لندن - قال وزير بريطاني إن حزب العمال الحاكم "بات مخترقا من جماعة إسلامية أصولية تضم عناصر من حركة طالبان تريد إنشاء حكومة إسلامية في بريطانيا"، بحسب صحيفة "ذا صنداي تليجراف"، بينما رأت أوساط إسلامية بريطانية أن هذه التصريحات تأتي في "إطار حمى معركة الانتخابات العامة" المقررة في مايو المقبل. ونقلت الصحيفة البريطانية في عددها الصادر الأحد 28-2-2010 عن وزير البيئة البريطاني جيم فيتزباتريك، قوله إن "جماعة إسلامية تعرف باسم (المنتدى الإسلامي في أوروبا)، تتبنى أفكارا جهادية وتسعى إلى تأسيس دولة إسلامية في أوروبا وبريطانيا، نجحت في وضع عناصر بمواقع في الحزب، مسئولة عن تنسيق إجراءات خوض الحزب المعركة الانتخابية، وذلك للتأثير في عملية حشد للناخبين"، على حد قوله. وذكر فيتزباتريك أن هذه الجماعة "أصبحت موجودة بشكل سري داخل حزب العمال، وفي الأحزاب السياسية الأخرى" في بريطانيا. وفي السياق ذاته، قال الوزير في حكومة رئيس الوزراء العمالي جوردون براون: إن "المنتدى الإسلامي في أوروبا يتصرف كمنظمة سرية، ويزرع عناصر تابعة له في الأحزاب السياسية أو يجند آخرين من داخل هذه الأحزاب، لتعظيم نفوذهم السياسي، سواء على المستوى المحلي أو الوطني العام في بريطانيا"، على حد تعبيره. واعتبر أن تلك "العناصر على خلاف كامل مع برنامج حزب العمال الذي يتبنى العلمانية منهجا له في الحكم". وعلى صعيد متصل، رأى فيتزباتريك أن أعضاء المنتدى نجحوا أيضا في اختراق بعض المجالس المحلية في بريطانيا، وحصل أفراده من خلال عملهم على دعم مالي يقدر بنحو عشرة مليارات جنيه إسترليني "من أموال دافعي الضرائب، وكثير منها من أموال الحكومة التي من المفترض أنها تهدف إلى منع التطرف العنيف"، بحسب قوله. وأشار فيتزباتريك إلى أن لديه معلومات تفيد بأن قيادات من المنتدى نظمت اجتماعات في السنوات الماضية، مع من وصفهم ب"المتطرفين"، وفي ذلك عناصر من حركة طالبان، بجانب أشخاص تم اتهامهم بالتورط في هجمات سبتمبر 2001، بحسب معلومات نسبها لمكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي). "أهداف انتخابية" اتهامات الوزير فيتزباتريك، أرجعها قيادي في الأقلية المسلمة –فضل عدم ذكر اسمه- إلى أهداف انتخابية، مشددا على أن الوزير البريطاني وقيادات أخرى في حزب العمال تسعى لحشد الشارع البريطاني وراء خطط حكومية ضد التطرف. ووصف القيادي في حديث خاص لشبكة "إسلام أون لاين.نت" اتهامات الوزير بأنها "تأتي في حمى الانتخابات العامة، والتي سوف تجرى خلال الأشهر القليلة القادمة". وأضاف أن "المنتدى الإسلامي الأوروبي جماعة غالبيتها من أصول بنجالية، تؤمن بالعمل السياسي والديمقراطية، بعيدا عن كل أشكال العنف، منتقدا مثل هذه الاتهامات"، وقال: "نحن ندعو شبابنا للاندماج الإيجابي في المجتمع والمشاركة في العملية السياسية التي تقوم على قواعد الديمقراطية، ونحافظ عليهم من الأفكار المتطرفة الأخرى". وشدد في المقابل على أنه "من حق كل مواطن بريطاني، وفي ذلك المسلمين، الوصول لأعلى المناصب"، في إشارة إلى حديث الوزير البريطاني عن وصول بعض أعضاء المنتدى إلى مراكز في أحزاب سياسية ومواقع محلية حكومية بريطانية. "مواطنون درجة ثانية" وقال إن ترديد الوزير لمثل هذه الكلمات "يعني أنهم (في حزب العمال والحكومة) ينظرون إلى المسلمين كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو حتى العاشرة، ليس لهم أية حقوق". وأوضح قائلا: "نرفض الإرهاب من جهة المسلمين، لكننا نرفض أيضا التطرف ضدهم من الجهات التي تسعى لهضم حقوق المسلمين"، متهما تلك الجهات التي لم يسمها مباشرة، بأنها تساهم في تقوية الإرهاب بدعوى أنها تحاربه. وفي السياق ذاته، انتقد القيادي المسلم (ذا صنداي تليجراف) قائلا: هي منبر لأحد أوساط اليمين البريطاني القريب من اللوبي الصهيوني والتي تسعى إلى تشويه سمعة الإسلام والمسلمين، بحسب قوله. وشدد على أن المسلمين يشاركون بإيجابية في كل مناحي الحياة في المجتمع البريطاني، مشيرا إلى وصول الصادق خان وزير النقل الحالي، كأول مسلم يصل إلى هذه المرتبة في تاريخ بريطانيا، وقال إن ذلك لم يكن ليحدث إذا كان المسلمون متطرفين كما يحاول اليمين البريطاني تصويرهم. ورأى أن هناك مخاوف لدى ما وصفها بالأوساط الصهيونية في بريطانيا من التنامي الحالي في أعداد المسلمين؛ حيث يصل عددهم إلى عشرة أضعاف اليهود في بريطانيا "وهو ما يثير مخاوفها (الأوساط الصهيونية) من المستقبل". ويشكل مسلمو بريطانيا البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة، بحسب آخر إحصائية رسمية، نسبة 3.3% من تعداد سكان بريطانيا الذي ناهز ستين مليونا، وهم الأكثر اندماجا في مجتمعهم من أي بلد آخر من بلدان الاتحاد الأوروبي، بحسب دراسة أخرى حديثة موّلها رجل الأعمال اليهودي الأمريكي جورج سوروس، ونشرت "الصنداي تايمز" البريطانية نتائجها الأحد 13-12-2009. مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4717&t=وزير بريطاني: "طالبان" تخترق حزب براون &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"