المخرج التونسي شوقي الماجري يصوّر أنفاق غزة في كهوف الرديف
تونس - الحوار نت - من مدرّجات الجامعة التونسيّة إلى رحاب كليات الفنون ببولونيا، ومنها إلى دمشق.. رغم أنّ هذه هي المعالم الكبرى للرحلة التي شكّلت مسيرته،، إلا أنّها ليست كل مسيرة المخرج التونسي شوقي الماجري، بل تخلّلتها عدّة محطات أخرى لم تكن بالغة التأثير في تاريخه الفني وفي علاقته بالكاميرا بلاغة فارسوفيا ودمشق.
الماجري الذي ساهم في نهضة الدراما السورية، والذي طوّره وصقله الاحتكاك بكبار مخرجي سوريا على غرار نجدت إسماعيل أنزور، هشام شربتجي، يوسف رزق، باسل الخطيب وغيرهم.. يكون قد حقق نجاحات كبيرة في ما قدمه من أعمال صنعت له اسما وحصد بفضلها العديد من الجوائز.
المخرج صاحب الأعمال المحبوكة التي انتصر لها النقّاد أكثر ممّا تقبّلها الجمهور، منكبّ منذ مدّة على الإعداد لفيلم "مملكة النمل"، هذا العمل الذي يتناول القضية الفلسطينية، ويعالج الأنفاق ودورها كشريان حياة للكثير من أهل غزة بل لغزة بأكملها.
العمل الذي سيتمّ تصويره بين كهوف الرديف والكاف ومناطق في بنزرت، حصل على دعم من وزارة الثقافة التونسية يقدّر ب500 ألف دينار، ورغم أنّ فكرة العمل نضجت وتمّ الإعداد لأهم عناصرها وهي جاهزة للتصوير، إلا أنّ الماجري ما فتئ يؤجل لعدّة عوامل قد تكون خارجية، وبما أنّ التصوير من المفترض أن ينطلق قريبا فإنّ التخمينات ترجّح أن يُدخل الماجري بمعيّة شريكه في صياغة النص الكاتب الفلسطيني خالد الطريفي بعض التعديلات على السيناريو ليتماشى مع المستجدات الملحة المتمثلة في الجدار الفولاذي العازل، حيث من الصعب أن يمضي شوقي في سيناريو معدّ منذ مدّة متجاهلا حدثا خطيرا ومؤثرا مثل الجدار المصري.
إذا كان من المتوقع أن تمضي سوريا في وعدها بدعم الفيلم ماديا، فإنّ الجانب المصري قد يتراجع في ظل - مهزلة الفولاذ - وتداعياتها المحتملة. يذكر أنّ الجانبين المصري والسوري كانا قد تعهّدا بدعم قيمته مليوني دينار إسهاما منهما في دفع الفيلم وتذليل الصعوبات المادية أمام الماجري.
المخرج التونسي الشاب سبق وأن قدّم عدّة أعمال درامية حقق من خلالها الإضافة، وأسّس لطابعه الخاص متجنبا استنساخ التجارب السابقة للكفاءات التي سبقته في الميدان، وكانت أبرز هذه الأعمال... أبناء الرشيد، الاجتياح، أبو جعفر المنصور، هدوء نسبي، الحجاج..