كشفت صحيفة "ديلي ميل" أن الحكومة البريطانية أصدرت تعميما بتدريس ديانات الأقليات للأطفال دون سن الخامسة، في خطوة أثارت احتجاجات من جانب أوساط تربوية وتعليمية في هذا البلد الأوروبي؛ باعتبار أن ذلك سوف يؤدي إلى "اهتزاز إيمان الأطفال البريطانيين". ونقلت الصحيفة في عددها الصادر السبت 30-1-2010 عن وزيرة المدارس البريطانية ديانا جونسون قولها: "في القرن الحادي والعشرين فإنه من الأهمية أن يفهم الشباب وصغار السن العقائد والديانات الأخرى". وأضافت الوزيرة: "وهذا يعني أنهم كما يتعلمون المسيحية فإنهم يجب أن يعرفوا الأديان الأخرى مثل الإسلام، والهندوسية، واليهودية، والنظر أيضا في المعتقدات العلمانية مثل الإنسانية والإلحاد". وبحسب الصحيفة، فإن التوجه الجديد للحكومة البريطانية يستهدف تعليم الأطفال ممن لا يزيد سنهم على خمسة أعوام معلومات عن ديانات الأقليات في بريطانيا، مثل البهائية، والزرادشتية واليانية. وقال التوجيه الرسمي الصادر في هذا الشأن: "لضمان حصول الأطفال على معلومات وخبرات تؤخذ في الاعتبار، فمن المستحسن أن يكون لديهم فرصة لدراسة العقائد والديانات الأخرى مثل البهائية واليانية، والزرادشتية، بالإضافة إلى رؤية حول المعتقدات ذات الطابع العلماني، مثل النزعة الإنسانية والإلحاد". ولا يؤمن الزرادشتيون بالبعث، بينما يعتقد أصحاب العقيدة اليانية أن البشر وجميع الحيوانات والنباتات لها أرواح، وكل منها متساو في القيمة. ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد أتباع الديانة الزرادشتية واليانية في بريطانيا، ولكن يعتقد أنهم لا يتجاوزون بضعة آلاف فقط، بحسب "الميل" التي قالت إنها المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة البريطانية بإصدار مثل هذا التوجيه، لافتة إلى أنها لا تملك المعلمين المؤهلين لتدريس بعض هذه العقائد والديانات. ومن المقرر أن توضع المناهج الجديدة من قبل لجان محلية من المسئولين والمعلمين والمجموعات الدينية المعنية بالقرار. اعتراضات إلا أن هذه التوجيهات الحكومية الجديدة أثارت ضجة في البلاد؛ حيث اعترضت أوساط تعليمية وتربوية عليها، ووصفت بعض هذه الأوساط التوجيهات الحكومية ب"الهراء". ونقلت "الميل" عن كولين هارت مدير معهد "المسيحي" أو "الكريستيان إنستيتيوت" قوله: "فكرة تدريس الديانات الأخرى ليست جديدة، ولكن تمت إضافة الكثير من الديانات التي سيتم تدريسها إلى الخطط القديمة"، وأوضح أن تدريس النزعات الإنسانية على سبيل المثال لم يكن موجودا في الخطط القديمة لتدريس ديانات الأقليات لأطفال المدارس البريطانية. وقال ساخرا: "إذا كنا سوف ندرس هذه النزعات الإنسانية، فلماذا لا ندرس المعتقدات السياسية أيضا؟!"، ووصف هذه التوجيهات بأنها "هراء تعليمي"، محذرا من أن ذلك من شأنه التأثير على سلامة معتقدات الأطفال. وأوضح بالقول: "سيتم تدريس رموز دينية من مختلف العقائد، مثل الوضوء، وإذا ما حدث ذلك فإنه سيتم تدمير سلامة المعتقد لدى الأطفال المسيحيين البريطانيين".