تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور مصطفى الغنيمي فى حوار يتسم بالصراحة
نشر في الحوار نت يوم 06 - 01 - 2010


04/01/2010

أزمة تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد .
اللجوء لوسائل الإعلام والخروج للفضاء المفتوح !
هل شهدت الإنتخابات توجيه أو مخالفات إجرائية ؟
إشكالية اللائحة ، ومستقبل د/ حبيب ، ود/ أبو الفتوح فى الجماعة بعد الخروج من مكتب الإرشاد .
تداعيات الأزمة وتأثيرها على وضع الجماعة فى الخارج ، ومساندة القضية الفلسطينية.
حوار : عمر الطيب


الحوار كان مفاجئاً فى الحقيقة ، ولم يكن هناك وقت لإعداد وتجهيز التساؤلات ، أو لتحضير إجابات ، لذا كان جريئاً فى الطرح ، لم يكن المكان غريباً علي ، فمنذ أشهر قليلة زرنا نفس المنزل وجلسنا على نفس المقعد ، وحاورنا زوجة د/ مصطفى بعد إعتقاله أثناء مرضه ، على خلفية الفعاليات المناصرة لقطاع غزة ، وهو الحوار الذي ظهر فى عددٍ من وسائل الإعلام داخل وخارج مصر ، لم أهنئ الدكتور بعضوية مكتب الإرشاد ، قلت له أعانك الله عليها ، وبدأت الحوار ، وللحق كانت الإجابات منظمة ومرتبة ، وواضحة وجريئة ، وإن ظنها البعض حادة .


**س: قضية تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد كانت بداية الأزمة ألم يكن الأولى تجاوزها ؟

ج: في الحقيقة أن واقعة د/ عصام العريان حدث فيها لبس شديد ، فبعد وفاة أ/ محمد هلال رحمه الله خلا مكانه في مكتب الإرشاد ، وكان لدى فضيلة الأستاذ عاكف رغبة شخصية في أن يحل د/ عصام العريان محل أ/ هلال رحمة الله عليه ، وطرح هذا الأمر على أعضاء المكتب ، و بالمناسبة طبيعة الأستاذ لمن لا يعرفه هو أحيانا يحتد ولكن قلبه أنقى من ماء السحاب ، فسرعان ما تنتهي الأمور في دائرة الحب والترابط والتوقير لإخوانه ، ويقينه فيهم وبهم .

الإخوان أعضاء المكتب قالوا نعود إلى اللائحة فلما عادوا إلى اللائحة وجدوا النصوص واضحة جداً : أنه في حالة خلو مكان أحد الأعضاء ، يحل محله التالي له في الأصوات في نفس الانتخابات ، بشرطين الشرط الأول: أن يكون من نفس الفئة. والشرط الثاني: أن يكون قد حاز 40% من الأصوات فأكثر في نفس الانتخابات التي جاءت بالأستاذ هلال رحمه الله.

الشرط الأول لا ينطبق على د/ عصام لأنه ليس من الفئة ، والمقصود بالفئة الحصص التي تحددها اللائحة للقطاعات الجغرافية المختلفة ، د/ عصام من القاهرة الكبرى ، والأستاذ محمد هلال من المنصورة .

وكذا الشرط الثاني لا ينطبق : فالانتخابات التي أتت بالأستاذ هلال ليست هي نفس الانتخابات التي حصل فيها د/ عصام على أكثر من 40% ، فهذا لا يجوز من الناحية اللائحية.

وكان الاعتقاد السائد لدى أغلب أعضاء المكتب أنه لو تم التصعيد بهذا الشكل لأصبحت هناك خروقات لائحية واضحة ، هذا بالإضافة أيضاً إلى أن الانتخابات القادمة كانت قريبة جداً ، وإذا دخل د/ عصام فإنه سوف يكمل الفترة الباقية من فترة أ/ هلال وهي حوالي شهر أو شهرين ، فكأني أدخل الدكتور عصام المكتب لمدة شهر أو شهرين ، وبعد ذلك أدخله الانتخابات ، لذلك كان القرار هو إرجاء هذا الأمر حتى موعد الانتخابات القادمة خاصة أنها على الأبواب.

