وأمام هذا الوضع طلبت بعض الدول الاوروبية وبالخصوص فرنسا من تونس تزويدها بكميات هامة من مادة الملح الذي يساهم بدرجة كبرى في اذابة الثلوج. وقد استجابت السلطات التونسية بسرعة لهذا الطلب حيث غادرت في نهاية الاسبوع الماضي باخرة اولى محملة بالملح التونسي ميناء سوسة باتجاه ميناء سان مالو الفرنسي لافراغ حمولتها على رصيف «كورسير» في حوض فوبان. وقدرت الكمية الأولى المطلوبة من الطرف الفرنسي وحدها ب3 آلاف طن من الملح التونسي الذي سيتم رشه في الطرقات والشوارع الفرنسية. ويذكر ان التركيبة الكيمياوية للملح تساعد على اذابة الجليد اذا تفاعلت معه والحد من عنصر الانزلاق وبالتالي تسهيل حركة المرور واعادة الحياة تقريبا الى طبيعتها. وينتظر أن تغادر بواخر تونسية أخرى نحو موانئ أوروبية محملة بالملح بعد ورود طلبات جديدة خاصة من بريطانيا وبلجيكا. ويذكر أن تونس تحتل المرتبة الثانية في الدول العربية انتاجا للملح بعد مصر، إذ يبلغ إنتاجها السنوي نحو 51 ألف طن وهو ما يعادل %16 من جملة الإنتاج العربي، وتستخرج تونس الملح من البحيرات الساحلية والداخلية وخاصة شط الجريد، ويفيض الانتاج عن حاجة الأسواق المحلية لذلك تصدر تونس كميات متباينة كل عام إلى الأسواق الخارجية