المحامي جمال الحاجّي انتبهت إلى قضيّة الأستاذ المحامي جمال الحاجّي من خلال تعاطف الأستاذ منير العدّاسي معه، ومن خلال حملة التعاطف الكبيرة لسلك المحامين الشّرفاء معه، ثمّ من خلال مداخلة النّائب بالبرلمان التونسي المحامي صلاح البرقاوي... وقضيّة الحال تتمثّل كما يبدو من خلال المعلومات الشّحيحة، أنّ الأستاذ جمال الحاجّي، قد فوجئ بوجود مسلّح في حرز بيته. وبالبيت مال الأستاذ المحامي وأهله ونفسه وعرضه. فأراد أن يدافع عن نفسه وعرضه وعن أهله وماله. شأنه في ذلك شأن كلّ غيور على هذه الكلّيات وعلى البلاد، يحميها ضدّ كلّ تهديد وتهوّر وتعدٍّ مهما كان نوعه، دون الغفلة عن التهديد الإرهابيّ المنتعش هذه السّنين في الدّيار. تعجّب الصحابة الكرام من غيرة سعد بن عبادة، الذي لم يستسغ إمهال الذي يقع على زوجته حتّى يأتي بالشّهود الأربعة يشهدون على الواقعة (لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربتُه بالسيف غير مصفح)، فبلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: [أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير منّي]... كان الأستاذ جمال الحاجّي غيورا - بارك الله فيه وزاد من أمثاله - فدفع عن أهله وعن نفسه وعرضه وماله... ولمّا دفع لم يرتكب ما يخلّ بالقانون حسبما بيّن الأستاذ المحامي النّائب بالبرلمان صلاح البرقاوي... فإنّ الفصلين 39 و40 من المجلّة الجنائيّة التّونسيّة، غيوران غيرة سعد بن عبادة ويأخذان غيرتهما من غيرة التونسيّين الذين أخذوا من غيرة نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم وغيرة ربّهم جلّ وعلا وتمسّكوا بتعاليم دينهم [مَن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومَن قُتل دون أهله فهو شهيد، ومَن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد]... فأطلقوا سراح الأستاذ بالقانون، مناصرين غيرته وغيرتنا وغيرة قانون بلادنا على شرفنا وأهلنا وأعراضنا وأموالنا، قبل أن تستفحل فينا الدّياثة ويستولي علينا السّطو ويكثر فينا الخبث. وليس من الإنسانيّة ولا المروءة الاصطفاف مع الأرعن مستبيح الأعراض ضدّ السويّ المدافع عن الأعراض!..