نجح المنتخب الوطني المصري في تجاوز أزمة خروجه من كأس العالم بعد فوزه على شقيقه المنتخب الجزائري بأربعة أهداف نظيفة في مباراة الدور قبل النهائي في بطولة أفريقيا 2010 ، أحرز أهداف المنتخب المصري حسني عبد ربه من ضربة جزاء صحيحة في الدقيقة 37 من الشوط الأول بعد عرقلة رفيق حليش لعماد متعب ، وقد نال حليش الإنذار الثاني ومن ثم الطرد ليلعب فريقه بقية الشوط بعشرة لاعبين ، وفي الشوط الثاني برزت خبرات لاعبي المنتخب المصري في السيطرة على مجريات اللعب وإرهاق لاعبي الجزائر حتى أحرز محمد زيدان هدفا عالميا في الدقيقة 65 مما أدخل الاطمئنان أكثر على الأداء المصري وزاد من عصبية لاعبي الجزائر ، وفي الدقيقة 81 أحرز البديل محمد عبد الشافي الهدف الثالث الذي أتى وسط انهيار معنوي للاعبي الجزائر ، قبل أن يختم محمد جدو مهرجان الأهداف في الدقيقة 92 ، ليعلن عن نفسه هدافا للبطولة الأفريقية في نسختها الجديدة . سيطر المصريون بشكل كامل على مجريات المباراة ، وخاصة في شوطها الثاني ، ونجح المدرب الوطني حسن شحاته في السيطرة على وسط الملعب ، كما كان واضحا نجاحه في السيطرة على أعصاب لاعبيه الذين ابتعدوا عن أجواء التوتر والعصبية ، وهو الخطأ الذي وقع فيه لاعبو الجزائر فكلفهم الكثير . ظلت المباراة متكافئة خلال الدقائق الأولى ، لأن كل فريق كان يلعب بحذر شديد ، وبهدف أن لا يدخل مرماه هدف مبكر ، غير أن الفريق المصري كان أكثر إيجابية على المرمى وضاعت منه أكثر من فرصة قبل أن يحصل عماد متعب على ضربة جزاء صحيحة ، وعلى الرغم من النقص العددي الذي لعب به المنتخب الجزائري إلا أنه بدا متماسكا وبادل المصريين الهجمات وشكل خطورة على مرمى الحضري ، حتى انتهى الشوط الأول بهدف نظيف لمصر . وفي الشوط الثاني بدا الفريق المصري أكثر هدوءا ، في الوقت الذي بدت فيه العصبية على أداء المنتخب الجزائري ، كما بدا الإرهاق على اللاعبين أيضا ، مما منح المصريون سيطرة شبه مطلقة على مجريات اللعب ، وبعد أن أحرز زيدان هدفه العالمي انهارت معنويات الفريق الجزائري ودخل في موجة من العصبية فشل المدرب الوطني القدير رابح سعدان في السيطرة عليها من خارج الخطوط ، وهو الأمر الذي كلفهم حالتي طرد أخريين ، لكل من نذير بلحاج في الدقيقة 71 ، ثم حارس المرمى فوزي شاوشي قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بثلاث دقائق بعد اعتدائه على محمد جدو . وقد برز اكثر من لاعب في الفريق المصري بمستوى عالي ، وأدى الجناح الأيمن أحمد المحمدي مباراة عمره ، كذلك أدى أحمد فتحي مباراة كبيرة وكان صمام أمان عندما لعب في وسط الملعب أو عندما عاد به المعلم ليلعب مساكا بديلا لمحمود فتح الله المرهق ، كذلك أدى محمد زيدان مباراة كبيرة وكان مصدر خطورة وإزعاج دائم لدفاعات الفريق الجزائري ، وبشكل عام كان لاعبو المنتخب المصري في اعلى حالات التركيز التكتيكي والأداء الفني . بهذا الفوز يلاقي المنتخب المصري منتخب غانا يوم الأحد المقبل على لقب البطولة ، وفي حالة نجاحه في تحقيق الفوز يكون الجيل الحالي قد حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية بتحقيقه البطولة لثلاث دورات متتالية .