قدم المنتخب التونسي يوم أمس ضد الغابون مباراة رديئة جدا ومخيبة لآمال الملايين الذين انتظروا وجها أفضل مما قدمه المنتخب ضد زمبيا وفوزا يدعم حظوظنا في التأهل للدور الثاني. لكن منتخب الغابون االذي ظهر والحق يقال، ضعيفا وفي متناولنا، حصد نقطة دعمت رصيده في هذه المجموعة الرابعة التي أصبح يتصدرها بعد فوز وتعادل. مقارنة بالمباراة الأولى ضد زمبيا، كان المنتخب التونسي في الفترة الأولى خارج الموضوع على كل المستويات فانتشار اللاعبين وتنظيمهم التكتيكي كان خاطئا تماما والتغييرات التي أدخلها فوزي البنزرتي على التشكيلة لم تعط أكلها فسهيل بالراضية، الذي أقحم للمعاضدة الهجومية لم يفلح حتى في دوره الدفاعي وقام بأخطاء عديدة وخطيرة وحصل على انذار وجمعة تاه بين دوره الهجومي والتغطية على بالراضية. ولم يكن حال وسط الميدان بأفضل من المباراة وتميز فيه الراقد «بالنوم العميق» الذي أهدى للمنافس مساحات شاسعة استغلوها لتهديد مرمى المثلوثي. ورغم بداية تونسية قوية في المباراة، أهم سماتها إضاعة الراقد لفرصة سانحة لما سدد بالرأس بعيدا عن المرمى رغم موقعه المناسب (الدقيقة 6) وتسديدة من جمعة من بعد 20 مترا قريبا من الشباك الغابونية، تراجع مردود أبنائنا بل وانهاروا في الربع ساعة الأخيرة من الشوط ولولا المثلوثي الذي تألق ثلاث مرات على الأقل بين الدقيقتين 33 و40 بالتصدي لعدة تسديدات قوية جدا ومؤطرة ولولا الحظ الذي حرم نغيما وأوبيمايانغ من تجسيم ركنيات محكمة التنفيذ لأنهينا الشوط منهزمين. أما «نكتة» الشوط الأول بامتياز، فهي الفرصة السانحة جدا التي أضاعها أمين الشرميطي بفقدانه توازنه لما كان وجها لوجه مع الحارس ثم مع الشباك (الدقيقة 26) فحرمنا من هدف محقق! لولا المثلوثي... والحكم! تواصل ضعف أداء المنتخب في الشوط الثاني وتأكدنا من حقيقة لا غبار عليها هي أن اللاعب التونسي مازال بعيدا جدا عن مستوى المنافسة والندية وأنه مازال يرزح تحت سلبيات تكوين قاعدي رديء وغير علمي وعادات سيئة كبرت معه على غرار ضعف درجة التركيز والجنوح إلى الحلول السهلة والتمويه على الحكم لربح المخالفات وغيرها من الأساليب البالية التي تتكرر في بطولتنا عشرات المرات لكن دون أن يندد بها أحد أو يطالب بإصلاحها. ورغم نزول مستوى منتخب الغابون بطريقة ظاهرة للعيان، تأخر فوزي البنزرتي في إجراء تغييرات ولم يقحم العكايشي، مثلا إلا في الدقيقة 75 وهو ما لم يمنع هذا المهاجم الشاب من إدخال حركية على هجومنا وتهديد مرمى أونونو أكثر من مرة. ولم تكن حركية الذوادي وعزيمة جمعة والعكايشي للوصول إلى المرمى واتسم الأداء الهجومي للمنتخب بكثير من الارتجال ولم تشهد الفترة الثانية ما يستحق الذكر باستثناء إبداع المثلوثي في التصدي لكرتين صعبتين (62د و63د)، تمويه جمعة في منطقة الجزاء بحثا عن ضربة جزاء عوضا عن مواصلة عملية سانحة (66د) وتوزيعة ممتازة نصف طائرة من أقدام الذوادي على اليمين أهدرها جمعة أمام شباك خالية (76د). وساهم الحكم البينيني كوفي كودجا، لأول مرة في تاريخ لقاءاته معنا، في خروجنا بأخف الأضرار بعدم إعلانه عن ضربة جزاء واضحة للغابون في وقت قاتل (89د). وهذا التعادل أغضب التونسيين وأشعرهم بالإحباط لكنه أبقى على حظوظنا مهما كانت نتيجة مباراة الكاميرون وزمبيا في نفس المجموعة يوم أمس ولن نقدر على الترشح إلا إذا قدمنا المطلوب لعبا ونتيجة ضد الكاميرون. شريط المباراة - ملعب لوبانغو، طقس حار ثم أمطار غزيرة، رطوبة عالية - جمهور غفير وأرضية ميدان حسنة - الجولة الثانية من المجموعة الرابعة لكأس أمم إفريقيا 2010 - المنتخبان التونسي والغابوني يتعادلان (0/0) - تحكيم: كوفي كودجا (البينين) - انذارات: بالراضية والذوادي (تونس) كيساني ومودونغا وأوبا ميانغ (الغابون) تشكيلة الفريقين: المنتخب التونسي: المثلوثي - بالراضية - الميكاري - حقي - الجمل - الراقد - القربي - المساكني (بن سعادة 63د) - الذوادي (نفخة 86د) - الشرميطي (العكايشي 70د) - جمعة. المنتخب الغابوني: أوقونو - أمبوروي - مانغا - أبانغا - مودونغا - نغيما (دجيسيكاديي) - زيتا - كيساني - أوباميانغ - كوزان - مولونغي (مايي).