بعد أيام من حديث الصحافة الجزائريّة عن دخول السيسي على الخطّ لإفساد الوساطة الجزائريّة من خلال تهديده باجتياح ليبيا وبعد ذلك دعوته إلى الحوار الليبي الليبي بشكل ماكر، ثمّ تأكيدها بأنّ السيسي المنحاز لا يمكنه أن يلعب دور الوسيط النزيه، كما استنكرت الاستعمال المصري المهين للجامعة العربيّة، وكان الكاتب الجزائري المعروف حسين لقرع تعرّض في مقالته الأسبوعيّة إلى هذه المعضلة، ولعلّ أهمّ ما ورد في المقال " نودّ أن نقول أخيرا إنّ موقف الجامعة العربية المنحاز كليا إلى مصر، يثبت مدى انحدارها وتحوُّلها إلى مجرّد ذيلٍ لوزارة الخارجية المصرية، وأداة في يدها لشرْعنة قراراتها. وهو ما يطرح أسئلة عن جدوى بقاء الدّول الرافضة لانحرافاتها، فيها، ودفع اشتراكاتٍ من أموال شعوبها لهذه “الجامعة” المنحازة المفرِّقة لصفوف العرب، بدل أن تعمل على جمع شملهم وإصلاح ذات بينهم." بعد أيام من ردّ الصحافة الجزائريّة على شطحات السيسي، جاء الردّ الرسمي في شكل رسالة باردة وموجّهة بعناية، صدرت عن الصفحة الرسميّة لرئاسة الجمهوريّة التي أرفقت الخبر التالي" تلقّى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اليوم مكالمة هاتفية من رئيسة جمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية السيدة - Sahle-Work Zewde- خلال هذا الاتصال الهاتفي، أعرب الرئيسان عن ارتياحهما للمستوى المتميّز للعلاقات القائمة بين الجزائر وإثيوبيا، وتبادلا وجهات النظر بصفة معمّقة حول أهم قضايا الساعة في إفريقيا." لا شكّ أنّ التواصل مع رئيسة أثيوبيا في أجواء تخيّم عليها الحرب بين عسكر السيسي والحبشة، ثمّ عدم التطرّق بتاتا إلى سدّ النّهضة، يعني أنّ الجزائر في بداية رسائلها الهادئة وأنّها قد تصعّد وفق الحاجة إلى ذلك، وأنّها تترقّب التعديلات التي ستدخلها على الدستور والتي ستسمح للجيش بالتحرّك خارج حدود البلاد، ثم لكل حادث حديث.. نصرالدّين السويلمي