الأمر الثالث: أن أخونا د/ عصام نفسه على غير ما أشاع الإعلام ، كان الأمر مستقرا تماماً عنده ، ويرى ما يراه المكتب وصرح بذلك ، وانتهى الأمر عند هذا الحد ، و لم تكن هناك ضرورة لتصعيد الموضوع أبعد من ذلك كما فعل الإعلام ، وللأسف الشديد تأثر به بعض الأخوة الغير ملمين بحقيقة الأمر .

أيضاً أريد أن أوضح أن: قصة الإجماع لم تكن موجودة ، فكل الموجودين كانوا تسعة ، وليس كل أعضاء المكتب ، والأستاذ استطلع أرائهم فرداً فرداً ، وليس في جلسة مكتب والإعلام قال عكس ذلك .

ولقد نزل فضيلة الأستاذ في النهاية على رأي إخوانه ، وإذا كان البعض ركز الضوء على الجانب السلبي للقضية ، فأنا أرى أن بها إيجابيات كثيرة ، فنحن نقدم نموذجاً رائعاً للمجتمع المصري لم يتعلمه ولم يتعوده ، فأعلى سلطة في الجماعة تقول رأياً لا يؤخذ به ، فتنزل على رأي الجماعة ، أليست هذه هي الشورى والديمقراطية التي يتشدقون بها ، فنحن نرحب بالرأي والرأي الأخر ، وينزل الأستاذ في النهاية على رأي الشورى في الجماعة ، والأستاذ ضرب المثل الأعلى والعظيم في هذا الجانب.


** س: نقلت وكالة الأنباء الفرنسية يوم 20 أكتوبر عن د/ محمد حبيب قوله "أن الأستاذ المرشد تخلى له عن معظم صلاحياته" وقد لقي هذا الخبر اهتماما كبيراً في معظم العواصم العربية والغربية كما يؤكد د/ بشير نافع هل هذا الموقف تحديداً كان بداية دخول د/ حبيب إلى عمق الأزمة؟

ج: أريد أن أؤكد على شيء ، أنه حسب نصوص اللائحة ، أن نائب المرشد ، سواء كان النائب الأول أو الثاني أو أي فرد ينيبه الأستاذ يأخذ من الصلاحيات ما يحدده له فضيلة المرشد ، وفي حالة غياب المرشد يقوم النائب مقامه واللائحة تنص على هذا ، فقضية انه فوض الدكتور حبيب في بعض صلاحياته ليس جديداً ، إنما هو قديم قدم اللائحة .
ووكالات الأنباء تداولت هذا الخبر لأن الأستاذ أبدى رغبة حقيقية في أن ياخذ قدرا من الراحة (أجازة) حتى يحين وقت انتهاء ولايته في 13 يناير ، هي إذاً أجازة وليست استقالة أو إفساح المجال لأخر كما أشاع الإعلام ، ولقد نفى الأستاذ موضوع استقالته هذه في نفس اليوم في البيان الذي نزل على الموقع.

أما الإخوان فرأوا أن الأجازة غير مقبولة في هذه الفترة حتى لا تفسر الموضوعات بتفسيرات خاطئة ، فرجع الأستاذ عن هذه الرغبة نزولا على رأي أخوانه وكان يباشر جميع مهامه في المكتب يوميا.

أما أن يقوم د/حبيب ببعض صلاحيات الأستاذ فهو أمر موجود في اللائحة وليست أمراً جديداً ، وما تناقلته وسائل الإعلام كان على غير الحقيقة ، فالدكتور حبيب لم تنزع منه صلاحيات كما أنه لم تضف إليه صلاحيات لم تكن موجودة من قبل .


