انطلقت الاثنين بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر" بمشاركة خبراء ومختصين من الجزائر ومن دول عربية وأجنبية. وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور الشيخ بوعمران "إنّ هذا اللقاء يأتي في سياق الرد على تساؤلات بعض المفكرين حول مدى انسجام الإسلام مع العقل ومدى إسهامه في الحضارة العالمية". وأوضح بوعمران "أنّ هذه التساؤلات ناتجة عن قلة الاطلاع على الثقافة الإسلامية منذ بداية ظهورها وغياب الاهتمام بها من قبل بعض الباحثين والعلماء والإعلاميين خاصة في العالم الغربي" مشيرا إلى أنّ "القرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما حثا على أهميّة العلم والمعرفة والبحث والاطلاع في العلم العقلي". ويشارك في هذا الملتقى عدد من علماء الدين والخبراء والباحثين من الجزائر ومن دول إسلامية وأجنبية من بينهم الدكتور نضال قسوم من جامعة الإمارات العربية بالشارقة وأحمد جبار أستاذ بجامعة ليل بفرنسا والهاشمي أبو بكر من المدرسة العليا للأساتذة بالجزائر. ويهدف هذا الملتقى الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى على مدى ثلاثة أيام إلى مناقشة ودراسة المواضيع ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية في العصور الوسطى لا سيما في العهد العباسي وما حققته من تطور وازدهار وإشعاع في مختلف العلوم العقلية وربطها بالحاضر لتدارك النقائص المسجلة حاليا. وقال الشيخ بوعمران "أنّ الملتقى سيناقش أيضا علاقة الإسلام بمجالات الفلسفة وعلوم النفس والاجتماع والتاريخ إضافة إلى الإعجاز العلمي في القرآن ومواضيع أخرى ذات علاقة بمجال الطب والرياضيات وعلوم الفلك والفيزياء والكيمياء". وأشار إلى "أنّ تنظيم الملتقى يأتي في سياق مسعى لتصحيح نظرة الغرب الخاطئة تجاه العالم الإسلامي وكشف الماضي الزاهي ومساهمة الحضارة الإسلامية في تقدم الإنسانية وتوضيح المساهمات الخالدة للعلماء المسلمين في التقدم العلمي للبشرية". ودعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر إلى "الحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي والاستلهام منه لتحقيق تنمية في مختلف المجالات لاسيما العلمية منها إلّا أنّه بات من الضروري الكف أيضا من تمجيد الماضي فقط". وأكد "أنّه يتعين علينا كمسلمين البحث في كيفية الاستفادة من حضارات الآخر والاستلهام من حضارتنا الإسلامية لتدارك النقائص والفجوات العلمية المسجلة حاليا" مشددا على أهمية ربط الماضي بالحاضر لتحقيق تنمية علمية شاملة في المجتمع. وذكر "أنّ العديد من العلماء المسلمين إبّان العهد العباسي أمثال ابن رشد والخوارزمي وابن الهيثم وغيرهم استلهموا من علوم أجنبية تستمد مرجعيتها من حضارات اليونان والصين والهند والرومان لتطوير أبحاثهم العلمية خاصة في علوم الطب والرياضيات والكيمياء".
كما يتناول برنامجه عدة محاضرات تناقش "دور الحضارة الإسلامية في نقل العلوم إلى أوروبا" و"نظرية الإعجاز العلمي في القرآن" و"التصوف في الإسلام". وستتواصل أعمال الملتقى على مستوى أربع ورشات عمل تعكف على مناقشة ودراسة العلوم العقلية المتمثلة في مجالات الفلسفة وعلوم النفس والاجتماع والتاريخ كما سيدرس المشاركون في الورشات مواضيع أخرى ذات علاقة بمجال الطب والرياضيات وعلوم الفلك والفيزياء والكيمياء.