باريس: عادت أزمة النقاب لتطفو مجددا على سطح الأحداث في فرنسا في أعقاب تصريحات لإمام أحد المساجد في العاصمة باريس زعم خلالها أن تغطية الوجه والنقاب يعد سجنا للنساء ووسيلة للهيمنة الجنسية. وتأتي تلك التصريحات بالتزامن مع ترقب المسلمات في فرنسا لقرار اللجنة البرلمانية المكلفة بإعداد تقرير حول حظر النقاب في الأماكن العامة، والمقرر أن يعلن يوم الثلاثاء القادم بعد مداولات استمرت ستة اشهر، وأعلن النواب الاشتراكيون أنهم لن يشاركوا في التصويت على التقرير الذي لا يحظى في رأيهم بالإجماع. وتبدي فرنسا تصميمها على منع النقاب الذي ترتديه أقل من 2000 امرأة في البلاد، وفق الأرقام الرسمية. وأعلن الرئيس نيكولا ساركوزي أنه يؤيد صدور قرار واضح عن البرلمان، والذي ستتبعه خطوات قانونية بعد الانتخابات الإقليمية في 2010. وقال حسن شلغومي ( 36 عاماً ) وهو من أصل تونسي: انه يؤيد القانون الذي يمنع النساء من تغطية الوجه أو ارتداء النقاب ، مخالفاً غالبية العلماء والأئمة المسلمين المقيمين في فرنسا والذين يحاولون الضغط على البرلمان بعدم التصويت لصالح " حظر النقاب " . وزعم شلغومي الذي يعيش في ضاحية درانسي بشمال باريس، في تصريحات للصحف الفرنسية أن تغطية الوجه والنقاب يعد سجناً للنساء ووسيلة للهيمنة الجنسية وتلقين التشدد ، منتقداً في ذات الوقت اقتراحات السياسيون المحافظون بفرض غرامات مالية أو قطع الدعم عن أطفال إلام التي ترتدي النقاب أو تغطي وجهها ، مطالباً بعقوبات بديلة منها عدم منح المرأة التي تغطي وجهها وترتدي النقاب الجنسية الفرنسية . ونقلت صحيفة "سبق" عن شلغومي قوله: إن حمل الجنسية الفرنسية يعني الرغبة في المشاركة في المجتمع والمدرسة والعمل ، لكن مع وجود قطعة من القماش على وجوههن ، ما الذي يمكن أن تتبادله هؤلاء النساء معنا ، إذا كن يرغبن في ارتداء النقاب فيمكنهن الذهاب إلى دولة يكون فيها النقاب تقليداً مثل "السعودية" . وكان المسؤولون الفرنسيون أوضحوا في حواراتهم وتصاريحهم لوسائل الإعلام الفرنسية والعالمية ، بان باريس تناقش قريبا فرض حظر شامل على ارتداء النقاب أو تغطية الوجه في الأماكن العامة على غرار حظر ارتداء الحجاب في المدارس قبل سنوات عدة. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية ظهرت نساء شابات متعلمات يرتدين النقاب في الكثير من البرامج الحوارية في فرنسا وفي الصحف وحاولن الدفاع بقوة عن حقهن في ارتداء ما يردن. وينتظر أن تقوم اللجنة البرلمانية برفع تقريراً عن النقاب وتغطية الوجه يوم الثلاثاء المقبل ، وذلك للتصويت على منعه في الأراضي الفرنسية التي يعيش فيها نحو 5 ملايين مهاجر مسلم. فرنسا والنقاب في هذه الأثناء، قال اندريه جيرين رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة اعداد تقرير حول حظر النقاب في فرنسا، ان المنع سيكون تاماً في الأماكن العامة. وقال النائب الشيوعي لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، قبل ايام من تقديم اللجنة تقريرها رسمياً: "الأكيد ان النقاب سيمنع في الأماكن المفتوحة امام الجمهور". ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن جيرين، الذي يؤيد اصدار قانون عام، قوله انه ينبغي محاربة النقاب الذي يسميه "الجزء المرئي من جبل الجليد من بقعة التطرف السوداء". وتابع :معظم اعضاء اللجنة التي يرأسها يؤيدون فكرة اصدار قانون يمنع النقاب. وأكد ان "الكشف عن الوجه في الأماكن العامة عنصر اساسي لحفظ النظام". تصريحات لساركوزي وكان ساركوزي شن هجوما حادا على الحجاب والنقاب في يونيو/حزيزران الماضي، الأمر الذي أثار غضب وسخط الجالية الإسلامية في فرنسا والتي اعتبرتها بمثابة إعلان حرب مكشوفة ضد الاسلام وقيمه وتعاليمه. وقال ساركوزي إن الحجاب والبرقع وأغطية الوجه علامة على استعباد للمرأة وهو أمر "غير مرحب به" على التراب الوطني الفرنسي. وزعم في كلمة له أمام البرلمان الفرنسي، إن : "المشكلة في البرقع هو أنه ليس مشكلة دينية.. إنه مشكلة متعلقة بحرية المرأة وكرامتها.. إنه ليس رمزاً دينياً، بل مؤشر على الاستعباد.. ومؤشر على التخلف... أريد أن أقول إن البرقع غير مرحب به في فرنسا." وأضاف ساركوزي: "لا يمكننا أن نقبل في بلادنا أن تقبع النساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن الحياة الاجتماعية ومحرومات من أي هوية.. هذه ليست الفكرة التي لدينا عن كرامة المرأة." وحث الرئيس الفرنسي البرلمان على التوسع في النقاش حول الحجاب، فيما طلب أكثر من 50 نائياً، معظمهم من حزبه، على اعتبار أن الرداء الإسلامي للمرأة، المتمثل في الحجاب الكامل، يشكل تهديداً لقيم علمانية الدولة الفرنسية والمساواة بين الجنسين. وقال طلاب فرنسيون من اصول عربية إن تصريحات ساركوزي ليست غريبة عليهم، ولكن المفاجأة كانت في جرأة ساركوزي على معاداة الاسلام وشن حرب على القيم الاسلامية بهذه العلانية وامام وسائل الاعلام والنواب والسياسيين الفرنسيين. واضافوا: " المؤسف في هذا الموقف الفرنسي المعادي للاسلام ، هو صمت الحكومات العربية والاسلامية والتي تستقبله وتحتفي به، بينما هو لدينا نحن المسلمون في فرنسا نصنفه بانه أسوا حاكم فرنسي شن حربا ضد الاسلام ، وهو شخص معاد للاسلام بل هو شخص محارب للاسلام".
مصدر الخبر : محيط a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3796&t=إمام مسجد في فرنسا يهاجم النقاب ويعتبره "سجناً للنساء"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"