بعد اعتذار ثاني أكبر صحف الدنمارك عن نشرها هذه الرسوم قيادي دنماركي مسلم: فلنغلق ملف الرسوم المسيئة
قدس برس - إسلام أون لاين.نت كوبنهاجن- طالب رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي العالم الإسلامي بوقف أي مقاطعة أعلنها ردا على نشر صحف دنماركية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- عام 2005، وذلك بعد أن اعتذرت "البوليتيكن"، ثاني أكبر صحيفة دنماركية، عن نشر هذه الرسوم. ففي تصريحات لوكالة "قدس برس" نشرتها الأحد 28-2-2010 أشاد الحمدي باعتذار الصحيفة، مطالبا الدول الإسلامية بإنهاء ملف الرسوم المسيئة، ووقف قرار المقاطعة الاقتصادية والسياسية وغيرها مما تم اتخاذه ردا على نشر الرسوم المسيئة "حتى يثبت المسلمون إيجابيتهم تجاه الآخر"، على حد تعبيره. ووصف اعتذار "البوليتيكن" بأنه "انتصار كبير لصوت العقل والحكمة"، داعيا المسلمين إلى الترحيب بهذه الخطوة ودعمها لترسيخ قيم التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع الدنماركي. ويعيش في الدنمارك حوالي 200 ألف مسلم من أصل نحو خمسة ملايين نسمة. عودة للحق الحمدي شدد على أن نشر "رسوم (الرسام) كورت فيستركورد القبيحة" مثل إساءة للمسلمين، وسبب لهم حزنا وتأثرا عميقين، ورأى أن اعتذار "البوليتيكن" يمثل "خطوة إضافية لدعم التوجه المتسامح الذي أكدته القوى الحية في المجتمع الدنماركي في عدة خطوات". وأضاف: "لا شك أن خطوة الاعتذار تستحق منا نحن المسلمين كل الترحيب والتقدير، ونعتبرها خطوة تنتصر للعقلانية ولقيم التعايش المطلوب الذي ندعو إليه نحن المسلمين، وهذه عودة للحق قامت بها الصحيفة بشجاعة نادرة تستحق عليها كل الاحترام والتقدير". ورأى أن هذه الخطوة "تأتي في سياق عام يدعم توجه التعايش بين مختلف الأقليات في المجتمع الدنماركي، سواء تعلق الأمر بسبر الآراء الذي لم ير مانعا في بناء المساجد بصوامعها (مآذنها)، أو تعلق الأمر باستطلاع الرأي الذي رفض إعادة نشر الرسوم بأغلبية مطلقة". يشار إلى أن اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء رفضت اعتذار الصحيفة الدنماركية، قائلة في بيان: إن هناك فرقا بين اعتذار يتضمن الاعتراف بالخطأ، مما يُلزمُ بعدم معاودة هذا الخطأ، واعتذار لا يتضمن الاعتراف بالخطأ، بحسب صحيفة "الرياض" السعودية اليوم. ولا تتوافر إحصاءات عن المقاطعة في العالم الإسلامي لكوبنهاجن اقتصاديا أو سياسيا، وهي مقاطعة شعبية بالأساس، وكانت صحيفة "يولاندز بوست" الدنماركية قد بدأت نشر الرسوم المسيئة عام 2005، ثم أعيد نشرها في صحف دنماركية وغربية أخرى بدعوى الدفاع عن حرية التعبير، ما تسبب في موجة احتجاجات عارمة في أرجاء العالم الإسلامي، وأضر بالعلاقات بين الدول الإسلامية والدنمارك، التي رفضت الاعتذار عن هذه الرسوم