كانت البداية مع رحلة البحث سنة 1964/مصر/سوريا/ تركيا/ بلغاريا/ يوغسلافيا/ النمسا/ ألمانيا/ فرنسا.. عاد إلى تونس سنة 1969 ثمّ انطلق في العمل على المشروع رفقة إخوانه، مورو/ صالح بن عبد الله/ النيفر/ بن سلامة/ بن سالم/ كرك.... تعرّض إلى سلسلة من المحاكمات /عام 1981 السجن 11 عاما/ عام 1987 السجن مدى الحياة، رفض بورقيبة الحكم وطالب بالإعدام/ عام 1991 السجن مدى الحياة/ عام 1998 السجن مدى الحياة.. 21 سنة في المنفى، لاحقه بن علي ورفع ضدّه العديد من القضايا انتهت كلّها إلى الفشل لكنّه تمكّن من تحريك دبلوماسيته وعلاقاته لمنعه من دخول الولايات المتّحدة، مصر، لبنان، فرنسا، إسبانيا، بل منعه من الحجّ واحدث له العديد من المشاكل مع الدول الأخرى.. غادر الغنّوشي البلاد بعد انقلاب نظام بن علي على نتائج الانتخابات التشريعيّة 1989 والتي قال فيها حمودة بن سلامة " عندما ترشّح الإسلاميّون في القائمات البنفسجيّة اتضحت قدرتهم خلال الحملة الانتخابيّة على التعبئة والحشد وتبيّن أنّهم قادرون على اكتساح البرلمان وقد لا يلتزمون بالنصيب المتفق عليه من المقاعد، الأمر الذي أثار خوف نظام بن علي وانتهى بالاضطرار إلى تزوير الانتخابات وإلغاء الاتفاق مع الإسلاميّين". انتصر الغنّوشي على بن علي سنة 1989 فزوّر الجنرال الانتخابات وشرّده خارج البلاد لمدّة 21 سنة.. انتصر على السياسيّين الجدد سنة 2019 فنصبوا له محاكمة تمّ تمويلها من الخزينة الإماراتيّة... انقلب بن علي سنة 1989 على الانتصار الذي حققه حزب الغنوشي ثمّ قام بتهجيره في سنّ 48 عاما.... لكنّه عاد بعد 21 سنة وحكم البلاد. يحاول خصومه اليوم سنة 2020 الانقلاب على الانتصار الذي حقّقه، وهو على مشارف الثمانين...فهل ينجحون؟ وإن نجحوا! فهل ما زال في العمر بقيّة كي يعود إليهم من بعيد كما عاد إلى جنرالهم؟ إنّه رجل يخوض معاركه بالصبر الجميل.. يحتاج الجمل إلى المساحات... لذلك يعشق الجمل الصحراء ويقاوم العطش ويطوّع المسافات الطويلة، ثمّ إنّه لا يئن إذا ثقل الحمل.... إذا نجحتم اليوم فسيعود إليكم في الليالي البيض، فالجِمال لا تُحال على المعاش.. الجمال تموت بحملها في قلب الصحراء... إذا تماسك فهو ذاك، وإذا تكاثرت عليه وترجّل، سيعود! وإن لم يعد......فذلك قدر الله.. إنّك ميت وإنّهم ميّتون. 1970 شهدت أول مناوشاته مع نظام بورقيبة...... سنة 2020 يخوض معركته ضدّ حلفاء الداخل وبغطاء إعلامي ومالي من محمّد بن زايد.. وهو على مشارف 10/10/10/10/10/10/10/10/... ثمانية عقود وما زال متماسكا أمام فوّهة مدافعهم، مباشرة في الصفّ الأول وبلا صدريّة واقية.. تي ماي أخرتها موت!..