الحوارنت – تونس - يبدو أن السير نحو تشكيل "حكومة الوحدة الوطنيّة" يجد مطبات وصعوبات جمّة منها ماهو عائد إلى تلكؤ بعض الأحزاب في القبول بالدخول في الحكومة إلا بتمثيلية كبيرة حسب حجمها في مجلس نواب الشعب ومنها من هو "يحذر" من سياسة المحاصصة وأحزاب أخرى ترى أن ل"لشاهد" الحريّة في اختيار الفريق الذي يراه و"لن نفرض عليه أيّ شيء". وقد تجلّى الموقف الأخير من حزب "نداء تونس" الذي "تغيّر موقفه من الغضب الى التفهم والدعم والدفاع عن الشاهد جاء اثر لقاء غير رسمي عقده الشاهد برئيس الجمهورية يوم أمس، ويبدو أنه قد طلب تدخل الباجي لإقناع الندائيين والضغط عليهم لتمرير خيارات الشاهد" (حسب جريدة المغرب التونسية) ، أما حركة النهضة والوطني الحرّ فإنهما سيواصلان ما سمي "بالضغط على رئيس الحكومة " من أجل تمثيلية أكبر في الفريق الحاكم. وفي هذا الإتجاه أكد رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي أن المفاوضات بشان تشكيل الحكومة مازالت جارية وأنه لم يتم بعد الحسم في عدد الحقائب الوزارية وكتابات الدولة التي ستسند إلى الحركة او الى غيرها من الاحزاب السياسية مشيرا الى ان التوجه العام اليوم في تركيبة حكومة يوسف الشاهد هو نحو الاقرار بتوازن بين تمثيلية الكفاءات الحزبية والكفاءات المستقلة. وشدد العرباوي على ان الحركة تميل الى ترجيح كفة الكفاءات الحزبية على الكفاءات المستقلة والى تمثيل الاحزاب حسب النتائج التي افرزتها الانتخابات باعتبار ان الاحزاب قد تولت القيام بحملات انتخابية والاتصال بالناخبين وفازت في الانتخابات، مذكرا بموقف الحركة من وزارات السيادة ودعوتها الى تحييدها في هذا الظرف بالذات. وبين القيادي بحركة النهضة ان حزبه رشح اسماء نسائية شبابية في تشكيلة الحكومة وانها بالفعل معنية بعدد من الملفات من ضمنها ملف الهجرة الذي تعتبر الحركة انه + يتعين ان يكون تحت اشراف وزارة الشؤون الخارجية ضمانا لحسن الأداء في هذا الملف الذي قد تتولاه كفاءة نسائية من الحركة. فهل ستتجاوز النخب الحزبية والسياسية الصعوبات، الحقيقي منها والمفتعل، وتقبل على تشكيل الحكومة التي تنتظرها استحقاقات كثيرة؟ أم أن عقلية المحاصصة ستسيطر على البعض منها إن لم نقل كلّها وتبقى محلك سر؟