شهد الأسبوع الماضي سابقة هي الأولى من نوعها على الساحة الكويتية، حيث قامت أجهزة الأمن الكويتية باعتقال سبعة عشر مقيمًا من الجنسية المصرية، ومن ثم ترحيلهم إلى مصر. وجاء ذلك على خلفية دعوتهم لعقد الاجتماع الأول للجمعية الوطنية للتغيير في الكويت، معلنين بذلك تأييدهم للسيد البرادعي، ورغبة منهم في ممارسة حقهم في المشاركة السياسية والمساهمة في صنع المستقبل السياسي لبلدهم "مصر" خلال الفترة القادمة. ولكنهم نسوا أو تناسوا أنّ حقهم في المشاركة السياسية وبناء البلاد وتحسين أحوال العباد داخل مصر نفسها مسلوب! كما يبدو أنه خانهم التقدير في الدعوة إلى عمل ذي طابع سياسي ولو كان بسيطًا في بلد غير بلدهم وخاصةً أنهم متغربين وليسوا في موطنهم الأصلي!
لم يتوقع القائمون على ذلك الاجتماع البسيط ردّة الفعل التي قوبلوا بها، فلم يكن شكل اللقاء خارج عن المألوف، ولم تجر أية مظاهرات أو اعتصامات لدى السفارة المصرية أو غيرها كما تناقلت بعض وسائل الإعلام، إنما كان مجرد اجتماع في مكان عام في مقهى على الخليج العربي عادة ما يرتاده المقيمون من مختلف مشاربهم. لم تكن السياسية هي وحدها من تجمعهم في هذا المقهى، فقد كانت الأعداد التي تجتمع فيه أكبر بكثير من أصحاب البرادعي. لكن ما كان يجمعهم هو "أفيون الشعوب" كما يمكن تسميته، مباراة لكرة القدم تمت الدعوة لها من خلال الفيس بوك، "وما أدراك ما الفيس بوك"، وكذلك من خلال بعض الصحف المحلية. وقد قام البعض خلال تلك الأمسية بارتداء قمصان عليها اسم الجمعية الوطنية للتغيير، فما أن تم هذا الاجتماع حتى قامت قوات الأمن الكويتية على غير العادة بإلقاء القبض عليهم وترحيلهم خلال ساعات دون مبرر أو ذنب يستدعي ذلك. هذه هي باختصار ملابسات ما حدث للإخوة "البرادعيين" إن صحت تسميتهم بذلك. سنقف مع ما جرى كما تفعل قناة الجزيرة في "ما وراء الخبر"، هل يا ترى ما فعلته هذه المجموعة محظور وخارج عن القانون بشكل يستدعي الاعتقال والترحيل. الجزيرة توك أجرت بعض الاتصالات مع بعض المثقفين والصحفين الكويتيين فذكروا أنّ ما جرى لا يتعدى كونه مجاملة سياسية من الحكومة الكويتية، ربما لتهنئة السيد مبارك بعودته بالسلامة من رحلة العلاج، خاصةً أنّ القبض على الإخوة "البرادعيين" تم بطلب من السفارة المصرية في الكويت. وبعضهم قال أنّ هذا التصرف من قبل الحكومة الكويتية جاء من خلال قانون التجمعات الذي ينص على حظر عقد اجتماع في مكان عام لأقل من ثلاثين شخصًا دون أخذ الأذن من السلطات الرسمية في البلد وذلك قبل خمسة أيام من موعد الاجتماع، وهذا ما لم يفعله الاخوة "البرادعيون". قانون منع التجمعات هذا صيحة صارخة في جميع الدول العربية، فهو قيد آخر من القيود لأصحاب الفكر أو أصحاب القضايا، يحرمهم من أن يجتمعوا دون أن يكون عليهم رقيب. قانون التجمعات ذلك ليس فقط في دولة الكويت فحسب ولكنه من الأمور القليلة التي اجتمع عليها الإخوة العرب، فيبدو أنه قانون قائم د في جميع بلاد العرب هذا والله أعلم. هذا القانون ربما بحاجة أن يسلط عليه من خلال وسائل الإعلام المختلفة، فهذا القانون يجعلنا نراجع العديد من الاجتماعات التي نقوم بها بعيدًا عن توجهاتنا في تلك الاجتماعات. أما الفيس بوك الذي بدأ يتدخل في حياتنا السياسية بنفس القدر الذي يتدخل في حياتنا الاجتماعية، فقد دفع بعض الدول العربية إلى حجبه عن مستخدمي الإنترنت في دولهم من باب "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة". ختامًا كانت جدتي رحمها الله دائمًا ما تنصحنا بأن نبتعد عن السياسية فهي مجلبة للهم ومدعاة للغم، وعادة ما تجد فيها نهاية الرجل الشجاع، بيد أنّ أصدقاءنا إما أنهم لم يسمعوا لحديث جداتهم أو أنهم بلا جدات فلم يحظوا بتلك النصيحة، فكانت النتيجة أنهم فقدوا الاستقرار وقطعت عنهم لقمة عيشهم، وكان ما كان. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=6012&t="البرادعيون" في الكويت!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"