**س: الباحث محمد المختار الشنقيطي كتب فى الجزيرة مقالاً بعنوان "الإخوان المسلمون من التنظيم المغلق إلى الفضاء المفتوح" .. ففي تلك الفترة زاد التواجد المكثف ل د/ حبيب في وسائل الإعلام ، وكان يرسل من خلالها رسائل ضمنية ، د/ حبيب كان مع تأجيل الانتخابات ، ود/ عزت كان مع التعجيل !! هل الخلافات هنا كانت في الأفكار والرؤى والتوجهات أم في أولوية الوصول للمناصب؟

ج: منذ شهر يوليو 2009 أخذ مكتب الإرشاد قراراً بإجراء الانتخابات ، وهذه الانتخابات كانت مؤجلة بسبب الظروف الأمنية وحملات الاعتقالات المتكررة بحق الإخوان ، وترك تحديد وقت إجراءها للمكتب في أي وقت يراه مناسبا .

**س: هو مجرد قرار ، ولكن لم يكن هناك تحديداً لتوقيت محدد لإجراء الانتخابات؟

ج: كان يمكن أن تجرى في اليوم التالي للقرار أو بعدها بأسبوعين أو شهر أو أكثر .. الجميع كان متفق على ذلك بمن فيهم د/ حبيب نفسه.


**س:إذا كان هناك إتفاق إذاً لماذا كان اللجوء لإجراء استطلاعات الرأي؟

ج: القصة بدأت حين اختلف بعض الإخوة حول التوقيت الذي تجرى فيه الانتخابات ... البعض قال نجريها الآن ، وعددٌ آخر رأوا أن تؤجل الانتخابات إلى شهر يونيو القادم ، والبعض رأى تجاوز فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتأجيلها لمدة عام .

ولما لم يصل المكتب إلى قرار ، قرروا استطلاع رأي مجلس الشورى العام لحسم هذا الأمر.

وكان الاستطلاع حول ثلاثة أراء ، حصل الأول على 37 صوت ، والثاني على 32 صوت ، والثالث على 16 صوت ، وكان المنطقي أخذ الرأي الذي حاز على غالبية الأصوات ، لكن د/ حبيب كان يرى جمع الرأيين الآخرين المطالبين بالتأجيل ، واختلفت معه في ذلك غالبية أعضاء المكتب بمن فيهم الأستاذ المرشد ، فنزل استطلاع جديد حول نقطتين محددتين بناء على رغبة د/ حبيب ، رغم أن الأستاذ كان يرفض ذلك لعدم شغل الصف في قضية الاستطلاعات النازلة والصاعدة ، وكذا لمخالفته قناعات أغلبية أعضاء المكتب .

وجاءت النتيجة 57 صوت مع التعجيل ، في مقابل 31 صوت مع التأجيل لمدة 6 شهور وامتناع عضو .

فلم تكن هناك ثَمة أزمة حقيقية في هذا الجانب ، ولم يكن د/ حبيب بعيد عن الأحداث بل كان جزء منها ، أو يمكن القول أنه كان صانعاً لها .


**س: إذاً لماذا كان اللجوء لوسائل الإعلام ؟؟ ليس فقط من د/ حبيب ، فالكثير من أعضاء مكتب الإرشاد ، وباقي القيادات كانت لهم إفادات وتصريحات وحوارات في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ؟؟

ج: هناك شقين في التعامل مع وسائل الإعلام .

الأول اضطراري نتيجة ملاحقات وسائل الإعلام وحرصها على معرفة التفاصيل ، خاصة أن تلك الوسائل تحصل على معلومات منقوصة نتيجة التصنت والمراقبة والملاحقة لنا ليل نهار .

والثاني هو تطوع البعض للإدلاء بالتصريحات.

فالبعض يكون موفقا، والبعض الآخر ربما يجانبه التوفيق في بعض المعاني والعبارات.

والتوفيق هنا يكون بأن يصرح الفرد بما استقر عليه الأمر وتوافق عليه الجميع، أما نقل ما يتم من مداولات بشأن أي موضوع من الموضوعات عبر بعض أخواننا ، ( وليس عبر الأمن) فهذا لا يجوز ، فهذه المداولات من خصوصيات العمل، ولا توجد مؤسسة تسمح بنقل ما يجري بها من مداولات على الهواء مباشرة ، لا بد هنا من الحرص على مصلحة الجماعة وليس الحديث لمجرد الحديث تحت زعم الشفافية.


