اعتقلت قوات الأمن الجزائرية الاثنين مدة أربع ساعات مدافعين عن حرية التعبير ينتمون إلى حركة "بزاف" الاحتجاجية التي تأسست في 2009، وكان المتظاهرون يطالبون بفتح قنوات الإعلام الرسمي أمام الجزائريين عوض احتكارها لخدمة النظام القائم. ألقت قوات الأمن الجزائري القبض الاثنين على مؤسسي حركة "بزاف" الاحتجاجية، بمعنى "كفاية"، بعد أن حاولوا الاعتصام داخل مقر الإذاعة والتلفزيون الجزائري للتنديد بغياب حرية التعبير في وسائل الإعلام الرسمية وتحول التلفزيون الجزائري إلى "أداة سياسة وترويجية" في يد الرئيس عبد العزيز بوتفليقية وأقاربه.
وتزامنت هذه المظاهرة، التي تعد الأولى من نوعها منذ سنوات، مع ذكرى إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة المواقف ل3 مايو/أيار. وقال عدلان ميدي أحد مسؤولي الحركة لفرا نس 24 "لم نتمكن من الاعتصام لأنّ الشرطة أغلقت كل الطرق والمداخل المؤدية إلى مقر التلفزيون". وأضاف "إنّ رجال الأمن أوقفونا عندما شرعنا في توزيع بيان صحفي نندد فيه بوضع الإعلام الرسمي المهين، فاحتجزونا في مقر الأمن بالعاصمة قبل أن يطلقوا سراحنا بعد أربع ساعات".
وبالتوازي مع هذا، قامت السلطات الأمنية بإغلاق حساب حركة "بزاف" على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لمنع مؤسسيها من التواصل مع العالم الخارجي. وأضاف عدلان ميدي "إنّ فضاء الحرية يتقلص يوما بعد يوم في الجزائر، إذ أصبح من الصعب جدا التظاهر سلميا". والدليل على ذلك حسبه هو تهجم السلطات الإعلامية على بعض المواقع الإلكترونية في الجزائر عبر إطلاق ضدها "فيروسات" خطيرة بهدف تخريبها وإبطال مفعولها.
"دليل على مدى تدهور وضع الإعلام والحريات المدينة في الجزائر" وإلى ذلك، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية بتصرف السلطات الجزائرية "إزاء مجموعة من الصحفيين الذين لا يريدون سوى التعبير عن آرائهم والدفاع عن حرية الصحافة". وفي بيان نشر الاثنين، قالت سارة لييا وستون مسؤولة مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "إنّ منع الصحفيين بتنظيم تجمع صغير لمطالبة مسيري التلفزيون والإذاعات التابعة للدولة ببث برامج متنوعة تمثل أراء ومواقف كل المشاهدين وليس فقط النظام القائم، ما هو إلا دليل كافٍ على مدى تدهور وضع الإعلام والحريات المدينة في الجزائر"
من جهته، أضاف مصطفى بن فضيل وهو صحفي وكاتب في تصريح لجريدة "الوطن" الناطقة بالفرنسية أنّ الطريقة التي تمت بها مصادرة بعض المواقع وصفحات "الفايسبوك" دليل على أنّ السلطات الأمنية تتوفر على وسائل تكنولوجية جد متقدمة من شأنها تخريب أي موقع إلكتروني يعارض أفكار النظام القائم".
يذكر أنّ حركة "بزاف" ظهرت في 2009 بهدف خلق مساحات جديدة لحرية التعبير والتنديد بغياب الحريات في الجزائر. وأبرز ما قامت به حتى الآن، التشويش على الصالون الدولي للكتاب 2009 بالعاصمة الجزائرية، حيث ندّد عدد من المثقفين بالرقابة المفروضة عليهم بصفة خاصة وعلى الإعلام الرسمي بصفة عامة.