رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" الرضوخ لتهديدات الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام بالاستقالة من مناصبه بالجماعة، إذا لم توقف إجراءاتها الحالية لاختيار المرشد العام الثامن للجماعة خلفا للمرشد المنتهي ولايته محمد مهدي عاكف، بدعوى أنها تخالف لوائح ونظم الجماعة. وقابلت الجماعة بيان حبيب الذي هدد فيه بالاستقالة من مواقعه في التنظيم العالمي ومنصب النائب الأول للمرشد بقرارها المضي قدمًا في عملية اختيار المرشد الجديد في غضون الأيام القليلة القادمة، وهو المنصب الذي تنحصر المنافسة عليه بين الدكتور محمد بديع والدكتور رشاد البيومي عضوي مكتب الإرشاد، وينتظر أن يباشر خليفة عاكف مهام منصبه بحلول منتصف يناير القادم. وقال مصدر إخواني مُقرّب من دائرة صنع القرار بالجماعة، إن قيادات الإخوان لن تستجيب على الإطلاق لتهديدات حبيب والموالين له من المحسوبين على الجناح الإصلاحي، ولن تقوم بوقف إجراءاتها لتسمية خليفة عاكف، خاصة وأن الأمر يحظى بأهمية قصوى تفوق أهمية انتخابات مكتب الإرشاد، لاسيما وأنه لم يبق سوى أيام قليلة على مغادرة عاكف منصبه بحلول 13 يناير القادم. وأشار إلى أنه لو كانت هناك نية للاستجابة لضغوط حبيب وأنصاره لحدث ذلك عندما طالبوا بوقف انتخابات مكتب الإرشاد، الإرشاد مشيرا إلى قول عاكف ردا على تهديد حبيب "إذا كان راغبا أن يأتي ويعمل معنا أهلا وسهلا، وإن لم يكن يريد أن يكون معنا مرحبا به"، وهو ما يعني أن الجماعة على استعداد لقبول استقالة حبيب ولن تراجعه فيها. ورأى أن الموقف الذي أعلنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق عبر فضائية "الجزيرة" برفضه أي انشقاق في صفوف الجماعة وإعلانه موافقته على الإجراءات التي تمت في الانتخابات قد ساهم في إضعاف موقف حبيب والإصلاحيين وجعل الجناح الآخر- المحافظ- لا يبالي أو يهتم بصراخ حبيب وأنصاره. من جانبه، أكد المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف ل "المصريون" في تعليقه على تهديدات حبيب بالاستقالة، أن لا أحد يستطيع إجبار الجماعة على تغيير موقفها بشأن اختيار المرشد الجديد، رافضًا اعتبار تهديدات نائبه الأول دليلاً على وجود أزمة داخل الجماعة، موضحًا أن الحديث عن أزمة لا أساس له من الصحة، واعتبر أن تهديدات حبيب أمر داخلي ولا علاقة لأحد به. ونفى عاكف وجود مطالب لقيادات الإخوان أو جيل الشباب بالجماعة لإعادة انتخابات مكتب الإرشاد، ما يتردد بهذا الخصوص شائعات يُرّوج لها الإعلام "المغرض"، وأنه يعلم جيدا أن أفراد الجماعة لا يقومون بمثل هذه الأفعال، واستطرد قائلا: لو فرض صحة ما يقال فهذا ليس من حق احد وما حدش يقدر يغير الانتخابات، لأن الجماعة لها مكتب إرشاد ومجلس شورى وهما من يقرران هذا. من جهته، اعتبر الدكتور محمد جمال حشمت القيادي الإخواني البارز أن تهديدات حبيب بالاستقالة من جميع مناصبة داخل الجماعة ليست بالجديدة لأنه سبق وأعلن هذا بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد، وعاتبه للجوئه للإعلام، قائلا: كان من المفترض عليه أن يعبر عن مطالبه داخل الجماعة وليس في تصريحات للإعلام، خاصة وأن الأمر يتعلق بشأن داخلي للجماعة. وحث حشمت قيادات الجماعة على عدم اللجوء للإعلام خلال الفترة المقبلة، والتركيز على فكرة الحوار الداخلي التوافقي بعيدا عن الإعلام، وتابع: أظن أن هذا يتم الآن وتوقع أن تحل كافة المشاكل في الفترة المقبلة، وقال تعقيبا على التلاسن بين حبيب والمكتب الجديد للإرشاد إن المسألة في طريقها إلى الحل. وكان حبيب أصدر بيانًا هدد فيه بالاستقالة من مواقعه في الجماعة بعد فشل المفاوضات التي قام بها الدكتور سعد الكتاتنى والدكتور محمود حسين عضوا مكتب الإرشاد معه بأسيوط، بعد تمسكه بمطلبه بوقف الانتخابات وأن يتولى منصب المرشد بعد مغادرة مهدي عاكف موقعه يوم 13 يناير. إلى ذلك، أكد عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان أن المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما يحدث حاليا على الساحة الإخوانية ولن يتدخل بأي صورة فيما يحدث حاليا داخل الجماعة بسبب قضية الانتخابات، وأن يراقب التطورات من داخل السجن كأي متابع خارج الجماعة. وردا على الأنباء التي ترددت عن انحياز الشاطر لجناح المحافظين، طالب عبد المقصود المرددين لذلك أن يكفوا عن ترديد هذا الكلام وأن يعملوا كل ما في وسعهم للإفراج عنه بعد أن أمضى ثلاث سنوات في غياهب السجن بموجب حكم محكمة عسكرية استثنائية دون أن يرتكب أي جريمة