**س : إذاً هل يمكن التأكيد على أن هذا الأمر كان أمراً طارئاً وتم تجاوزه ؟؟

ج: نعم ، فحتى الحزب الوطني لا يقبل أن يتم نقل ما يحدث داخل أروقته على الهواء ! هذه أخلاق لم نتربى عليها ولم نعرفها داخل أروقة العمل الإخواني منذ نعومة أظفارنا.

الاختلاف في الرأي له آدابه ، ومن هذه الآداب ، أولاً التجرد الذي ليس للنفس حظ فيه ، الثاني : ابتغاء مصلحة الدعوة والجماعة ، الثالث : النزول على رأي الإخوان المتفق عليه ، الرابع : تبنى رأي إخواني والمدافعة عنه بقوة ، لا الخروج والقول أن رأيي كان كذا وكذا ، والأخير عدم نشر تفاصيل ما حدث .

وعليه أؤكد أن البعض كان صائباً في التعامل مع وسائل الإعلام والبعض جانبه الصواب مع حسن الظن بهم ، ودعاءنا ونصحنا لهم .


** س :هل كان الظهور المتكرر لكلاً من د/ محمد حبيب ، ود/ عبد المنعم أبو الفتوح السبب الرئيسي في خسارتهما لعضوية مكتب الإرشاد ؟؟

ج: هذا أمر مستبعد ، وما الذي تسبب في خروج كلا من الشيخ / محمد عبد الله الخطيب ، والأستاذ / صبري عرفه .

وهذين الأخوين أصحاب كفاءات وهمم عالية ، ومن مؤسسي العمل ، ونحن ارتضينا مبدأ الشورى في العمل داخل هذه الجماعة ، والشورى عندنا ملزمة هذا خيارنا الفقهي ونزلنا إلى مجلس شورى عام الجماعة في إنتخابات داخلية واضحة ومحددة وبمنتهى الشفافية والنزاهة ، وقال كل فرد رأيه بمنتهى الأمانة والوضوح ، وبسرية تامة ، و اللجنة المشرفة على الانتخابات كانت على قدر عالي من الحيدة والنزاهة ولم تسمح لأحد بالاطلاع على النتائج إلا مع إعلان فضيلة المرشد لتفاصيلها ، وطبيعة أي إنتخابات فى الدنيا أنها تُخرج البعض من الأفراد ، وتُدخل البعض الآخر ، ما الجديد في هذا ، مع احتفاظنا لجميع الأخوة بمكانتهم ، فلماذا يتم تسليط الضوء على د/ حبيب ، ود/ عبد المنعم فقط .

مع العلم بأن الدكتور عبد المنعم كان قد أبدى عدم الرغبة في الترشح لعضوية المكتب ولا موقع المرشد في هذه الانتخابات.


**س :د/ محمد حبيب كان النائب الأول للمرشد ، وكان على وشك أن يتولى مسئولية مكتب الإرشاد !!

ج: في النهاية أنا أحترم أراء الإخوان ووجهة نظرهم في الاختيارات ، والإخوان في مجلس الشورى العام إذا أتوا بأي أخ فأهلاً وسهلاً به ، ومن سيرتضيه الإخوان ليكون عضوا في المكتب فسوف ندعو له بالتوفيق والسداد .


**س:ألم يحدث توجيه في الانتخابات ، بمعنى آخر : ألم يتم توجيه الأفراد للتصويت لصالح أفراد بعينهم ؟؟

ج: هذا السؤال إذا خرج من أحد آخر غيرك لم أكن لأجيب عليه .


**س:هذا الكلام تم طرحه مراراً وتكراراً في وسائل الإعلام ، ونريد توضيح الصورة ؟

ج: هذا الكلام لا يليق بأي حال من الأحوال ، فأي توجيه تم ؟؟ ولمصلحة من ؟؟

أولاً : إخوان مجلس الشورى العام أخوة في غاية النضج والرشد ونحسبهم متجردين وعلى تقوى وعلى ورع ، وقضية أن الأخ يوجه ، تقليل من شأنه لانرتضيه لأي منهم!

