لندن– كشفت صحيفة بريطانية أن الشرطة تخطط لاستخدام طائرات بدون طيار لمراقبة المواطنين، ورصد "أية سلوكيات معادية للمجتمع"؛ وهو ما لقي اعتراضات من جانب جماعات حقوقية بريطانية، مع كونها المرة الأولى التي سوف يتم فيها استخدام هذه الوسيلة داخل المدن البريطانية. وذكرت الصحيفة البريطانية في عددها الصادر السبت 23-1-2010، أن الحكومة البريطانية بدأت في التخطيط لمشروع يهدف لإدخال طائرات عسكرية بدون طيار ضمن الأعمال اليومية العادية لقوات الشرطة وسلطات الحدود، وغيرها من الجهات الأمنية الحكومية؛ "لملاحقة المتظاهرين، ومطاردة اللصوص، وملاحظة أية سلوكيات معادية للمجتمع". وأضافت الصحيفة أن هناك إستراتيجية وطنية يجري تطويرها في الوقت الراهن من جانب مجموعة من الوكالات والهيئات الحكومية، تقودها شرطة مقاطعة كينت الإنجليزية، ومصنع "بي. إيه. إي سيستيمز" للأسلحة؛ حيث من المقرر أن تدخل هذه الإستراتيجية الجديدة حيز التنفيذ قبل أولمبياد لندن 2012. وبحسب توماس ألين، مساعد قائد شرطة كينت، فإن الفكرة نشأت منذ هجمات مومباي التي وقعت في نوفمبر 2008 في الهند، وقال: "لقد تم تحديد موعد نهائي للتطبيق بحلول أولمبياد 2012"، وأضاف: إن "استخدام الطائرات بدون طيار سيكون مفيدا للحفاظ على الأمن خلال الأحداث الكبرى، سواء كانت احتجاجات أو فعاليات مثل الألعاب الأولمبية". وبحسب الجارديان، فإن نموذج تجريبي لطائرة بدون طيار مجهزة بكاميرات تصوير عالية التقنية وأجهزة استشعار، من إنتاج شركة "بي. إيه. إي سيستيمز"، سوف يتم إطلاقه في رحلات اختبارية في سماء بريطانيا في وقت لاحق هذا العام. وهذا النموذج مصمم لكي يقلع ويهبط ذاتيا، مع قدرة على البقاء في الأجواء لمدد تصل إلى 15 ساعة، مع إمكانية التحليق على ارتفاع 20 ألف قدم (حوالي 6.5 كيلومترات)؛ بما يجعلها غير مرئية من الأرض، كما أنه مبرمج للقيام بعمليات محددة ذات طابع روتيني؛ لمواجهة أية أنشطة "مشبوهة" على الأرض، والقيام بمهام استطلاعية عديدة في وقت واحد. ويتم تغذية الطائرة وتبادل المعلومات معها من خلال غرفة تحكم، وعن طريق كاميرات شديدة الدقة، ورادارات وأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء. وتشمل قوائم المهام المستقبلية للطائرات بدون طيار، واستخداماتها من جانب الشرطة البريطانية: منع سرقة ماكينات الصراف الآلي والسيارات، ورصد مخالفات السرعة على الطرق البريطانية، وكذلك أية طائرات تقوم برحلات بدون تصريح. كما سوف تستخدمها بعض المقاطعات البريطانية في مراقبة الطرق والسكك الحديدية، وكذلك في عمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى أعمال الأمن السرية، مثل المراقبة داخل المدن، وجمع الأدلة البصرية. وبحسب الشرطة البريطانية، فإنه من المخطط استغلال هذه الطائرات في بعض الأعمال التجارية؛ لتعويض تكاليف تشغيلها. وقالت الصحيفة البريطانية إن استخدام الطائرات بدون طيار يتم على نطاق واسع من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين في العراق وأفغانستان؛ حيث ينحى عليها باللائمة في ارتفاع أعداد القتلى وسط المدنيين. "مجتمع الأخ الأكبر" وذكرت الجارديان أن هذا الأسلوب ليس جديدا تماما على الحكومة البريطانية، ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدامه داخل المدن؛ حيث استخدمته لندن من قبل في مراقبة القنال الإنجليزي الذي يفصل الجزر البريطانية عن أوروبا؛ لرصد السفن، والكشف عن المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون من فرنسا، ومنذ ذلك الحين توسعت الحكومة البريطانية في استخدام هذه الآلية الرقابية. وكان الإعلان عن استخدام هذه الوسيلة لمراقبة السواحل البريطانية في العام 2007 بمثابة "قصة طريفة تداولها الجمهور البريطاني، مشبهين إياها بقصة الأخ الأكبر"، بحسب الصحيفة. ويرمز مصطلح "الأخ الأكبر" في الأدب الغربي إلى السلطات الشمولية التي تراقب مواطنيها وتنتهك خصوصياتهم، وكان أشهر من استخدمه الأديب الإنجليزي جورج أورويل في رواياته التي انتقد فيها باستخدام الرمز النظم الشيوعية وديكتاتوريتها، مثل رواية "1984" ورواية "مزرعة الحيوان". وفي الإطار، قالت الجارديان إن الإستراتيجية الجديدة المقترحة أثارت غضب الجماعات المدنية وجماعات حقوق الإنسان في بريطانيا، والتي تتهم من جانب منظمة الخصوصية العالمية الحقوقية، بأنها أسوأ دولة في الاتحاد الأوروبي في مجال انتهاك الخصوصية الفردية. وقال المفوض الإعلامي البريطاني للمنظمة، ريتشارد توماس: "أعترف بأن بريطانيا تتحول إلى مجتمع يراقبه الأخ الأكبر". وبحسب الجارديان، فإن هناك أكثر من 4.2 مليون كاميرا مراقبة تنتشر في جميع أنحاء بريطانيا، وهو ما يعني أن كل بريطاني يجري تصويره حوالي 300 مرة يوميا. مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3814&t=المواطنون.. هدف ال"بدون طيار" في بريطانيا!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"