تونس – الحوار نت - رحل الصحفي التونسي "محمد قلبي" عن دنيا الناس بعد معاناة طويلة مع المرض، وبعد أن تدهورت صحته بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وقبل الرحيل بفترة زمنية كان المرض قد حال بينه وبين قلمه ومحيطه ليحول أخيرا بينه وبين الحياة، ولتمضي فيه سنّة هي ماضيّة على كل مخلوق أينما كان.. وكيفما كان.
الأكيد أنّ هناك الكثير ممّن يختلف فكريا مع الرجل، والأكيد أيضا أنّ شبه إجماع حاصل على أنّه وفي سنواته الأخيرة تحديدا أوقد شمعة فوق صفحات الصباح انتزعت إعجاب الأغلبيّة، وحرّكت فضول الأقليّة.. كما أدخلت بعض الحراك ضمن زخم هائل من الكتابات الجامدة.
لمحة "محمد قلبي" وإن تحوّلت إلى أرشيف الصباح، ستبقى بقعة نديّة في رقعة جافة كالحة.. وما دام الإعلام محنّط سينظر إليها بإعجاب كبير حتى تستقيم الأمور، ويطلق سراح الكلمة، حينها.. وعندما نراجع أرشيف لمحة سنجدها كلمات عاديّة، تحرّكت وبرزت لأنّها محاطة بعالم من الكلمات الميتة المنتهية صلاحيتها، قد تفقد ال لمحة بريقها لكنّها لن تفقد الأسبقية فقد – حققتها - وانتهى الأمر.
وليس أقل من أن نستذكر ونحن نودّع الرجل بعضا من لمحاته التي أقنع بها من كان معه، ومن كان عليه.
** وعد ربي
في وقت من الأوقات.. معلوم الإذاعة والتّلفزة كانت له مبرّرات. أمّا اليوم فقد دخلت على الإذاعة والتّلفزة تغييرات جذرية.. وصارت لها مداخيل جمّة بفضل الومضات الإشهارية. فلماذا لا تلغي الدولة هذا المعلوم من قائمة مقابيضها الجبائية.. ونحن نعدها، في المقابل بأن نكف عن «الاستمتاع» ببرامج مؤسّساتها السّمعية والمرئية. محمد قلبي
** نصيب الإنفاق العسكري في 2006بلغ أكثر من 1200 مليار دولار... تصوّروا كم من ورقة نقدية تحولت في رمشة عين إلى نار ويعادل هذا الرقم 184 لكل فرد في العالم... بمن فيهم المقاتل والمقتول والإرهابي والمسالم. وبالطبع في مقدمة «المنتفعين» فلسطين وأفغانستان والعراق... ومن حسن «حظي» ألا نصيب لي في هذا الإنفاق. محمد قلبي
** بيّاعٌ 216 مشروعا لحماية المدن من الفيضانات!... هذا ما أعدّته السلط المعنية لكل الولايات. عمل ضخم يستحق التنويه والاعتبار... ولو أنّه بالنهاية صار كما تعرفون ما صار! فماذا عن كل هذه المشاريع وهذا العمل الجاد!... تُرى هل ضاعت خلال الأمطار الأخيرة وحملها الواد!؟ محمد قلبي
** فيه منافع ... حملة جديدة على التدخين يديرها بعض المسؤولين في الاجتماعات العامة... مؤكدين أنّ الدخان من أسوإ المواد السامة. لكن غير صحيح أنّ التبغ كله مضار... وأنّ كل من يتناوله يتعرض لشتى الأخطار. هناك استثناء كان من المفروض أن يذكر أثناء الحملة... وهو أنّ التبغ فيه منافع جمة للدولة! محمد قلبي
** تنجيم كتبنا مرّات ومرّات عن العرافة والدجّالين... وتساءلنا كيف تسمح السلط بانتصاب المحتالين؟ فهل تحسبون أنّ كلامنا وجد آذانا صاغية؟... أبدا! بل إنّ الظاهرة أصبحت الآن طاغية! فلا تعجبوا إن جاءكم يوما خبر بين الأنباء... مفاده أنّ العرافة أسّسوا عمادة على غرار عمادة الأطبّاء! محمد قلبي
** المختصون لماذا يكثر «التصفيق الحاد» على الخطاب العربي... رغم أنّه مازال يلوك نفس المعاني بلسان خشبي؟ السبب أنّ هناك مختصّين في تنشيط الاجتماعات... تراهم يسارعون بالحضور ليتوزّعوا على مختلف أركان القاعات. وتتمثّل مهمّتهم في المبادرة من حين لآخر بالتّصفيق... فكلّما نام الجمهور يصفّقون فيفيق! محمد قلبي
** الحق معاك حضرة مجلس هيئة المحامين «الحق معاك!»