ثم لماذا أوجهه ؟؟ البعض يتصور أن في هذا الأمر مغنم ، فأي مغنم هذا ؟؟ نحن تربينا على أن كل من يصعد في المسئولية يقترب من المحن والابتلاءات ، ومن الإجهاد في العمل ليل نهار وليس فيها أي مغنم دنيوي ، وما نرجوه هو ثواب الله في الآخرة.

ليس هناك أي مغنم على الإطلاق ، ومن يقيس الأمور بهذه المقاييس مردود عليه ، مقاييسنا مختلفة تماماً ، نحن وجميع الإخوان نرى أن تحمل المسئولية ، يكون أمام الله ، قبل أن تكون أمام الإخوان ، ومن وُلي من أمر المسلمين شيء ، ولم يكد ويتعب ويجتهد فيه لم يرح ريح الجنة ، القضية مرتبطة بمساءلة شديدة يوم القيامة ، وسيدنا عمر كان يرى أنه سيسأل عن دابة عثرت في العراق فما بالنا بأمر مثل هذا !!


** س:بمعنى أن هذه الانتخابات لم تشهد أي مخالفات لائحية ؟

ج: أنا أزعم ، بل أقر أن الانتخابات لم تشهد أي مخالفات لائحية ، ربما هناك بنود في اللائحة نود أن تتغير وتتطور ، وهذا أمر طبيعي ، إنما لم تشهد أي مخالفات لائحية على الإطلاق بشهادة الدكتور المستشار / فتحي لاشين في أكثر من موضع .


**س:هناك كلام تردد مفاده أن د/ محمد حبيب كان مع تأجيل الانتخابات حتى يتولى مسئولية المكتب من يوم 13 يناير خلفاً للمرشد الحالي ، ويقوم بضبط أوضاعه ، لكن د / محمود عزت رأى التعجيل بها حتى يقطع عليه الطريق ، كيف تفسرون ذلك ؟؟

ج: نحن نحسن الظن بأخينا د/ محمد حبيب وله مكانة في نفوسنا لا تهتز بأي حال من الأحوال ، وتاريخه عندنا تاريخ مشرف ومضيء ، وأنا شخصياً حُبست معه ثلاث سنوات في أيام المحاكمة العسكرية ، وكنت أرى فيه نعم الأخ الصادق الصابر المحتسب والمجاهد فى بذله وتضحياته وخدمته لإخوانه ، أنتم لم ترونه وهو يمسح البلاط ، ويغسل الأطباق داخل السجن ويسارع في خدمة إخوانه مثله مثل أصغر أخ ، وأنا أكُن له كل احترام و تقدير ، ولا أتصور أن هذا الأمر كان في ذهنه . أظنه كان لا ينظر إلى نفسه بأي حال من الأحوال وإن كنا في النهاية بشر ، أنا لا أنزه نفسي عن الخطأ ولا أنزه الآخرين ، إنما الدخول في النوايا أمر لا يعلمه إلا الله عز وجل .

أما أن د/ حبيب أو غيره ظهرت منهم بعض التجاوزات في الصحف أو في الأقوال أو الأفعال فكل شيء يوضع في حجمه الطبيعي ، ويوزن بميزانه الصحيح ، ونحن كإخوان تعلمنا فيما بيننا أن الأخ إذا أخطأ فهذا أمر وارد وله حق المراجعة والنصح والتوجيه ، وصدورنا وقلوبنا مفتوحة له في كل الأوقات .

أي أخ يريد أن يعمل ويبذل ويضحي في أي وقت كما كان يعمل ويضحي من قبل فمواقع العمل بالجماعة كثيرة وأهلاً وسهلاًُ به .

أما د/ محمود عزت فهذا الأمر في غاية الغرابة بالنسبة له ، فأنا أعرفه منذ زمن بعيد مثال الأخ الصادق التقي الورع الذي يحرص لا أقول على الألفاظ وإنما على الإشارات والتلميحات من قريب أو بعيد ، فهذا الأمر مقطوع به تماماً ، نحسبه ولا نزكيه على الله ، مثال للأخ الصادق المخلص لكل إخوانه وهو محب ل د / حبيب وغيره ، وكم من مرة ذهب إلى د/ حبيب ووقف ببابه أثناء هذه الأزمة فترات طويلة ، وكان يقول هذا أخي وأنا أحق به من غيره ، وهو لا يذكره إلا بخير ، وفى النهاية إذا أخطأ أخ منا فنحن بشر ، ولكن كل خطأ في دائرته سيجد له من يصححه ويوجهه ويمد له يد العون ويدعوا له بظهر الغيب ومكانة د / حبيب عندنا لن تتغير مهما حدث .


