في تونس: سفيان شو والفهري أقوى من وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة
تونس – الحوارنت - العبث بالبراءة.. العبث بالطفولة.. العبث بالفطرة.. وسلسلة طويلة من العبث تلك التي يحتوي عليها برنامج - سفيان شو-، هذا البرنامج الماسخ الذي يقدّمه الممثل "سفيان الشعري" الذي وصفه بعض فنّاني المسرح التونسي بالمهرّج وأنّه لا يمت للمسرح والتمثيل بصلة، وعوضا أن يهذّب من أدائه وجّه نشازه نحو شريحة البراءة والبراعم.
وبما أنّ الطفولة أمانة في أعناق الأب والأم قبل كل شيء، فإنّ الإدانة بأَحَدِ معانيها توجّه نحو هذه الأسر التي اصطحبت فلذات أكبادها وألقت بهم في أتون هذه المهزلة، ليتقلّبوا بين يديّ الأضواء والمساحيق والضغوط التي تفرضها المسابقة وعملية اللعب على الأعصاب خلال المنافسات والإقصاءات والتتويجات.. والسؤال المطروح هو: "لصالح من، يعبث هؤلاء بالأطفال؟!! عبث طال الشكل الخارجي، ثم تعداه إلى تداعيات نفسية خطيرة، لصالح من تتقاطر الفنّانات اللبنانيّات بلباسهنّ الفاضح ومساحيقهنّ الصارخة وحركاتهنّ الغرائزية على برنامج أطفال في سنواتهم الأولى، ليتمايلن ويترنحن معهم، لصالح من تسند أغاني الغزل درجة أولى لأطفال يؤدونها على أنغام الموسيقى الصاخبة والراقصة".
لماذا هذه البرامج؟ ولماذا تستهدف الطفولة؟ وما هذه السياسة الإعلاميّة الجديدة؟؟ نعلم أنّه من الطبيعي أن يتطلع الناس إلى إخراج التلفزة التونسيّة من حلّتها الباهتة، وبرامجها المحنّطة.. ومن المعقول أن تدخل بعض الشركات الخاصة على الخط لتقوم بشراكة مع التلفزة "الوطنية" وذلك من أجل الاستفادة والإفادة فتحقق الربح التجاري، وتنهض بمستوى الحصص والمنوّعات، لكن الشراكة مع شركة "كاكتوس" للإنتاج السمعي والبصري كشفت عن أنياب الجشع المادي في أبشع صوره حيث عمدت هذه الشركة لاستغلال فضاءات قناة 7 لتمرر برامج مستنسخة أثارت الجدل في الدول الغربية - منشأها ومهدها -، فما بالك في تونس البلد العربي المسلم. "كاكتوس" هي شركة تجارية صرفة لا دخل لها بالتطوير والارتقاء وشراكتها مع تونس 7 كانت مشروطة، ففي الوقت الذي تنتج فيه برامج ذات إثارة وحراك لجلب المشاهدين بأي ثمن.. تتخلى لها القناة على أغلبية العائدات الإشهارية التي تتخلّل الحصّص، وكانت الشركة قد اشترطت على إدارة القناة أن تبث الحصص المنتجة في ساعات الذروة. الشركة المعنية والتي تنتج البرامج الأربعة الأكثر مشاهدة وهي "إحنا هكة، عندي ما نقلك، الحق معاك، سفيان شو"، تكون قد سيطرت على أغلب عائدات الإشهار دون أن تسهم في تطوير القطاع.
للتذكير أنّ المخرج والمنتج سامي الفهري ذراع "كاكتوس" الضارب، والذي سبق وأعدّ برنامج "دليلك ملك"، يعتبر مصنع البرامج المثيرة للجدل وصانع التغيير... ولنتعرف على نفوذ هذا المنتج وسطوته، ففي منتصف السنة الفارطة كانت السيدة "سارة كانون الجراية" وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين قد طالبت بإيقاف برنامج - سفيان شو - واعتبرت أنّه يضرب سلامة الطفل العقلي والسلوكي، وكانت قد أعربت بصراحة عن امتعاضها واندهاشها من تشجيع بعض كبار المسؤولين لأبنائهم على المشاركة في هذا البرنامج، وعقّبت: لو كانت كل الأسر تعي خطورته على أبنائها لاختلف الأمر.
وبعد ما يناهز السنة من تصريح السيدة الوزيرة ما زال الفهري ينتج،، والشعري ينشّط،، و"كاكتوس" تقبض.. والطفولة تدفع الثمن!!! فمن تراه ذلك الذي يدعم الفهري ويضرب بكلام الوزيرة عرض الحائط؟!!! من ذلك الذي خوّل له مركزه "الأقوى من مركز الوزيرة" ليعبث بالطفولة؟؟!!