... وأنتِ، أيتها القناة السابعة: اتقّ مولاك! كيف تتجرئين على الحديث عن التحيّل في أوساط المحامين!... إنّ لسان الدفاع في بلادنا معصوم من الفساد! أفلا تعلمين؟ ها قد رفعوا ضدّك قضيّة عدلية لردعك عن بذيء الكلام... فمن سيدافع الآن في المحكمة، يا قناتنا الوطنيّة، عن حريّة الإعلام!؟ محمد قلبي
** غوار الطوشي كالفرنسيس، كالألمان، كالبلجيكيين، كالطليان... تونسيون يحتفلون في هذا اليوم بعيد الحب للقديس فالنتان!! تونسيون يستوردون الأعياد الدخيلة من المجتمعات الأعجمية... ولا يتخلفون في الآن ذاته عن الاحتفاء بالأعياد الإسلامية. لقد آل بهم التفتح المفرط إلى خلط المايوناز بالهريسة... فصاروا كغوار الطوشي: يرتدون الجاكيت فوق سروال «بالقندليسة»! محمد قلبي
** تقاسيم على المهرجان «هل تحتاج الأغنية التونسية اليوم إلى مهرجان؟» ... ألقت «الصباح» هذا السؤال على أكثر من فنّان. فردّدوا كلّهم نفس النّغم... قالوا دون أيّ تردّد: «نعم». ولست أشاطرهم ما جاء في أجوبتهم وتحاليلهم الطويلة... إذ ليست الأغنية هي التي تحتاج إلى مهرجان وإنّما المهرجان هو المحتاج إلى أغنية تونسية أصيلة! محمد قلبي
** على غير العادة الأخبار التي تردنا من الشرق الأوسط منذ عشرات الأعوام.. هي أخبار المآسي والأحزان والآلام.. فلا يمر يوم دون قتلى ومجاريح وأرامل وأيتام! ثم أتانا نبأ بوش وهو عن البكاء أمام نصب ضحايا المحرقة اليهودية لا يتمالك فصحت: وأخيرا جاءنا من الشرق الأوسط خبر يضحك.
الادارة السريعة لقيت إقبالا كثيفا من المواطنين على خدماتها... مما تسبّب في اكتظاظ كبير على شبابيك موظفيها وموظفاتها. وقد يتزايد هذا الإقبال على مر الأيام.. فيزداد معه الاكتظاظ والازدحام. وعندها ستنقلب الآية ويتدنى مستوى الخدمات الرفيعة... فيصبح بطء الإدارة العادية أسرع من الإدارة السريعة .محمد قلبي
** الثوب الجديد «قاعة الأخبار» بالعاصمة في ثوب جديد!.. مبروك عليها وتمنياتنا لها بالعمر المديد. لكن ماذا عن أخبار الأخبار في حدّ ذاتها؟.. هل تجدّدت وهل تخلّصت من روتين محتوياتها؟ لا أظنّ! وبقاؤها على حالها ليس بالغريب... لأنّ الأخبار مازالت ترتدي ثوبها من «الفريب». محمد قلبي
** السباق قال مسؤول متحدث عن تحرير التجارة العالمية... «لا خيار الآن للعمّال والأعراف سوى الجري لربح المسابقة التنافسيّة.» وما قاله صواب وحق لا ريب فيه... ولا ينكر هذا الحق غير إنسان «سفيه». فعلينا الآن إذن أن نفكر في حلّ لاجتناب الفشل والخسارة... فمثلا يمكن أن نعين القمّودي مدربا وطنيا للالتحاق بركب الحضارة! محمد قلبي
** الحل المعاكس بعد الأمطار الأخيرة وما تبعها من وابل الأخبار.. «الأسبوعي» تتساءل: «هل لا حلّ غير بعث وزارة للأمطار؟». حل ناجع فعلا! تصوّروا أننا بعثنا مثل هذه الوزارة.. وأنّها قامت بالحد من غزارة الأمطار بجهود أكثر من جبّارة!! عندها أخشى ما أخشاه أيها الأصدقاء.. أن تنعكس الآية فنضطر لبعث وزارة لصلاة الاستسقاء !محمد قلبي
** المشيخة مجلس الشيوخ الأمريكي أقر خطة لتقسيم العراق... بعد أن زرع البيت الأبيض في هذا البلد بذور الانشقاق. ويرتكز هذا التقسيم على أسس طائفية... هذا ما أكدته الأخبار الصحفية. بحيث ستكون السلطة التشريعية بيد الشيوخ الأمريكيين... وأما التنفيذ فسيكون دور الشيوخ العراقيين. محمد قلبي