**س: ما هو وضع د/ حبيب ، ود/ عبد المنعم داخل الجماعة حالياً بعد خروجهم من مكتب الإرشاد ؟؟

ج: نحن نحسبهم على خير .

د /عبد المنعم من الهامات العالية داخل الجماعة ، وتاريخه ناصع ومشرق عندنا منذ زمن بعيد وحتى الآن وسيظل هكذا ، ولعل كلامه الأخير في قناة الجزيرة كان واضحا ومحدداً ، وأنه ابن هذه الدعوة وسيظل فيها إلى نهاية عمره نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله ونحسب أنه من الصادقين الأوفياء المخلصين الذين بذلوا الكثير في هذه الدعوة ، وأنا شخصياً تعلمت منه الكثير ، وكذلك الوضع بالنسبة لأخينا د/ حبيب ، قبل التلويح بالاستقالة قال أنه ابن هذه الدعوة وأنها محبوبته ومعشوقته ، وأنا أعرف د حبيب جيداً ، حتى أن استقالته أو تنازله عن بعض مواقعه التنظيمية ليس معناه بأي حال من الأحوال التخلي عن دعوة الإخوان ، بل هو كما قال سيظل خادما للإخوان ولدعوة الإخوان ، وهذا ظننا به ، وفي أي وقت مكانته محفوظة إذا أراد أن يعمل في أي مكان أو من أي موقع ، فالجماعة جماعته وهو ابن هذه الدعوة ، ولا نعتقد كما يراهن البعض على الانشقاقات ! د/ حبيب أبعد من هذا تماما في قلوبنا وفي نفوسنا.


**س:هل كان هناك ضيق أفق في التعامل مع الأزمة أم أن وسائل الإعلام هي التي ضخمتها ؟

ج: أعتقد أن من يقترب من هذه الأحداث برمتها سيدرك من الوهلة الأولى عظم هذه الدعوة ورُقي الإجراءات التي تمت فيها ، بل شيء مشرف لأي أخ ينتمي لهذه الدعوة ولأي مواطن صالح يحب مصر أن يجد في مصر مثل هذا الفصيل الذي يعمل بروح الشفافية والحب والتكامل فيما بينهم وبين بعضهم ، ويستوعبون الاختلافات والتباين في الرؤى بهذه الرحابة ..

أما قضية الإعلام يقيني كما هو يقين الكثيرين أن الإعلام ضخم هذا الأمر بغض النظر عن الأهداف والنوايا التي تقف ورائه وربما كان يراهن على أشياء معينة مثل انشقاقات ونزاعات وخلافة ، وحتى الآن ما زال يراهن ، فهو لا يراقب الأحداث فقط وإنما يحاول صناعة قناعات لدى الناس ، وذلك بتكرار الأخبار على الآذان ليل نهار ، والزعم بأن هذا محافظ وهذا إصلاحي وهذا قطبي ..

لكن الصف الإخواني يقظ وأوعى من ذلك بكثير ، وهو يعرف أهداف الإعلام ، وشعب مصر الطيب يعرف الإخوان الذين هم جزء من نسيجه ، ويحتك بهم في المصالح والنقابات والجمعيات الخيرية ومجالس الشعب والشورى ، وأعضاء مكتب الإرشاد من هذه النوعية ليسوا أصوليين ولا محافظين ولا منغلقين، بل هم أكثر الناس انفتاحا على المجتمع ، وكما قال د/ أبو الفتوح في الجزيرة د/ محمود عزت أستاذ جامعي والآف من الطلية تخرجوا على يديه أطباء ، وخرج في مسيرات التصحيح والقضاء وخلافه كيف يكون انغلاقيا أو انعزاليا ؟؟هو من أكثر الإصلاحيين في المكتب ، وإن كان لا يوجد لدينا مثل هذه التصنيفات .


