لندن – قالت مصادر بحزب العمال البريطاني إن جماعات يمينية متطرفة تقود برامج التدريب والتأهيل الخاصة بمرشحي وناشطي حزب المحافظين البريطاني المعارض، في إطار استعداداته للانتخابات العامة المقررة في بريطانيا في مايو المقبل، بحسب صحيفة الجارديان. ونقلت الصحيفة عن النائب عن حزب العمال الحاكم جون كروداس: "هل يعقل أن يعتمد حزب المحافظين على عناصر يمينية لتدريب مرشحيه، بينما تسيطر على قواعده عناصر يمينية متطرفة أيضا؟". وبحسب معلومات "الجارديان" السبت 6-3-2010، فإن 11 على الأقل من مرشحي حزب المحافظين يتلقون تدريباتهم وتأهيلهم حاليا في مؤسسة "يونج بريتون فاونديشن" المعروف عنها اتجاهاتها اليمينية المتطرفة، وهي الجهة الرئيسية التي تقدم التدريب للناشطين الشباب من حزب المحافظين، وقدمت حتى الآن تدريبا لحوالي 2500 من نشطاء الحزب، وفقا لمصادر مقربة منه. وفي تعقيبه على الأمر، قال دونال بلاني الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في "يونج بريتون فاونديشن": "إننا مدرسة محافظة، نقوم بتنشئة جيل جديد على أساس القيم الراديكالية المحافظة"، وأضاف: "نحن نذهب إلى المدارس، ونقوم باختيار عدد من الأطفال، وإعطائهم تأهيلا وفق القيم المحافظة" للمجتمع البريطاني. وتأسست المؤسسة في عام 2003، ولها صلات قوية مع تيار المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة وحركة المحافظين في بريطانيا، وتعمل كهمزة وصل بين كلا التيارين من خلال الأطلنطي، عن طريق القيام برحلات منتظمة لنشطاء بريطانيين إلى الولاياتالمتحدة. وذكرت الجارديان ذات التوجه المحافظ أنه في عام 2008، تولى بلاني إرسال نشطاء من حزب المحافظين من أرسنال إلى بلو ريدج بولاية فرجينيا الأمريكية للتدريب على استخدام الأسلحة النارية. وبحسب موقعه على شبكة الإنترنت فإن بلاني -وهو المسئول عن برامج تدريب شباب السياسيين- يؤيد استخدام بعض وسائل التعذيب للسجناء، مثل تعريضهم لتجارب محاكاة الغرق، كما أنه يؤيد اعتماد الولاياتالمتحدة لقوانين أكثر ليبرالية في مجال حيازة الأسلحة النارية. وقالت الصحيفة إن بعض آراء بلاني الأخرى أثارت صدمة لدى الجمهور البريطاني؛ حيث دعا إلى إلغاء النظام الوطني للتأمين الصحي معتبرا أنه مضيعة للمال. حرج وأدى الكشف عن هذه المسألة إلى حرج لحزب المحافظين، الساعي إلى الفوز في انتخابات مايو المقبل، بعد انتقادات وجهها له خصومه السياسيون في حزب العمال الحاكم. ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الوزراء البريطاني العمالي السابق جون بريسكوت، أن هذا الأمر يبين الانقسام القائم في الحزب ما بين الوجه الباسم لحزب المحافظين ممثلا في زعيمه ديفيد كاميرون، وبين الجناح الأكثر محافظة للحزب. وتابع بالقول: "إن على كاميرون الذي يظهر ليبرالية أن يتبرأ من "يونج بريتون"؛ لأن هذا الوضع من التعاون بين الحزب وهذه المؤسسة يجعلنا نتساءل عن إذا ما كانت تلك هي الطبيعة الحقيقية لحزب المحافظين؟". وفي المقابل حاول بعض مسئولي حزب المحافظين أن ينأوا بأنفسهم عن التورط في علاقة مع هذه الجماعة اليمينية. وقال وزير الدفاع في حكومة الظل الخاصة بحزب المحافظين (وهي حكومة بديلة تشكلها عادة أحزاب المعارضة في البلدان الديمقراطية الغربية) ليام فوكس: "أنا لا أقر أفكارهم أو التعاون معهم" في إشارة إلى منظمة "بريتون يونج". وقال فوكس أمام مجلس العموم البريطاني خلال شرح لسياسة حزب المحافظين في مجال الدفاع: "أنا أتكلم مع الكثير من المنظمات، ولكن هذا لا يعني أن أدعمهم أو أكون مؤيدا لوجهة نظرهم". وفي ذات السياق قال إريك بيكلز القيادي في حزب المحافظين إنه لا يعلم شيئا عن وجهات نظر بلاني المتطرفة ولا يؤيدها، مشيرا إلى أن الحزب لا يحصل على خدمات من ال"يونج بريتون"، ولا يدفع لها أموالا نظير دورات، إلا أنه أشار إلى أنه يدعم حصول شباب الحزب على دورات فردية في المؤسسة. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "آي سي إم" للأبحاث لحساب صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد"، فإن المحافظين يحصلون على 40% من نوايا الأصوات بتقدم تسع نقاط على حزب العمال الذي يحصل على 31%، بينما يحتل الليبراليون الديمقراطيون المرتبة الثالثة بحصولهم على نسبة 18%..
مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4892&t=اليمين المتطرف "يقود" حزب المحافظين ببريطانيا &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"