إنّا لله وإنّا إليه راجعون... كل نفس ذائقة الموت... هذا ما وعد الرحمان وصدق المرسلون... اللهم ارزق أهله الصبر والسلوان
إلى جنات الخلد يا إسماعيل
أخ وصديق آخر ينتقل إلى جوار ربه قبل أن نلتقي مرة أخرى بعدما افترقنا غير مختارين الأخ إسماعيل السعيدي رحمه الله التحق أواخر سنة 1985 بالجزائر مع ثلة أخرى من الإخوة للدراسة الجامعية بالجزائر وبقي هناك إلى أن تخرّج من المدرسة الوطنية للإدارة ببنعكنون الجزائر العاصمة كان الفقيد يسكن بحي تلملي بالقرب من مسجد الإمام فضيل الورتلاني ومحاذيا للجامعة المركزية، كان ملازما لصلاة الجماعة وخاصة العِشاء بمسجد الشيخ الورتلاني.. أمّا صلاة الجمعة فكان يؤديها بمسجد الجامعة المركزية التي يحضرها الآلاف من شباب الجزائر العاصمة حيث كانت معقلا لتلامذة مالك بن نبي إسماعيل السعيدي رحمه الله، من مواليد 1964 بتونس العاصمة ينحدر من عائلة جزائرية مقيمة منذ الاستعمار بتونس، كان من شباب المساجد وهو ابن مسجد الزرارعية وقد حفظ الكثير من القرآن الكريم به وبجمعية المحافظة على القرآن الكريم أنهى اسماعيل دراسته الجامعية بالجزائر ثم عاد ليعمل في أحد البنوك كمستشار إداري ولكن يد الظالم وصلته وزجت به في السجن وحكمت عليه 6سنوات نافذة واصل إسماعيل نضاله من داخل السجن حيث كان يدرّس إخوانه القرآن الكريم... لذلك ما إن أشرف على إنهاء سنوات الظلم التي سلطت عليه حتّى أضيفت له 8 سنوات أخرى، وهكذا قضى أخي إسماعيل 14 سنة عند مدرسة يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم أصيب الراحل سنة 2000 بمرضالصوفير" " في المخ ولكنه لم يُمَكّن من المعالجة وبقيت الجرثومة ساكنة داخل أخي إسماعيل... إسماعيل شاب متعلم، مجاز في الإدارة والشريعة، دخل السجن وعمره لا يفوت 27 سنة ليخرج منه وهو فوق 42 سنة تنهشه الأمراض. وبالرغم من ذلك وقف من جديد وواصل كدحه حيث التحق بالعلم من جديد وسجل بالدراسات العليا، كما فتح شركة مختصة في علم المواريث مختصة بالاستشارات القانونية تزوّج الأخ إسماعيل السنة الماضية. الأخ إسماعيل كان خدوما لكل إخوانه الذين عرفوه في الجزائر، كان بيته مفتوحا للجميع ... دخل إسماعيل المستشفى بداية شهر جانفي 2010 وبقي فيه لأكثر من شهرين ثم تعافى ورجع إلى البيت. كان راضيا بقضاء الله وقدره ولكن تأبى مشيئة الله إلا أن تعيده إلى مستشفى الرابطة من جديد... وبالأمس بينما كان أخوه عبد الله مع أبيه في زيارة له أعلموهم بأنّ صاحب الأمانة قد أخذ أمانته... فلله ما أعطى ولله ما أخذ،، فالله أعطى سنة 1964 وأخذ أمانته يوم الاثنين 26 أفريل 2010 رحم الله إسماعيل وأدخله فسيح جنانه