تديّنا وتواضعا ، في حين ما زال الحكام العرب يظهرون في الأعياد – ولا ندري إن كانوا قد توضؤوا أم لا – ثم لا يُرى أحدهم مؤديا للصلاة حتى في الجُمُعات .
من آخر مآثره حضوره جنازة الملاكم محمد علي بأمريكا وسط غياب ملحوظ لأي زعيم عربي ، ويتذكر الرأي العام أن أردوغان غاب عن المظاهرة العالمية بباريس لتأييد فرنسا ضدّ " الإرهاب الاسلامي " ، تظاهرة حضرها بكلّ حماس وعطف أكثر من حاكم عربي جنبا إلى جنب مع ناتنياهو ، فيما تواروا كلما قُصفت غزة وأبيد المسلمون هنا وهناك .
قبل كلّ هذا فإن أردوغان رئيس جاءت به انتخابات خاضعة للمقاييس الدولية في الشفافية والحرية مع وجود معارضة ديمقراطية فاعلة بخلاف ملوك وأمراء ورؤساء عرب يتقلّدون مناصبهم بموجب الحق الإلهي المزعوم أو عبر انقلابات دموية أو نتيجة تزوير واسع النطاق ، ثم لا يغادرون تلك المناصب ولو بلغوا من الكِبَر عتيا إلا إلى القبور أو بفعل انقلاب من تدبير رفاقهم ، بعد أن يكونوا قد نشروا مزيدا من الفساد بين شعوبهم و جلبوا لها أنواع الشرور وسلطوا عليها كلّ ما ينغّص الحياة بدءا بالتبعية للغرب وانتهاء بالتضييق على الدين ونشر الرذائل والفقر واليأس.
لهذه الأسباب أدار العرب ظهورهم لحكامهم – باستثناء الأقلية العلمانية المتوحشة – ورأوا في الرئيس التركي رمزا يستحق التقدير والتبجيل ، فهو في نظرهم البطل الذي ينبعث منه الأمل من جهة وتتهدده الأخطار من جهة أخرى ، أخطار النظام العالمي الظالم ( ِفرية إبادة الأرمن التي دخلت حتى ألمانيا على خطها ، مثلا ) والتحرش من طرف الأنظمة العربية الاستبدادية ، فهو في نفس الوقت محمد الفاتح الذي هزم بيزنطا ، ومحمد مرسي الذي فضح العلمانية العربية المتحالفة مع العسكر والصهاينة ضدّ الحرية والديمقراطية ، إنه هازم أتاترك المتعجرف المتسلط على الأتراك ، وهو ناصر الاسلام الذي لا يحارب الحجاب بل ترتديه زوجته وبناته ، وهو لباس شرعي بخلاف حجاب التبرج الذي يشجع التغريبيون انتشاره نكاية في الدين والأخلاق ، كما أنه ملاذ الأحرار المضطهدين الفارين من حكم الجنرالات حيث يجدون في تركيا الأمن والحرية والنموّ الاقتصادي ، تلك القيم المفتقدة في بلاد العرب ، يكفيه فخرا أنّه فكّك المنظومة العلمانية المتطرفة المستبدّة التي أسسها أتاترك فقهرت الشعب بالقبضة الحديدية والانقلابات العسكرية وأقام على أنقاضها حياة ديمقراطية طبيعية.
كلما زاد انتقاد الأنظمة الدكتاتورية لرجب طيب أردوغان وتضايقُها منه ازداد العرب شغفا به ، فهل سيصبح زعيما عربيا بامتياز ؟ هل يعيد التاريخ نفسه وينضوي العرب تحت لواء العثمانيين ؟ مهما كانت مثالب هؤلاء فإن فلسطين لم تَضِعْ في عهدهم .
عبد العزيز كحيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.