اغلقت وزارة التربية والتكوين المهني ثلاث مؤسسات للتكوين المهني الخاص خلال سنة 2009,ووصل عدد المخالفات التي ارتكبتها المؤسسات وعددها 12 الى 60 مخالفة في2009. ويعمد العديد من اصحاب مؤسسات التكوين المهني الخاصة الى مغالطة الحرفاء ,اذ يقومون بايهامهم بمنحهم شهادة تمكنهم من الشغل, في اختصاصات متعددة كالمكتبية والاعلامية والحلاقة والتجميل واللغات,ولكن ما ان يتحصل الحريف على الشهادة بعد ان يتكبد مصاريف طائلة, حتى تتبخر احلامه عندما يكتشف ان المدرسة الراجع اليها بالنظر لا تمنح شهائد منظرة صالحة للتشغيل مستغلين في ذلك جهل جل الحرفاء بالفرق بين الشهائد المنظرة والاخرى غير المنظرة. فما الفرق بين مدرسة خاصة للتكوين المهني تمنح شهائد منظرة و اخرى لا تمنحها؟ وكيف للحريف ان يتقي شر التحيل اذا طلب شهادة تكوين تؤمن له شغلا قارا؟ الآنسة ضحى الماجري (حلاّقة تعمل منذ اكثر من سبع سنوات) ارادت ان تواكب تطورات مجال الحلاقة والتجميل لتظفر بالمزيد من الحريفات فالتحقت بمدرسة خاصة للحلاقة والتجميل,تقول:» دفعت اكثر من الف وثلاثمائة دينار لمدة ستة اشهر دون ان اتعلم شيئا, بل كنت اعلم المدرسة تقنيات الحلاقة والتجميل,فاضعت وقتي وحين حاولت فتح باب الحوار مع صاحب المدرسة مستنكرة المستوى المتدني جدا للخدمات المقدمة,رفض التحدث معي مدعيا ان لا وقت لديه, في حين امضى معي اكثر من ساعة يوم كان يعدد امتيازات المدرسة والاضافة التي ساحضى بها من خلال تلق للتكوين في المدرسة.» الآنسة ضحى ارادت اثراء معارفها ومهاراتها في مجال الحلاقة فخسرت النقود واضاعت الوقت, ولكن السيد عمار بالعيد اضاع حلما طالما راوده كما خسر صديقه الوحيد الذي اقترض منه مبلغا عجز اليوم عن تسديده كما عجز عن التخلص من شباك البطالة التي تلفه ,يقول:» تلقيت تكوينا في المكتبية بمدرسة خاصة بولاية اريانة واكد لي صاحب المدرسة انه سوف يمنحني شهادة تكفل لي عملا محترما في احدى المؤسسات,بعد سنة من التكوين طلب مني صاحب المدرسة ان اضيف سنة ثانية وبالتالي, ادفع ضعف المبلغ الاول لتصل تكلفة الشهادة الى اكثر من الف دينار. نفذت ما طلبه صاحب المدرسة ويوم تحصلت على الشهادة, ظلت ابواب العمل موصدة واكد لي الجميع ان الشهادة التي بحوزتي غير معترف بها من قبل الدولة ومن قبل الخواص, وحين توجهت باللوم الى صاحب المدرسة ,قال ان المدرسة ليست منظرة وان ذلك ما ينص عليه النظام الداخلي الذي امضيت عليه دون قراءته. وبذلك وقعت في فخ جهلي بالفرق بين مدرسة للتكوين المهني الخاص تمنح شهائد منظرة,واخرى تمنح شهائد غير منظرة.» يصل عدد مدارس التكوين المهني الخاص الى اكثر من 3000 مؤسسة تنظمها كراس شروط ,وتنقسم الى مؤسسات للتكوين الاساسي من مكتبية واعلامية وحلاقة وتجميل ولغات...ويتجاوز عددها ال800مؤسسة, و2300 مؤسسة في مجال التكوين المستمر وهي موجهة للمؤسسات والاشخاص لتطوير كفاءاتهم والالتحاق بركب التطور التكنولوجي خاصة.وهي مؤسسات تدعمها الدولة عن طريق آليات التكوين المستمر. وتنقسم الشهائد التي تمنحها مدارس التكوين المهني الخاصة الى شهائد منظرة واخرى غير منظرة. افادنا السيد ابراهيم التومي مسؤول بوزارة التشغيل والتكوين المهني ان»الشهائد المنظرة هي الشهائد المعترف بها لدى المؤسسات العمومية والخاصة ولدى الدولة في السلم الوطني للمهن.وتنظر الشهائد من طرف الوزير لمدة خمس سنوات بعد ان تمر الى لجنة قارة صلب الوزارة. وتقوم مصالح الوزارة بمراقبة المؤسسات سنويا ,كما يحضر ممثل الادارة الجهوية المعنية في الامتحانات النهائية للتثبت من مسار العملية كاملة طبقا للشروط المطلوبة. واشار محدثنا الى ان عدد المؤسسات التي لا تمنح الشهائد المنظرة لا يتجاوز ال90.» و افادنا السيد التومي ان الوزارة تقوم بالتنبيه ثم الغلق في صورة الاخلال بالشروط. لا تكفل الشغل وعن الشهائد غير المنظرة, قال السيد ابراهيم التومي» يمنع كتابة التنظير في الشهادة غير المعترف بها لدى الوظيفة العمومية والادارات. وتقتصر الشهادة المذكورة على الافادة بان صاحبها تلقى تكوينا مكنه من اكتساب بعض المهارات.» واكد محدثنا ان كل التشكيات التي تبلغ الوزارة ضد مؤسسات التكوين المهني الخاص تأخذ طريقها الى التسوية عن طريق مراقبة المدارس وتوجيه وارشاد اصحابها.وفي صورة ملاحظة حدوث تجاوزات بالغة,يتم الانذار ثم الغلق كما ينص عليه كراس الشروط. ولتجنب التعرض الى التحيل او المغالطة,يقول السيد ابراهيم التومي «يجب الاطلاع على القانون الداخلي للمؤسسة والذي ينص على ان الشهادات منظرة او غير ذلك.»