رغم أنّها تزخر بالإعلاميّين التونسيّين، إلا أنّه "العداء المقدّس" تجاه الجزيرة!.
تونس- الحوار نت - يبدو أنّ مساحة الحريّة التي خصّت بها سلطات الإشراف جريدة الصباح التونسيّة والتي كنّا نستبشر أن تكون نواة لتطوّر إعلامي بالاتجاه المنشود، هذه المساحة وظّفت في الاتجاه الخطأ وعوضا من أن تركز على حقوق المواطن وحريته وتقليص هيمنة الرقيب لصالح الكلمة الحرّة، اتجهت إلى العبث بحقوق الآخرين وتشجيع بعض شرائح الشباب على قرصنة القنوات المشفّرة.
هذه اليومية ذاتها كانت قد نشرت منذ أيام نصّا بهذا الصدد، تضمّن دعوة سافرة إلى فكّ الشفرات لدى القنوات المشفّرة، وعادت هذا الأسبوع لتقدّم تفاصيلا إضافية على القنوات المستهدفة وتردّداتها، ثم لتشدّ أزر القراصنة وتقدّمهم كأبطال وعباقرة، هذا الفعل وإن كان منتشرا لدى الكثير من المبحرين في الشبكة العنكبوتيّة فإنّه يستنكر بل ويجرّم إذا ما صدر من وسيلة إعلامية تعتبر لسان حال السلطة ناهيك وأنّ الشبكة المستهدفة وفّرت للجمهور التونسي بثّ جميع مقابلات المنتخب بالمجّان على قناتها الثانية، ومكّنت القنوات الوطنية من استعمال مفتوح للقطات المقابلات في برامجها الرياضيّة وغيرها في الوقت الذي لا يسمح لقنوات بلدان أخرى بهذا الاستعمال مما اضطرها إلى الاستعانة بالصور في تحاليلها.
إذًا مازالت وسائل الإعلام التونسيّة الرسميّة مصرّة على محاربة الجزيرة بدل الاستفادة من تجربتها الرائدة، بل ومن العجائب أنّ وسائل الإعلام هذه تسعى جاهدة لتشويه وتقزيم شبكة تزخر بالطاقات الإعلاميّة التونسيّة.
للتذكير فأنّ قناة الجزيرة الرياضيّة تعتمد بشكل كبير على العنصر التونسي، الأمر الذي أثار حفيظة منشطي حصص تلفزية في بعض الدول العربية وجعلهم يعربون عدة مرّات عن سرّ اعتماد الشبكة على إعلاميي دولة صغيرة لا تكاد تذكر أمام خامات وقدرات دولتهم الكبيرة على حدّ قولهم.
وجوه مثل مهيب بن شويخة، هشام الخلصي، طارق ذياب، نبيل معلول، حسام الحاج علي، نافع بن عاشور، رؤوف بن خليف، عادل السليمي، عصام الشوال، نجيب ليمام وغيرهم ممن احتشدوا في باقة الجزيرة الرياضيّة يكونون قد استفزوا بعض "كبراء" الإعلام في المنطقة العربية، زد عليه التذمر الدائر هذه الأيام عبر الشبكة العنكبوتية من جرّاء سيطرة التوانسة على قنوات الجزيرة الرياضية.
من البديهيات لدى سياسات أيّ إعلام وطني أنّه يسعى لتثمين وإبراز إشعاع أبناء وطنه في المحافل الإقليميّة والدوليّة، أمّا بالنسبة إلى الإعلام التونسي فيبدو أنّ مفهوم الوطنيّة مغاير تماما للمفاهيم المتعارف عليها ويحصر الوطنية بل ويحشرها في شخص الزعيم، ومن هذه النافذة تزكى وطنية المواطن أو تدان.
مصدر الخبر : الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3888&t=رغم أنّها تزخر بالإعلاميّين التونسيّين، إلا أنّه "العداء المقدّس" تجاه الجزيرة!.&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"