يطالب البرلمان الهولندي بنقاش عاجل حول المؤتمر الإسلامي الذي تنظمه جماعة الإخوان المسلمين في هولندا. يوسف القرضاوي، واحد من قياديي الجماعة، كان قد أيّد الهجمات الانتحارية. ولكن هل جماعة الإخوان المسلمين اليوم منظمة راديكالية بالفعل؟غالباً ما تتحدث الأنباء عن جماعة الإخوان المسلمين في هولندا. في البداية كان هناك ضجة حول الزعيم المسلم يحيى بويافا، التي زعمت بعض التقارير انه عضو سري في جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، الأمر الذي أنكره. والآن سينعقد مؤتمر "الإسلام في هولندا" في نهاية شهر مايو، ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي تتولى تنظيمه، حسب صحيفة التلغراف. وتطالب الأحزاب البرلمانية، الحرية والليبرالي والمسيحي الديمقراطي والحزب الإصلاحي المسيحي، بنقاش عاجل حول ذلك مع وزير العدل هيرش بالين. تأسست جماعة الإخوان المسلمين، وهي واحدة من أولى الحركات الإسلامية السياسية المعاصرة، في مصر عام 1928 بهدف تأسيس الدولة الإسلامية. في الخمسينات والستينات من القرن الماضي أتى الكثير من أتباع الحركة للدراسة في الجامعات الأوروبية. واليوم يشكلون شبكة ذات نفوذ من المسلمين المثقفين الذي يحتلون مواقع رئيسية في المنظمات الإسلامية في أوروبا. تجدد الجدل الدائر حول جماعة الإخوان المسلمين، بصدور التقرير السنوي لوكالة الاستخبارات الهولندية، والذي يصنف جماعة الإخوان المسلمين ضمن الحركات الإسلامية الراديكالية. يقول التقرير: "على الرغم من أن منظمة الإخوان المسلمين تبدو وكأنها تسعى لخلق أجواء إسلامية ودية في أوروبا، إلا أنه من المحتمل أن يتعارض تفسيرها الأرثوذكسي للإسلام إلى حد بعيد مع مبادئ النظام الديمقراطي". ولكن هل الإخوان المسلمون راديكاليون ومتشددون إلى هذا الحد بالفعل؟ خبير الشرق الأوسط رول ماير من معهد كلينجندال لا يعتقد ذلك: "في السابق كانت الحركة راديكالية بالفعل. كانوا يريدون دولة إسلامية ويستخدمون العنف لتحقيق ذلك بشكل مثالي. ولكن في الثلاثين سنة الماضية تبنوا العديد من العناصر الديمقراطية في إيديولوجيتهم، مثل حقوق المواطن والفصل بين السلطات". يقول ماير إن الحركة تتصرف في الكثير من البلدان العربية كحزب ديمقراطي مقارنة مع الديمقراطيين المسيحيين في أوروبا: "في سوريا تبنى الإخوان المسلمون منذ خمس سنوات برنامجاً ديمقراطياً كاملاً، وحزب العدالة والتنمية المغربي، المحسوب على الإخوان المسلمين، يعتبر واحدا من أكثر الأحزاب ديمقراطية في المغرب". يقول لورنزو فيدينو، باحث في جامعة هافارد، لا يسعى الإخوان المسلمون في أوروبا إلى إنشاء دولة إسلامية أو تطبيق الشريعة الإسلامية: "إننا نتحدث هنا عن منظمة سياسية واقعية جداً تسعى للحصول على نفوذ داخل المجتمع الإسلامي والمجتمع الأوروبي". فيدينو مقتنع تماماً أن الإخوان يتكلمون بلسان مزدوج، وأنهم أكثر راديكالية مما يُظهرون: "للعالم الخارجي يقدمون أنفسهم كحركة معتدلة تنادي بالاندماج والحوار الديني وترفض الإرهاب. ولكن ضمن المسجد وفي كتبهم، يعلمون عكس ذلك تماماً. ويعتبرون أوروبا مجتمعا فاسدا لا ينبغي الاندماج به؛ والإجراءات التي تتخذها الحكومات الغربية يتصورونها حرباً على الإسلام". يقول ماير إن السمعة الراديكالية للإخوان المسلمين في الغرب تعود بشكل خاص لدعمهم لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية: "بعض الإخوان المسلمين أيدوا بالفعل الهجمات الانتحارية التي تقوم بها حماس". يتفق كلا الباحثين على أن تأثير الإخوان المسلمين في هولندا محدود جدا ولا يتمتعون بثقل وسط المسلمين الهولنديين: "الإخوان المسلمون حركة عربية، ولهم أنصار في فرنسا بشكل خاص، حيث للكثير من المسلمين خلفية عربية. وليس لهم أي تأثير في ألمانيا أو بريطانيا، لأن أغلب المسلمين هناك من أصول تركية وباكستانية. ونفوذ الإخوان في هولندا لا يكاد يذكر". تقرير: ميشيل هوبينك تاريخ النشر : 26 April 2010 - 11:51am