**س:ما هي تداعيات هذه الأزمة ؟؟ البعض يرى أن الجماعة مقبلة على فترة إنكفاء على الذات لتصحيح الأخطاء وتصويب الإجراءات ، وإعادة اللحمة إلى الصف مرة أخرى؟

ج: هذا أمر مستبعد تماماً فالجماعة تحكمها خطة واستراتجيات عامة وأهداف مرحلية ومتوسطة ، وهذه الخطة يتبناها مكتب الإرشاد الحالي والمكاتب الإدارية وكل تشكيلات الجماعة ، وهذه الخطة معلنة وموجودة ومن حق الناس الإطلاع عليها ونرحب بآرائهم ومقترحاتهم عليها .

نحن نعمل عمل مؤسسي تبعاً لمنهج وخطة وأهداف ومراحل وليس من حق المكتب الجديد اختراع خطة ، بل هو ملتزم بما اتفق عليه ، وهناك نظم ولوائح تحكم حركته .

والإخوان جماعة دعوية تتواصل مع المجتمع كله بكل مؤسساته ، وهي تهدف إلى تربية المجتمع وإعادته إلى الإسلام فكيف ننعزل عن المجتمع وننكفأ ، فهذا يتعارض مع الأهداف والمبادئ التي أنشئت من أجلها الجماعة.


**س:إذن لن يحدث أي تغيير ؟

ج: إن شاء الله سيحدث تغيير للأفضل برعاية الله ومعيته وبفضل المخلصين من أبناء الدعوة وأبناء مصر ، فنحن لا نعمل في جزر منفصلة ، نحن جزء من هذا الوطن وتحقيق الأهدف لن يكون إلا بالتلاحم مع أبناء الوطن.


** س: إنتخابات الجماعة الإسلامية في لبنان التي أسفرت عن فوز د/ إبراهيم المصري ، وذلك خلفاً للشيخ/ فيصل مولوي مرت في غاية الهدوء ؟ هل ما حدث في مصر خلال الفترة الماضية بما يخص الإخوان سيؤثر على صورة الجماعة في الخارج؟

ج: أعتقد بفضل الله تعالى أن الخارج والداخل ، وعلى الأخص الخارج يرقُب ماحدث بعين كلها رضا وحب ، وهناك رسائل كثيرة جاءت من هنا وهناك ، والكل سعداء بما تم من إجراءات ، ويرون في الجماعة نموذجا يحتذي خصوصا أن التباين والاختلافات استوعبتها الجماعة وتجاوزتها ، ووصلت لتنفيذ الانتخابات في ظل روح من التواد والتراحم وما صدر من بعض التصريحات لن يعطل المسيرة و الجماعة ستتحرك قدما للإمام .


**س:في هذا التوقيت يمر عام على العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، شهدنا تفاعلات وتظاهرات في كل دول العالم ، وفي سويسرا خرجت أكثر من أربعين جمعية للتنديد بالحرب السابقة والحصار ، بينما لم نشهد أي فاعليات في مصر !!

قد تكون هذه الأزمة قد أثرت على فاعليات الإخوان خلال الفترة الماضية ، فهل يمكن أن نشهد فعاليات خلال الفترة القادمة ، على الأخص مع بناء الجدار الفولاذي العازل؟

ج: ربما بنسبة ما ، نحن شُغلنا نسبيا بما يحدث من ترتيبات داخل الجماعة .

لكن هذا لن ينسينا المعاناة التي يعيشها إخواننا فى فلسطين ، فهم جزء لايتجزأ منا . لكن لابد للذين يلقون اللوم علينا أن يدركوا أن هذا النظام يتعامل معنا بغاية الوحشية والقسوة ، وأنه على مدار السنوات القليلة الماضية دخل آلاف الإخوان إلى السجون بسبب الفعاليات المساندة لقطاع غزة والرافضة للحصار ، والجماعة تجتهد بشتى الوسائل سواء بوقفات أعضاء مجلس الشعب أو الأدوات البرلمانية ، وآخرها ماحدث يوم الأربعاء الماضي ، وهذا الأمر مستمر ولن يتوقف ، ولكن أحياناً تكون هناك موازنات وموائمات ، ولكن الجماعة لم يغب عن ذهنها محورية القضية الفلسطينية .


