لجنة السياسات كانت تطمح لإستثماره في الترويج للنظام إستقالة شيخ الأزهر من الحزب الحاكم.. وارتياح بالغ بين قوى المعارضة للقرار القاهرة 'القدس العربي' من حسام ابو طالب:سادت أمس حالة من الفرح بين رجال الدين وسائر القوى الوطنية خاصة تلك التي تنتمي للمعارضة على اثر موافقة الرئيس المصري حسني مبارك بصفته رئيسا للحزب الوطني على الاستقالة التي تقدم له بها د.أحمد الطيب شيخ الأزهر من عضوية المكتب السياسي بالحزب الوطني. ونسبت مصادر داخل المشيخة للطيب فور علمه بموافقة مبارك على استقالته من الحزب قوله 'الحمد لله أن هيأني للتفرغ للدعوة ولخدمة الاسلام وأهله وتلك أسمى المهام التي بوسع أي عالم دين أن يقوم بها'. وكانت التقارير التي تسربت من مشيخة الأزهر قد أشارت إلى'أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب سيتقدم باستقالته من الحزب الوطني عقب تماثل الرئيس مبارك للشفاء وذلك بعد أن طلبت منه قيادات نافذة داخل الحزب الحاكم ذلك بعد توليه منصب شيخ الأزهر، حتى لا تتعارض هذه العضوية مع دعوة الحزب للفصل بين الدين والسياسة، وبين المؤسسات الدينية والسياسية. وقد قاد العديد من الكتاب فضلاً عن نشطاء ورموز في قوى المعارضة المختلفة حملة مكثفة فور تولي شيخ الأزهر منصبه حيث طالبوه بالانسحاب من الأمانة العامة للسياسات التي يرأسها جمال مبارك حتى لايتم استخدامه في خدمة المآرب السياسية التي يريدها أصدقاء جمال وفي مقدمتها الحصول على فتوى من قمة المؤسسة الدينية تبيح لمبارك الإبن الصعود الى عرش والده خلال المرحلة المقبلة وعلمت 'القدس العربي' أن الشيخ الطيب تنفس الصعداء على إثر قبول الرئيس استقالته وذلك من أجل رفع الحرج الذي يلاحقه أينما حل. ويريد الطيب أن يتفرغ لشؤون المشيخة والتي يرى أنها تحتاج لأضعاف وقته قيام الطيب بتقديم استقالته جاء بناء على طلب الحزب نفسه، لكن إرجاء الاستقالة سببه غياب الرئيس مبارك، بعد العملية الجراحية التي أجراها في ألمانيا. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' اشار الشيخ سيد عسكر النائب بالبرلمان عن الإخوان المسلمين إلى أن تلك الخطوة التي تمت أمس صححت الكثير من الأخطاء ومن شأنها أن تحافظ على مكانة الشيخ الطيب في أوساط رجال الدين وبين الجماهير. ودعا عسكر الطيب لأن يقوم بما يمليه عليه ضميره وألا يهتم بشراء ود السلطة مشدداً على أن المكانة السامية التي يشغلها ينبغي ان تدفع به لأن يكون هو الآمر الناهي وليس مأموراً. وأعرب الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر عن سعادته بتلك الخطوة التي قام بها الشيخ الطيب، مشدداً على أن الجماهير تنتظر منه الكثير خلال المرحلة المقبلة اضاف الأطرش ب'ان المكانة التي يتبوأها الشيخ أسمى وأعلى بكثير من أي مكانة من نوعها يتبوأها أهل السياسة في مصر والعالم العربي والأسلامي. وثارت تكهنات عن ان حالة من الضيق عمت أعضاء في الحزب الحاكم كانوا ينظرون لوجود الطيب بينهم باعتباره تجميلا وتطهيرا لصورة الحزب الملطخة بالفساد الكراهية بين المواطنين. وفي هذا السياق اشار النائب بالبرلمان عن حزب الوفد محمد عبد العليم إلى أن قرار الطيب جيد ومحل تقدير الشارع وبالرغم من ان النظام سوف يسعى لاستثمار القرار باعتبار أنه لايستخدم الدين لخدمة مصالحه السياسة إلا أن قيادات الحزب كانت تطمح لو بقي الطيب في موقعه من أجل الترويج لمزاعم من نوعية أن الحزب الحاكم يحتوي على كوكبة من رموز المجتمع بمن فيهم رجال الدين. يذكر أن عضوية الطيب بالمكتب السياسي للحزب الوطني مضى عليها أكثر من عامين وطالبته الجماهير بتقديم استقالته من الحزب، بعد اختياره لمنصب شيخ الأزهر، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها شيخ الأزهر عضوا في الحزب الحاكم. غير أن معلومات أخرى تقول بأن العديد من رجال الدين التابعين للمؤسسة الرسمية كانوا أعضاء في الحزب ومن بينهم الفقيد الراحل محمد سيد طنطاوي. وتشير بعض الأنباء الى أنه كان يحمل تلك العضوية منذ أكثر من عقدين