كشفت شرطة دبي أن محمود المبحوح القيادي بحماس والذي تم اغتياله في دبي في التاسع عشر من الشهر قبل الماضي تم حقنه بمادة «سيكسنيل كولين» والمعروف تجاريا بمادة «سوكساميثونيوم كلورايد» ذو التأثير الفعال والسريع في ارتخاء جميع عضلات الجسم. وقال مصدر من شرطة دبي بحضور خبير سموم بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وبطي الفلاسي مدير ادارة الاعلام الأمني ان هذا العقار يستخدم طبياً في عمليات التخدير الكلي، وحالات الطوارئ بغرف العناية الفائقة لما له من تأثير سريع وقصير مؤد الى ارتخاء في عضلات الجسم، لتسهيل عملية إدخال أنابيب التنفس الاصطناعي داخل القصبة الهوائية، ولفت الى أن حقنه يكون عبر الوريد. واضاف المزينة نائب قائد شرطة دبي أن المبحوح مات بالخنق، وهذا ثابت فعلياً من التشريح، ولكن شرطة دبي لم تكتفِ بعمليات التشريح، واتخذت العديد من الاجراءات ومنها عينات من جسد المجني عليه حيث تبين من خلال النتائج ان المجني عليه تم حقنه بمادة لشل حركته وتم الحقن عشوائياً وليس عبر الوريد. من جانبه، أوضح خبير السموم انه تم قطع جزء من نسيج الجلد وطبقة تحت الجلد من فخذ المبحوح، ومن مكان تم الاشتباه بوجد آثار حقنة فيه، لافتا الى ان تحليل تلك العينات استغرق نحو الشهر وهذا الأمر ليس غريباً للتأكد ومراجعة النتائج حيث تبين مكان وجود مادة «سيكسنيل كولين» في نسيج الجلد والعينات التي تم أخذها. وأشار إلى ان هذه المادة تستخدم في افريقيا للسيطرة على الحيوانات المفترسة وشل حركاتها والسيطرة عليها. خطورة المادة المخدرة وقال ان هذه المادة اكتشفت كعقار طبي لعمليات التخدير الكلي في عام 1950، وأنه لو زادت نسبتها تؤدي الى الوفاة، خاصة اذا تراوحت الجرعة ما بين 10 الى 50 مليغراماً فتؤدي لوفاة الحيوان في مدة تتراوح ما بين 5 الى 10 دقائق على الأكثر. ولفت الى ان هذه المادة خطورتها انها تتكسر سريعاً عبر انزيمات الجسم وتمتزج مع الجزء العصبي للجسم، ومن هنا تؤدي الى الشلل واذا كانت جرعتها كبيرة تصل الى الجهاز التنفسي وتؤدي الى الوفاة. وأضاف ان الجرعة التي أعطيت للمبحوح كانت كبيرة، فتبقى منها جزء في الجلد وجزء آخر تكسر مع الأنزيمات وبالتالي كانت النتيجة انه تم حقنه بهذه المادة للسيطرة عليه سريعا ومن ثم خنقه. واستطرد اللواء المزينة أن الكمية التي تم حقن المبحوح بها قد لا تزيد على 20 مليغراماً وليس شرطاً ان يكون من قام بحقنه طبيباً. وأكد المزينة أنه سيتم دعم ملف القضية بنتائج كل الفحوص التي يتم إجراؤها، وهناك تعاون وتنسيق كبيران بين شرطة دبي ومنظمة الانتربول الدولي، إضافة الى الاتفاقيات الأمنية الثنائية الموقعة مع العديد من دول العالم وبالتالي هناك تعميم دولي على المشتبه بهم في كل مطارات العالم بعد إصدار النشرة الحمراء بحقهم.