**س :أثبتت الأحداث خلال الفترة الماضية أن هناك اختلافات وتباينات فى قراءة وتفسير اللائحة ، فهل هناك تفكير فى تغييرها سريعاً لتلافي هذه الإشكاليات مستقبلاً ؟؟

ج: تعديل اللائحة قائم ولم يتوقف منذ عام 1987وحتى الآن ، وهناك تعديلات أضيفت فى عام 90 ، وكذا تعديلات أضيفت العام الماضي وهذه طبيعة اللوائح ، مع تطور العمل وأتساعه واتساع الجماعة لابد أن يعاد النظر فى بعض مواد اللائحة التي تحكم حركة الجماعة ويعاد تعديلها مرة تلو المرة .

كما أن هناك لجنة تعكف على التطوير، وتُنزل التعديلات إلى مجلس الشورى لأخذ الآراء حولها ، وأعتقد أن الكثير من التغيرات ستحدث فى بنود اللائحة قريباً ، ولكن عبر القنوات الصحيحة ، ومنذ أيام نزلت اللائحة على الموقع ، ونحن نرحب بأي أراء أو نصائح مخلصة فى هذا الإطار .


**س:هل هناك وصايا للإخوان للصمود أمام مثل هذه الأزمات مستقبلاً على مستوى الفكر والفهم ؟

ج: أنا أقول لنفسي أولاً وللإخوان فى كل موقع من مواقع العمل : أن حراسة الدعوة هي مهمتنا جميعاً ، حراستها من حيث الأهداف والتوجهات واللوائح والنظم والأعراف التي تعارفنا عليها ، والأسس التي تربينا عليها ، والثقة والإطمئنان فى القيادة ، والإخلاص والتجرد لله ، والحب الشديد فيما بيننا ، ومراعاة الآداب العامة ، والبعد عن الغيبة والنميمة والقيل والقال ، وعدم التجريح فى الأشخاص ، وتحليل ما ينشر فى وسائل الإعلام تحليلاً منطقياً ، والإطمئنان على صحة الأخبار المنشورة وذلك عبر وسائلنا وقنواتنا المعروفة .

بهذه الضوابط سيعصم الله الدعوة والجماعة التي تعمل للتمكين لدينه فى الأرض ليس فى مصر وحدها ، ولكن فى العالم أجمع .


**س:على مستوى مكتب الإرشاد هل خرجتم من هذه الأزمة بدروس إيجابية ؟؟

ج: مما لا شك فيه أنه ما من شدة من الشدائد إلا وورائها خير كثير ، وليس هناك أخ من أعضاء المكتب إلا ووقف مع نفسه وقفه حلل فيها الأحداث واستخلص منها الدروس والعبر والعظات ، وبعض هذه الدروس تحدث فيها الإخوان عبر بعض مواقعنا ، والبعض تناولها فيما بيننا و لا يوجد أخ معصوم من الخطأ ، ولا أخ فوق المساءلة والمراجعة ، وتظل قضية التربية والضوابط الأخوية التي تربطنا ببعض هي الأساس لبقاء الصف متماسك وقوي إلى أن نلقى الله .


**س:هل هناك رسائل ترغب في توجيهها ؟؟

ج: الرسالة التي أوجهها إلى الإخوان هي : لابد من الجد والاجتهاد ولانقف كثيراً أمام ماقيل وقال فهذه من الأمور التي نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عنها حين حذر من القيل والقال وكثرة السؤال ، فالمبني للمجهول على غرار صرح مصدر مسئول طلب عدم ذكر اسمه مرفوض تماماً ، نحن ننطلق للعمل دون توقف ودون إلتفات للخلف وفق مايرضي الله ، فى أي مكان كلبنات متماسكة و صالحة للوصول إلى تحقيق الهدف الأمثل وهو إصلاح المجتمع كله بالعودة إلي الإسلام الصحيح
http://www.egyptwindow.net


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.