ومن المحاور الرئيسية لهذا البرنامج الضخم جعل عام 2010 سنة مكافحة الأمراض السرطانية إذ يتم سنويا تسجيل 12 ألف حالة جديدة منها سرطانات الرئة والثدي وعنق الرحم المرتبطة بالتدخين ويتركز برنامج مكافحة الأمراض السرطانية في العام الحالي على 3 محاور أساسية تتمثل في دعم الكشف المبكر زيادة عن التثقيف الصحي بخصوص السلوكيات والعوامل المسبّبة لهذه الأمراض ومنها -تحديدا- التدخين المسؤول عن أغلب الأمراض السرطانية وعن وفاة 20 تونسيا يوميا نتيجة ادمان هذه الآفة. كما يتمثل في تدعيم شبكة المؤسسات الاستشفائية المختصة وذلك في إنجاز أربعة مشاريع جديدة هي مركز الأمراض السرطانية بأريانة، والأقسام الإقليمية للأمراض السرطانية بكل من جندوبة وقابس وقفصة مع مواصلة دعم الأقسام الحالية بكل من تونس وسوسة وصفاقس لتخفيف الضغط عن معهد صالح عزيز وتقريب الخدمات من المواطنين في أغلب المناطق...
أمراض خطيرة ويساهم التدخين بنسبة 40% في الإصابة بالسرطان كما أن 90% من الإصابة بسرطان الرئة المدرج في المراتب الأولى ضمن قائمة الأمراض الخبيثة سببه السجائر والشيشة، وتسبب التدخين في انتشار هذه الأمراض بين مختلف الفئات العمرية والإناث والذكور وخاصة الشباب فالتدخين مسؤول عن عديد الأمراض على غرار انسداد العروق وأمراض القلب والشرايين...
مدمنات الشيشة وتؤكد التقارير الطبية أن انتشار التدخين (.35% من الكهول يدخنون) لم يساهم فقط في الإصابة بسرطان الرئة بل أيضا في الجلطات لدى صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و40 عاما وهي ظاهرة جديدة فالجلطة كانت تصيب المريض عن سن 55 عاما فما فوق وإدمان التدخين جعل الإصابة بها في عمر مبكر خاصة لدى الإناث بسبب إدمانهن على الشيشة. وستتواصل وزارة الصحة العمومية العمل على مكافحة التدخين ودعم التحسيس لدى مختلف الشرائح العمرية مع تسهيل النفاذ إلى خدمات المساعدة على الاقلاع عن التدخين وتفعيل قانون منعه في الفضاءات العمومية بالانطلاق في تطبيق أمر 14 سبتمبر 2009 المتعلق بتحجير التدخين بالأماكن ذات الاستعمال الجماعي كالمطاعم والمقاهي الذي يدخل حيز التنفيذ في منتصف مارس 2010 إذ عقدت النخبة الوطنية لمكافحة التدخين هذه الأيام اجتماعا سطرت فيه ملامح الحملة التحسيسية والإعلامية التي تستهدف أصحاب هذه الفضاءات لتذكيرهم بالأمر المذكور وحثهم على تطبيقه لأنه لم يعد يفصل عن ذلك غير شهرين ونيف ولو أن بعض المقاهي في العاصمة بدأت في إعداد العدّة لتقسيم فضائها لنصفين واحد خاص بالمدخنين والثاني لغير المدخنين. وللمساعدة عن الاقلاع عن التدخين تم سنة 2009 تكوين 2000 طبيب في القطاعين العمومي والخاص منهم 105 خُصّوا بتكوين معمّق وفتحوا عيادات للإقلاع عن التدخين خلال شهري جوان وجويلية الماضيين إلا أنه رغم قصر المدة أقبل على هذه العيادات 10 آلاف مدخن 40 بالمائة منهم ودّعوا عالم السجائر والشيشة إذ تمّ توفير أدوية المعوّض النيكوتيني مع تمكين المعوزين والطلبة والحوامل والكهول الذين يعانون أمراضا مزمنة من العلاج والأدوية رغم غلائها -مجانا- ويتوفّر ذلك في 126 عيادة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين منتشرة في كامل أنحاء الجمهورية.