لا شك أن صانع القرار في الغرب اصبح مستعدا لبيع كرامته الأدبية في سوق السياسة اللتي فقدت كرامتها و جعلت من بضاعة التطرف و معادات المسلمين و المهاجرين عموما بضاعة راءجة في هذا العالم المتغير قد نعترف ان معادات المهاجرين و الجالية المسلمة كانت بالامس القريب من اختصاص الاحزاب اليمينية المتطرفة و المعزولة عن سياقها السياسي و لكن تغيرت قواعد اللعبة و اصبحت الاحزاب السياسية البرلمانية هي المشجعة في تكريس هذه الموجة المعادية للمسلمين. الغريب أن التاريخ يعيد نفسه في ثلاثينيات القرن المنصرم عانت الجالية اليهودية في الغرب من هذا الحيف و الظلم حتى قادها الى ابشع المحارق اللتي عرفها التاريخ البشري، خرج الغرب بدرس سياسي لا لعودة العنصرية في منظومته الفكرية و السياسية . يبدو أن هذه الذاكرة تلاشت على الاقل على مستوى من يدير اللعبة السياسية في صناعة القرار السيادي لهذه البلدان و لاحظنا أن صعود اليمين الشعبوي المتطرف في الولاياتالمتحدة و أوروبا الغربية و تهافت السياسيين على أصوات الناخبين جعل من الجالية المسلمة ضحية تجاذبات عنصرية أدت إلى كوارث و اعتداءات اخرها العملية الإرهابية في مسجد في مدينة كيبيك الكندية اول امس السؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن هذا الوضع ؟ استطيع ان احمل المسؤولية لثلاثة اطراف في منظومة العمل السياسي في الغرب: تتحمل الاحزاب السياسية البرلمانية مسؤولية تردي الفكر السياسي و اهتراءه و فقدانه للبرامج و بالتالي جعله يلهث نحو الخطاب الشعبوي العنصري اللذي يقصر له الطريق. احمل هذه الأحزاب البرلمانية مسؤولية عدم جدية التعاطي مع الأطراف الفاعلة في الجالية المسلمة كالمؤسسات و المراكز الإسلامية اللتي تتمتع بقدر من الاحترام في جاليتها و المصداقية في التمثيل و الرهان على أفراد لا رصيد لهم احمل كذلك هذه الأحزاب مسؤولية النفاق السياسي و الرهان على اشخاص و اطراف حتى و إن حملت اسماء عربية او اسلامية كانت وبالا على جاليتها بفعلها المعادي و ملكية في اسلاموفوبيتها اكثر من الملكيين و أفقدت الكثير من الرصيد السياسي اللتي كانت تحتاجه الجالية احمل كذلك المسؤولية الى اعلام عنصري يبث الإشاعات و يشوش على المؤسسات الإسلامية و مراكزها في غياب اعلامي و سياسي للجالية ياسر ذويب: ناشط سياسي و حقوقي مختص في شؤون الجالية المسلمة في كندا مونتريال كندا